الأحد 20 ابريل 2025
عشر سنوات من مقاومة مليشيا الضلال
الساعة 09:56 صباحاً
احمد عبدالملك المقرمي احمد عبدالملك المقرمي

   توافقت أغراض لأطراف متعددة، فراح كل طرف يسعى من جانبه لاختلاق حياة لقوى الكهنوت الرجعية و السلالة الحوثية، و قد ذهب كل طرف يستثمر في السلالة الحوثية بما يخدم أغراضه.

 

   لم تكن تلك الأغراض تطفح من مجاري صَرفٍ مَرَضِيٍّ واحد، بل كان هناك من يغذي السلالةالحوثية من حالة مَرَضيّــة، وكان  منها من يمكر لها من منطلق العداء، و آخر  كان يتوهم أن تواتيه فرصة من بين ثنايا السلالة لتحقيق مشروعه الواهم أو غرضه الساذج.. و هكذا توافقت الأهواء و الأغراض على غير ميعاد.

 

   و من هذه الخلفية العدائية، أو تلك الخلفية الساذجة، أو الرغبة الانتقامية وقع كل المتربصين في خدمة المشروع الإيراني الخبيث.

 

   و كانت محصلة المخطط العدائي ضد الثورة و الجمهورية، و بلاهة التفكيرات الساذجة، المتربصة أو الانتقامية ؛ انقلاب كارثة 21 سبتمبر المشؤوم.

 

   كل هذه الأطراف المعادية أو الساذجة دفعت ثمن بلاهتها، أو سذاجتها ، أو عدائها ، و حتى أولئـك الذين كان دافعهم الانتقام توفّر لهم نصيب وافر في دفع الثمن ، و كُلٌّ بحســـب الطريقة التي حفر بها حفر الكيــد و المكــر ، و كلٌّ شرب من الكأس التي شارك في طرح سمومه فيها. و لا نبرئ المتفرجين، الذين مارسوا سذاجتهم بسخافة الغباء المركب.

 

   نفذ البله و الأعداء، و السذج و المنتقمون مخططهم، و بقي المتفرجون يحملقون ببلاهة في اللا شيئ ..!!

 

   وحدها إيران ـ يومها ـ استثمرت عداوة الأعداء، وسذاجة البله، و حماقة المنتقمين و أعلنت ببجاحة ـ فور انتهاء عملية المخطط ـ أن صنعاء هي العاصمة العربية الرابعة التي تسقط في يدها.

 

   و بقي المتفرجون في أماكنهم يحملقون فاغري الأفواه، لا يَرْمِش لهم جفن "وتراهم ينظرون إليك و هم لا يبصرون".

 

   و لكن.. ما كل الشعب اليمني كان في دكة المتفرجين، و لا كل الشعب اليمني كان مع الأعداء، و لا مع البله السذج، أو المنتقمين ؛ وإنما برز مكون،أو مكونات أبت المسكنة، و عافت الخضوع ، و رفضت الذل و الاستسـلام ، و حشدت الطاقـات ، و التحمت بالحاضنة الشعبية، و أعلنت النفير و المقاومة الشعبية الباسلة.

 

   و مع ذلك، لم يسلم هذا المكون المقاوم، أو المكونات من مضايقات، بل  أذى مادي و معنوي ، فما وهن و لا استكان، و لا ضعف، و لا تخلّى. و إنما ظل في الميدان يواجه بشراسة تحت راية الشرعية حتى اليوم.

 

   مقاومة الشعب اليمني للمشروع الظلامي الحوثي، ليست من اليوم، و لا من الأمس، و لكنها منذ أكثر من عشر سنوات مضت حتى لا يأتي متأول يذر الرماد لينكر الواقع و الحقائق.

 

   إن الأرقام الصحيحة تنطلق من مبادئها، لا تلتفت لمن يُقَلّل من شأنها، و لا تتراجع عن واجبها مهما تنكر لها متنكر، أو تجاهلها جهول ! فمن لم يُثْنه المخطط المعادي، و لم تستلفته المشاريع الساذجة، و لم تستدرجه عقلية الانتقام، و لم يستفزه المتفرجون، فإنه يمضي قُدُما نحو هدفه السامي، و غاياته العليا، و يفرح أن يجد معه من يسانده ، فيما يمد يده لكل جمهوري ميداني صادق.

 

   هاهي عشر سنوات تمضي و المقاومة الشعبية الباسلة تقاوم عدوان الحوثي جنبا إلى جنب مع الجيش الوطني على امتداد التراب اليمني بشجاعة، و بسالة، و ثبات.

 

   و لم تكن المقاومة الشعبية في تعز خفية المقام، و لا ثانوية في الأداء، بل كانت بفضل الله، ثم برجالها، و حاضنتها كأنها علم في رأسها نار.

 

   و كلمة وفـاء صـــادقة لا بد منها للجيش الوطني الصــامد المجــــاهد في كل مواقع الشــــرف و التضحيــات، و في كل المحافظـــات، و هو يؤدي واجبه الميـــداني رغم الإمكانـات الشحيحة، و المرتبات الأكثر شحة، و رغم ذلك بقي هو صمام الأمان الأقدر في الميدان، و الأبرز في المواقف، و الأعظم في الصمود.

 

   و الركن الركين في كل هذا الصمود، و صور البطولة، هو الشعب اليمني المجاهد الذي استعصى ـ بتوفيق الله ـ على كل الدسائس و المغريات، و المؤمرات.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار