الخميس 28 مارس 2024
الرئيسية - إقتصاد - أرامكو" تؤكد رهانها على النفط للتفوق على منافسيها‎
أرامكو" تؤكد رهانها على النفط للتفوق على منافسيها‎
الساعة 06:49 مساءً (متابعات)

دفع ركود الطلب على النفط الخام خلال جائحة فيروس كورونا شركات النفط إلى التفكير في إمكانية أن تكون سوق الوقود الأحفوري قد بلغت ذروتها وأن الوقت قد حان لنقلة عالمية جديدة في الطاقة.

غير أن مصادر بصناعة النفط ومحللين قالوا  إن شركة أرامكو السعودية تعتزم زيادة قدرتها الإنتاجية بحيث يمكنها ضخ أكبر قدر ممكن من احتياطيات المملكة الضخمة عندما ينتعش الطلب قبل أن يفقد النفط قيمته بفعل التحول إلى مصادر نظيفة للطاقة.



وقالت المصادر إن أرامكو تعتقد أن بوسعها خفض الأسعار عن منافسيها ومواصلة تحقيق الربح حتى عندما تنخفض الأسعار بما يحرم المنافسين من الربح، وذلك لأن المملكة تملك نحو 20% من الاحتياطيات العالمية المؤكدة كما أن تكاليف الإنتاج تبلغ 4 دولارات فحسب للبرميل.

وقال مسؤولون ومصادر إن الرياض تعتزم الآن تنفيذ ما بدا تهديدا منها في مارس/آذار خلال حرب أسعار النفط مع روسيا لزيادة الطاقة الإنتاجية من 12 مليون برميل يوميا إلى 13 مليونا.

ويتناقض نهج أرامكو تناقضا صارخا مع الشركات الغربية المنافسة لها مثل بي.بي وشل التي تعتزم تقييد الإنفاق على إنتاج النفط حتى يمكنها الاستثمار في الطاقة المتجددة والطاقة النظيفة استعدادا لعالم يعيش في ظل نسب منخفضة من الانبعاثات الكربونية.

وأضافت المصادر أن الشركة النفطية العملاقة التي تديرها الدولة، تعدل بهذا التركيز الجديد على النفط خطط التوسع الطموح في أنشطة المنبع (التكرير والتسويق)، وتهدف الآن إلى اقتناص أصول في مشروعات قائمة في أسواق رئيسية مثل الهند والصين بدلا من بناء معامل عملاقة باهظة الكلفة من البداية.

وقالت أرامكو في بيان: ”نحن نتوقع أن يستمر نمو الطلب على النفط في الأجل البعيد، تدفعه الزيادات السكانية والنمو الاقتصادي، وستدعم أنواع الوقود والمواد البتروكيماوية نمو الطلب، والتكهن بذروة وشيكة في الطلب على النفط لا يتفق ببساطة مع واقع استهلاك النفط“.

2020-10-2-23

خذ المال

تقول مصادر مطلعة على عملية رسم السياسات في المملكة إن إمكانية أن يكون النفط الخام قد بلغ ذروته، تجعل اتجاه السعودية أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم، لاستغلال احتياطياتها منه أكثر إلحاحا مادام ذلك بإمكانها لتوليد المال اللازم لتمويل الإصلاحات الاقتصادية السعودية.

ويحاول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إنشاء صناعات جديدة لتقليل اعتماد المملكة على النفط وذلك من خلال رؤية المملكة 2030 الطموح الرامية لتنويع الموارد الاقتصادية.

إلا أن الأمير محمد يحتاج لكي تنجح الخطة إلى سيولة مالية كبيرة ومبيعات أرامكو من النفط هي مصدر الإيرادات الرئيس أمامه، وقال أحد المصادر:  ”ولي العهد قال إنه سيعمل على التنويع لكنه لم يقل إنه سيقضي على صناعة النفط. وما دام بالإمكان تحقيق دخل أكبر منها فلم لا، خذ المال واستثمره في مجال آخر“.

وأضاف: ”لنتفق على أنه في ضوء الوضع الاقتصادي العالمي لن يتحقق التنويع الكامل بحلول 2030، فتخليص اقتصاد عملاق مثل السعودية بالكامل من الاعتماد على النفط يتطلب على الأقل 50 عاما أخرى، ولذا فما دام النفط معنا لنستخلص منه المزيد من المال إذا كان هذا مستطاعا“.

كذلك قال محللون ومصادر اطلعت على خطط الشركة إن أرامكو تركز على كيفية ضخ كميات أكبر من وقود أنظف يخفض الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري بما يتيح لها فرصة أفضل في التنافس في وقت تعمل فيه الحكومات على تشديد قواعد الانبعاثات الكربونية.

وتبلغ الكثافة الكربونية لإنتاج أرامكو النفطي 10.1 كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون لكل برميل تنتجه من النفط، وهي الأدنى بين منافسيها، وتريد الشركة أن تخفض هذا المستوى عن ذلك الحد بنهاية العام الحالي.

وقالت أرامكو: ”أولوياتنا هي الحفاظ على كثافتنا الكربونية المنخفضة وكلفة الإنتاج المنخفضة وفي الوقت نفسه تسليم إمدادات الطاقة التي يحتاجها العالم“، مضيفة أنها ”تبحث سبل تقليل الانبعاثات من خلال التكنولوجيا مثل زيادة كفاءة المحركات وتركيبات وقود أفضل واستخلاص الكربون، وتحويل ثاني أكسيد الكربون والهيدروكربونات إلى منتجات مفيدة“.

وقالت أرامكو إن أحد الأمثلة على إمكانية استخدام المواد الهيدروكربونية في إمدادات الهيدروجين تمثل في نقل شحنة من الأمونيا الزرقاء مؤخرا إلى اليابان، لاستخدامها في توليد الكهرباء دون أي انبعاثات وإن ذلك يتحقق للمرة الأولى في العالم.

وتابعت: ”في هذا المثال، تمت أثناء العملية إعادة استخدام 50 طنا من ثاني أكسيد الكربون بعد استخلاصها في إنتاج الميثانول وتعزيز استخراج النفط“.

وقالت المصادر إن أرامكو ستواصل أيضا تطوير موارد الغاز لديها بفضل ارتفاع الاحتياجات المحلية وطموحات المملكة أن تصبح مصدرا للغاز، وكذلك بفعل خطط بيع حصص في بعض أصولها مثل نشاط شبكة الأنابيب المحلية.

وقال أمريتا سين الشريكة المؤسسة في إنرجي أسبكتس للأبحاث: ”سيظل هناك دائما مجال للنفط وسيفوز أقل مصادر الانبعاثات الكربونية، وستعود قوة أوبك في سوق النفط لا سيما لمن يمكنهم إنتاج النفط بأنظف وسيلة ممكنة وأرامكو السعودية ينطبق عليها هذا الوصف“.

2020-10-6-5


آخر الأخبار