آخر الأخبار


الثلاثاء 22 ابريل 2025
لو جلستُ مع يزن، ابني الصغير، ذات مساء، أحكي له عن زمنٍ مضى لم يكن فيه ضجيج الحرب ولا وجع الغلاء، لن يصدقني، رغم براءته، لأنه وُلد في وطن مختلف.. وطن خافت النبض.
لو قلت له إن عشر طائرات يمنية كانت تُحلّق يوميًا، تنقل الناس من عدن إلى حضرموت، ومن صنعاء إلى تعز، كأنها سيارات أجرة، سيضحك مستغربًا من حجم الحلم.
لو أخبرته أن مياه الشرب في عدن لم تكن تنقطع دقيقة واحدة، وأن الناس لم يكونوا يحبسون أنفاسهم خوفًا من انقطاع الكهرباء، أو انفجار أنبوب، أو سقوط الدولة، لن يصدق.
لو رويت له أن المسافر كان يذهب إلى المطار، يقطع تذكرته في دقائق، ويطير نحو أي وجهة بلا تفتيش مذلّ أو إذنٍ من أحد، سيظنني أتحدث عن كوكب آخر.
هل سيصدق أن شباب عدن كانوا يخرجون نزهة إلى ساحل أبين، فينتهي بهم اليوم على موائد الغداء في إب، ويعودون ليلًا وهم يضحكون مستغربين من افكارهم المجنونة بالرحلة؟
هل سيصدق أن رجلاً كان عند السادسة مساء في عدن، ثم يُشاهد الغروب من وسط صنعاء عند السادسة والنصف؟!
"هل سيصدق أن التنقل بين المحافظات كان أمرًا عاديًا، لا يحتاج إذنًا ولا يُواجه بأسلحة، بل كان الطريق وطنًا مفتوحًا؟"، وكان هناك وطن اسمه "اليمن"، لا جغرافيا متقطعة، ولا حواجز تفتيش تحكمها البنادق؟
كانت تفاصيل صغيرة... هامشية في حينها... لم نكن نلتفت إليها.
لكنها اليوم... صارت كل شيء.
اكتبوا لي:
ما الذي كنتم ترونه تافهًا، ثم سرقته الحرب منكم وأصبح ذاكرة دامعة؟
عن وطن غاب
الحوثي واحتكار اليمن!
بين طهران والرياض... اليمن
شجرة الغريب .. حين يسقط قلب الأرض
شجرة الغريب… حين ينهار الجذر وينتحب الجذع