السبت 20 ابريل 2024
الرئيسية - بوابتي الرياضي - انتكاسات الكرة اليمنية خلال 60 عاماً
انتكاسات الكرة اليمنية خلال 60 عاماً
انتكاسات الكرة اليمنية خلال 60 عاماً
الساعة 10:49 صباحاً (متابعات)

ا يزال اليمنيون يشعرون بالحيرة والحسرة على الفشل المستمر لمنتخبهم الوطني لكرة القدم في البطولات المختلفة، وعدم تمكنه من تحقيق نجاح يذكر منذ تأسيس اتحاد الكرة، عام 1962، وانضمامه في ذلك العام للاتحاد الآسيوي.

ورغم توقف النشاط الكروي في اليمن منذ انقلاب الحوثيين، في سبتمبر 2014، وتعليق الدوري المحلي والدمار الذي حلّ بالمنشآت الرياضية، فإنها لم تكن السبب الرئيس في الأداء السيئ الذي يقدمه المنتخب اليمني؛ فخلال السنوات التي سبقتها لم يقدم ذلك المنتخب أي نجاح، خصوصاً في البطولات الخليجية التي خرج منها صفر اليدين.



ولعل خروج اليمن من بطولة "خليجي 24" المقامة حالياً في قطر (نوفمبر – ديسمبر 2019)، دون تقديم المستوى المطلوب، دفع الكثير من اليمنيين للحديث عن أسباب الفشل المستمر لمنتخب بلادهم في المحافل والبطولات الدولية المختلفة.

أداء هزيل في خليجي 24

مع انطلاقة بطولة "خليجي 24"، في 26 نوفمبر الماضي، كان اليمنيون يمنون النفس بنجاح جديد لمنتخبهم، خصوصاً بعد تحسن بسيط في أدائه خلال تصفيات كأسي العالم 2022 وأمم آسيا 2023، إضافة إلى تأهل منتخبي الناشئين والشباب إلى النهائيات الآسيوية.

وبينما كانت الآمال معقودة على المنتخب الأول لتحقيق نتيجة إيجابية في البطولة الخليجية، إلا أنهم تلقوا أول صفعة لهم بخسارة من الإمارات بثلاثية نظيفة في اليوم الافتتاحي للبطولة.

وتوقع اليمنيون أن يحقق منتخبهم أمام قطر مباراة مختلفة ويعوضوا خسارتهم الأولى، لكنهم تفاجؤوا بصفعة جديدة وخسارة قاسية من "العنابي" بستة أهداف نظيفة، كانت الرصاصة الأخيرة لمنتخبهم ليخرج من البطولة.

ورغم أن اليمن قدم أداءً متوسطاً في مباراته الأخيرة أمام العراق، وحصد نقطة إثر التعادل السلبي، فإن ذلك لم يعفه من خروج غير مشرف من البطولة، لتستمر معاناة المنتخب اليمني مع بطولات الخليج منذ مشاركته فيها، عام 2003.

وسارع اليمنيون للمطالبة بإقالة أحمد صالح العيسي من رئاسة الاتحاد، مع استمرار تراجع الرياضة في عهده منذ توليه المنصب عام 2005 وحتى اليوم.

اختلاف البطولات وغياب الدوري

يقول عضو جمعية الإعلام الرياضي اليمني، محمد النظاري، إن مشاركة المنتخب اليمني في بطولة "خليجي 24" لم تحقق أي جديد، وكانت "كسابقاتها؛ لا تزال ترواح بين المشاركة لغرض التواجد، بعكس المنتخبات السبعة، التي تدخل الدورات من أجل إضافة كأس جديدة باستثناء البحرين الساعية لإحراز اللقب الأول".

ويرى في حديثه لـ"الخليج أونلاين" أن عدم تحقيق اليمن أي نجاح في بطولات الخليج "يعود للرهبة من المسابقة نفسها، والتي تختلف طقوسها وإثارتها كلياً عن بطولات مشابهة تشترك فيها ذات المنتخبات".

واستطرد قائلاً: "مثلاً المنتخب السعودي تعادل معنا في التصفيات المزدوجة لكأسي آسيا والعالم، ولو كانت المواجهة برسم دورة الخليج لكانت النتيجة مغايرة"، مشيراً إلى أن سبب الأداء السيئ في البطولة انعكاس لـ"الخسارة أمام سنغافورة بالتصفيات المزدوجة، وهو ما جعل نفسيات اللاعبين في أدنى مستوياتها".

وطالب "النظاري" باستئناف الدوري اليمني لكرة القدم مجدداً بعد توقفه لنحو 6 سنوات، مضيفاً: "لا بد من إعادة إقامة الدوري من جديد، فلا يعقل أن تشارك خارجياً في ظل انعدام النشاط الداخلي".

ولم يتأهل المنتخب اليمني طوال مشواره إلى نهائيات كأس أمم آسيا سوى مرة وحيدة؛ بتأهله إلى النهائيات التي أقيمت في يناير 2019 بالإمارات، ولم تكتمل تلك الفرحة؛ بخروجه صفر اليدين من البطولة أيضاً.

وكانت قصة المنتخب اليمني وتأهله للنهائيات القارية تعد من أغرب قصص كرة القدم، فبعض لاعبيه اختطفتهم الجماعات المتطرفة، وبعضهم لجؤوا إلى الجبال للقتال، وآخرون لقوا حتفهم في الحرب التي تدمر البلاد.

أسباب أخرى

ويرى الناقد الرياضي ناصر سماحة، أن هناك أسباباً لا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال تكمن وراء فشل المنتخب اليمني؛ وفي مقدمتها "التقصير من قبل وزارة الشباب والرياضة والاتحاد اليمني لكرة القدم في تأهيل وتدريب اللاعبين والاهتمام بهم بشكل مستمر".

وأشار إلى أن هذا الاتحاد ووزارة الشباب والرياضة منذ سنوات طويلة "لا تهتم بتدريب وإعداد المنتخبات إلا قبيل البطولات بأسابيع محدودة".

وأضاف في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "مطالبة الجماهير اليمنية باستقالة كل المسؤولين عن الرياضة اليمنية، وفي مقدمتهم وزير الشباب والرياضة، ورئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم، بعد الفشل الأخير، تعد منطقية؛ فهم لم يقدموا شيئاً، خصوصاً الاتحاد، الذي لا يزال رئيسه يتولى منصبه منذ نحو 14 سنة دون تحقيق أي نجاح".

وأكد أن من بين الأسباب عدم وجود "مراجعة حقيقية لاختيار لاعبينا ابتداءً وفق معايير دولية محددة، دون أي تدخل لأطراف يمنية في هذا الاختيار كما هو حاصل الآن"، مؤكداً ضرورة "الاعتناء باللاعبين بشكل مستمر ودائم وليس في المناسبات الرياضية فقط".

تاريخ اليمن في كأس الخليج

بدأ منتخب اليمن بالمشاركة في بطولات الخليج في الدورة الـ16 في الكويت عام 2003، وخاض خلال تلك البطولة 7 مباريات بنظام المجموعة الواحدة، ولم يحقق سوى تعادل وحيد كان ضد عُمان، في حين خسر المباريات الخمسة الأخرى بنتائج ثقيلة.

وفي 2004، خاض منتخب اليمن الدورة الخليجية بنظام المجموعتين بعد عودة العراق إلى البطولة، ليخسر مواجهتيه أمام السعودية والكويت، ويكتفي بتعادل مع البحرين، ليتوقف مشواره عند حاجز الدور الأول.

وفي نسخة 2007 في الإمارات، شهدت نفس النتائج للمنتخب اليمنى، إذ جمع نقطة واحدة بتعادل وخسارتين وغادر من الدور الأول، لكن الأمر ازداد سوءاً في البطولات الثلاث التالية، إذ تلقى المنتخب اليمني 3 هزائم خلال الدور الأول لبطولات 2009 و2010 و2013، رغم أن بطولة 2010 أقيمت على أرضه وبين جماهيره.

وشهدت بطولة "خليجي 22"، التي أقيمت في السعودية، أفضل نتائج اليمن في تاريخ كأس الخليج، إذ كان قريباً جداً من التأهل لنصف النهائي، لكنه تخلف بفارق نقطة واحدة فقط عن الإمارات في وصافة المجموعة الأولى، إذ جمع نقطتين من تعادلين وخسارة.

وعادت النتائج السلبية خلال "خليجي 23" في الكويت عام 2017، حيث خسر منتخب اليمن مبارياته الثلاث في الدور الأول، ليختتمها بالأداء المخيب في البطولة الخليجية الأخيرة في قطر.

معجزة لم تتكرر.. ولكن بالناشئين

ولم يحظَ اليمن بفرحة أسعدت جماهيره إلا بما حققه منتخب الناشئين تحت سن 17 عاماً، عندما صنع إنجازاً وصف بـ"المعجزة الوحيدة"، التي تحققت خلال 60 عاماً منذ تأسيس اتحاد كرة القدم اليمني.

ووصل المنتخب اليمني إلى المباراة النهائية من بطولة آسيا للناشئين لكرة القدم عام 2002، لكنه خسر يومها بركلات الترجيح من منتخب كوريا بـ(3-5) بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل (1-1) في أبوظبي.

وكان المنتخب اليمني الأفضل والأحسن في تلك البطولة بتصاعد لعبه خلال البطولة بشكل تدريجي، وتأهله إلى نهائيات كأس العالم بحصوله على المركز الثاني، والذي شارك فيها كممثل وحيد للعرب في تلك البطولة العالمية، التي أقيمت في فنلندا.

ودخلت الكرة اليمنية بهذا الإنجاز تاريخ بطولات آسيا وكأس العالم لأول مرة، على الرغم من الصعاب التي واجهها، حيث لعب أمام البرازيل والبرتغال والكاميرون في المونديال، ليخرج بنقطة وحيدة من البطولة، التي عرفت تسجيل النجم الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو هدفاً لصالح منتخب بلاده في مرمى اليمن.


آخر الأخبار