الجمعة 25 ابريل 2025
الرئيسية - منوعات - إحداهما مغنية برتبة جنرال والأخرى عارضة أزياء: ما دور سيدتا الصين وأمريكا في مجتمعاتهما؟
إحداهما مغنية برتبة جنرال والأخرى عارضة أزياء: ما دور سيدتا الصين وأمريكا في مجتمعاتهما؟
الساعة 08:37 مساءً (بوابتي - خاص)

قبل أن تصبح زوجة الرئيس شي جين بينغ، كانت بينغ لييوان مغنية شهيرة متخصصة في الأغاني الوطنية والأوبرالية، وتحمل رتبة جنرال في جيش التحرير الشعبي. لم تكن مجرد فنانة، بل كانت أيقونة وطنية تمثل القيم الرسمية للصين، بما فيها الانضباط، الوطنية، والالتزام بتوجهات الدولة المركزية.

وجودها في المشهد العام لا يحمل فقط صفة البروتوكول، بل يعكس أيضًا دورًا رمزيًا يعزز من صورة الصين كدولة ذات إرث حضاري عريق، تقودها قيادة محافظة ومنضبطة. تسهم بينغ في تعزيز هذا التصور من خلال حضورها الرسمي المتزن، ودورها في دعم الثقافة والتعليم والصحة العامة.



ميلانيا ترامب: الحرية الشخصية في إطار الأضواء
على النقيض، تمثل ميلانيا ترامب صورة مختلفة تمامًا للسيدة الأولى. عارضة الأزياء السابقة التي دخلت البيت الأبيض من خلفية إعلامية وتجارية، لم تكن بعيدة عن عدسات الكاميرا قبل تولي زوجها الرئاسة. حضورها كان دائمًا ملفتًا، لا يخلو من الجدل أو التقدير، وجسد نمطًا فردانيًا في التعامل مع الدور.

في الثقافة الأميركية، يُنظر إلى السيدة الأولى كفرد له حرية التعبير والمبادرة ضمن حدود مجتمعية معينة. ميلانيا، التي ركزت على قضايا مثل التنمر الإلكتروني من خلال مبادرتها "Be Best"، قدمت نفسها بشخصية مستقلة نسبياً عن السياسة، رغم ارتباطها الوثيق بمواقف زوجها.

فلسفتان لدور واحد
هذا التباين لا يعكس فقط اختلاف الخلفيات الشخصية، بل يُبرز الفارق الجوهري في نظرة كل من الصين وأميركا لموقع السيدة الأولى. ففي الصين، الدور مرتبط بخدمة الدولة والانسجام مع سياساتها، بينما في أميركا، يُسمح بمساحة أوسع للتعبير عن الذات، وإن كانت محكومة بالثقافة العامة وتوقعات المجتمع.

ما بين نموذج الانضباط الجماعي والرمزية الثقافية، ونموذج الحضور الإعلامي والتعبير الفردي، تبقى السيدة الأولى مرآة لنظامها السياسي، وتعبيرًا صامتًا – أو أحيانًا صاخبًا – عن روح الدولة التي تمثلها.


آخر الأخبار