آخر الأخبار


الاثنين 21 ابريل 2025
بالتزامن مع زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الأولى للولايات المتحدة الأمريكية، بعد 8 شهور من تقلده الحكم في المملكة، كتب المحلل السياسي والاستراتيجي لصحيفة "هآرتس" العبرية، تسبي بارئيل، تحليلاً يتناول فيه التحوّل الكبير الذي طرأ على العلاقات السعودية الأمريكية الحالي معتبراً أن المملكة بنشاطها وسياساتها الجديدة "ضربت بأوباما عرض الحائط".
وفي هذا السياق يقول بارئيل إن النشاط السعودي يتسبب بتنحية أوباما جانباً، وأن السعودية ليست بحاجة لدعم من الولايات المتحدة على عكس الأردن ودولة الاحتلال الإسرائيلي. وهنا يذكر بالصفقة المنتظر توقيعها لشراء فرطاقتين قيمة كل واحدة منها مليار دولار وعشر طائرات هليكوبتر بقيمة إجمالية 1.9 مليار دولار وطائرات بلاك هوم وصواريخ باك-3 بقيمة 5.4 مليار دولار، هذا إلى جانب المنظومات الدفاعية التي تشملها الصفقة.
ويضيف الكاتب أن هذه الصفقات هي الأحدث في رحلة شراء الأسلحة والمعدات العسكرية، وأنها تضاف إلى الصفقات السابقة التي تعمل مصانع الولايات المتحدة الآن على تصنيعها وتزويد المملكة لها، والتي فاقت قيمتها عشرات المليارات. ويشدد الكاتب على أن السعودية بهذه الصفقات لا تشتري الأسلحة فقط، بل تشتري حماية نفسها عن طريق دعم الاقتصاد الأمريكي، مقابل الحصول على مردود دبلوماسي وسياسي ملائم، وأن المملكة تملك خصائص تميّزها وتجعلها حليفاً ضرورياً بالنسبة للولايات المتحدة.
ويرى الكاتب أن السعودية نجحت بأخذ زمام الأمور والظهور كلاعب ومحرّك أساسي، على عكس الولايات المتحدة. فمن ناحية تشارك المملكة بالتحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة" ومن جهة أخرى تعتبر جدار الحماية الذي يقف ضد امتداد النفوذ الإيراني في المنطقة.
وعلى عكسها، تظهر الولايات المتحدة بأنها دولة مرتبكة، فهي من خسرت العراق لصالح إيران، وهي التي لا تعرف ولا تستطيع حل الأزمة الكارثية في سوريا، وهي أيضاً التي فشلت بدفع عملية السلام بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين، كما أنها أخطأت بموقفها تجاه الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك أثناء الثورة المصرية ووقفت مترددة أمام نتائج الانتخابات التي تبعت الانقلاب العسكري في مصر، وأخيراً هي من وقعت الاتفاق النووي مع إيران الذي سترفع بموجبه العقوبات عن الأخيرة.
وفي هذا السياق يرى الكاتب أن "رزمة الفشل" هذه تجبر السعودية على أخذ الحيطة والحذر بضمان عدم انزلاق حليفتها – الولايات المتحدة-وتحطمها أمام إيران بسبب "عدم الخبرة" أو "حسن النية" تجاه إيران. هذه الصفات المذكورة هي التي اعتاد المحللون السعودية على استخدامها عند الحديث عن دور الولايات المتحدة السلبي وسياستها الضعيفة في الشرق الأوسط.
ويذكّر بارئيل بأن السعودية غيرت استراتيجيتها وتحولت من دولة "وراء الكواليس" إلى دولة تقف في الجبهة الأمامية وتقدم المبادرات دون انتظار، ويعزو السبب الأساسي إلى أن الثورات العربية منذ عام 2011 سحبت البساط من تحت الدول التي كانت في القيادة، مما دفع الملك سلمان إلى اتخاذ استراتيجية جديدة تفعّل الدور السعودي وتمنحه غرفة القيادة ولا تستثني التحركات العسكرية.
ويضيف الكاتب بأن قمة النشاط السعودي والاستراتيجية الجديدة ظهرت منذ مارس/آذار 2015 عند بدء العملية العسكرية "عاصفة الحزم" في اليمن، فمن خلال العملية استطاع سلاح الجو والبر السعودي بمشاركة المليشيات المحلية تحرير مديني عدن وتعز، ومن المتوقع أن يتمكنوا خلال الخريف تحرير العاصمة صنعاء من يد المليشيات الحوثية.
وفي هذا السياق يرى الكاتب أن السعودية نجحت بإدخال الولايات المتحدة إلى مأزق صعب فيما يخص اليمن، فالإدارة الأمريكية في واشنطن لا زالت ترى أن هناك واجب لمحاربة تنظيم "القاعدة" بشبه الجزيرة العربية وأن ذلك جزء من استراتيجيتها، ولذا فهي ترا بالحوثيين قوة مساعدة ومفيدة لها في هذه الحرب. لكنها اضطرت للوقوف بصمت أمام القرار السعودي بنزع قوة الحوثيين في اليمن.
وفيما يخص سوريا، يرى بارئيل أيضاً أن السعودية تطمح لإدارة اللعبة السياسية، فقد صرّحت بشكل واضح وحاسم بأن الأسد لا يمكن أن يكون ضمن الحل السياسي، الأمر الذي دفع دولاً أخرى لسحب تصريحاتها بقبول الأسد ضمن الحل السياسي النهائي للأزمة، مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وفي زيارته الأولى بعد تقلده الحكم، يرى الكاتب أن الملك سلمان سوف يطلب توضيحات صريحة وغير قابلة للتأويل، تصريحات ستضمن وقوف الولايات المتحدة وراء ظهر السعودية ولن تترك لواشنطن أي مساحة مناورة. فالسعودية تعلم أن اتفاق النووي الإيراني أصبح أمراً واقعاً، لذا سوف تناقش تأثير رفع العقوبات على مكانة إيران الإقليمية والدولية، وأوباما بدوره سوف يحرص على تقديم الكثير كي لا يخسر الشرق الأوسط العربي بعد أن ربح إيران.
المصدر الخليج
الوضع المعيشي... معركة بقاء في ظل القهر
من وضعهم هناك؟
تعز ، سنة عاشرة مقاومة
الأسئلة السبعة
عشر سنوات من مقاومة مليشيا الضلال