يعد شهر رمضان المبارك من أعظم الأشهر في السنة، حيث تتجلى فيه معاني العبادة والتقوى، ويعتبر الصيام فريضة واجبة على المسلمين. ومن خلال هذا الشهر الفضيل، يتعزز الوعي الديني والتضامن بين أفراد المجتمع، ويجب على المسلمين الحفاظ على حرمة هذا الشهر من خلال الامتناع عن المفطرات.

ولكن قد يواجه البعض مواقف تتعلق بتناول الطعام أو الشراب في نهار رمضان، سواء كان عن نية أو نسيان. من هنا، جاء التأكيد الشرعي على أهمية الحفاظ على قدسية الشهر، وعدم التساهل في إظهار أي تصرف يتعارض مع أحكام الصيام.

وفي هذا الصدد أكدت فتوى للشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله، أن من رأى مسلمًا يأكل أو يشرب في نهار رمضان، سواء كان ناسيًا أو متعمدًا، وجب عليه إنكار ذلك وعدم السكوت عنه، وذلك لمنع التساهل في إظهار ما حرمه الله من المفطرات أثناء الصيام.

وجوب إنكار الأكل والشرب في نهار رمضان
وأوضح الشيخ بن باز، رحمه الله، أن إظهار الأكل أو الشرب في نهار رمضان يُعد منكرًا، حتى لو كان الشخص ناسيًا، وذلك لمنع الناس من التهاون في هذا الأمر، حيث قد يدعي البعض النسيان للإفطار عمدًا. ومع ذلك، إذا كان الشخص ناسيًا بالفعل، فإنه لا يُطالب بقضاء يومه، استنادًا إلى حديث النبي ﷺ: "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه" (متفق عليه).

حكم إظهار المسافر للإفطار في نهار رمضان
وأكد الشيخ بن باز، رحمه الله، أن المسافر، وإن كان له رخصة في الإفطار، لا يجوز له إظهار الأكل أو الشرب بين المقيمين الذين لا يعرفون حاله، وذلك حتى لا يُساء الظن به أو يقتدي به غيره ممن لا يملك عذرًا شرعيًا للإفطار. وعليه أن يستتر عند تناوله المفطرات حفاظًا على حرمة الشهر الكريم.

منع غير المسلمين من الأكل والشرب علنًا في رمضان
وشدد الشيخ بن باز، رحمه الله، على أنه يجب منع غير المسلمين من إظهار الأكل والشرب في نهار رمضان بين المسلمين، وذلك من باب سد الذرائع ومنع التساهل في حرمة الشهر الفضيل، كما أن الكفار ممنوعون من إظهار شعائر دينهم بين المسلمين وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية.

التأكيد على الالتزام بحرمة رمضان
كما أكد الشيخ بن باز، رحمه الله، على ضرورة الحفاظ على حرمة شهر رمضان ومنع أي تصرف قد يؤدي إلى تهاون المسلمين بالصيام، مشددة على مسؤولية المجتمع في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مع الحرص على اتباع الضوابط الشرعية في ذلك.