مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يتساءل كثير من المسلمين عن الأحكام الشرعية المتعلقة بالصيام، خاصة الفئات التي يُرخَّص لها بالفطر أو يسقط عنها الصيام لعدم تحقق شروط التكليف.

وفي هذا السياق، أوضح الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله، الحالات التي لا يجب فيها الصيام، مستندًا إلى الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية، مع بيان ما يترتب على كل حالة من قضاء أو كفارة.

وأكد الشيخ ابن باز أن المجنون وفاقد العقل والصبي غير البالغ لا يجب عليهم الصيام لعدم تحقق شرط التكليف، بينما الحائض والنفساء لا يجوز لهما الصيام أثناء فترة الحيض أو النفاس، لكن يجب عليهما قضاء الأيام التي أفطرتاها بعد انتهاء رمضان.

كما أوضح سماحته أن المريض والمسافر يرخَّص لهما الإفطار في رمضان، لكن يجب عليهما القضاء لاحقًا لقوله تعالى: "وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ" [البقرة:185]. أما إذا كان المرض مزمنًا وغير قابل للشفاء بشهادة الأطباء الموثوقين، فإن الشخص لا يلزمه الصيام ولا القضاء، بل عليه إطعام مسكين عن كل يوم مقدار نصف صاع (حوالي كيلو ونصف من قوت البلد).

وأشار الشيخ ابن باز إلى أن الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة الذين لا يستطيعون الصيام لضعفهم، يُرخَّص لهم بالإفطار، وعليهم إطعام مسكين عن كل يوم بدلًا من الصيام، وليس عليهم قضاء. وأوضح أيضًا أن الحامل والمرضع إذا شق عليهما الصيام، فيجوز لهما الإفطار، لكن يجب عليهما القضاء مثل المريض.

وأضاف سماحته أن إخراج الكفارة لمن لا يستطيع الصيام يمكن أن يكون دفعة واحدة عن الشهر كله، سواء في بدايته أو نهايته، أو بشكل يومي، ويجوز دفعها لفقير واحد أو توزيعها على أكثر من مسكين.

يُذكر أن الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله، كان من أبرز العلماء المسلمين المعاصرين، وتولى منصب مفتي عام المملكة العربية السعودية، وترك إرثًا علميًا غنيًا في الفتاوى الشرعية التي لا تزال مرجعًا مهمًا للمسلمين في مختلف القضايا الدينية.