الاثنين 21 ابريل 2025
الرئيسية - تقارير وحوارات - الدمار الشامل لدرعا وسوريا هو خيار بشار الاسد الوحيد
الدمار الشامل لدرعا وسوريا هو خيار بشار الاسد الوحيد
تقرير 6
الساعة 05:33 مساءً
بوابتي تقارير

ثمن باهظ تدفعه البلدات والأحياء المحيطة بمدينة درعا جنوب سوريا، حيث تتعرض تلك المناطق لهجمات عسكرية مستمرة منذ انطلاق الثورة السورية في شهر مارس/ آذار عام 2011، لتبلغ ذروتها مع انطلاق معركة عاصفة الجنوب، لتحرير ما تبقى من مناطق داخل مدينة درعا تحت سيطرة قوات الأسد.

- النعيمة المدينة الشرقية



بلدة النعيمة الواقعة شرق مدينة درعا، والمتاخمة للأفرع والمراكز الأمنية في المدينة، تعرضت لدمار هائل، وفقاً للإعلامي نبراس الحوراني، الذي أكد أن البلدة الصغيرة شهدت معارك كثيرة وعنيفة بين قوات الأسد وكتائب المعارضة، لكن ردة فعل النظام على معركتي تحرير صوامع الحبوب وعاصفة الجنوب شكلت الكارثة العظمى على البلدة، إذ التهمت المعارك قسماً كبيراً من معالمها، مشيراً إلى أنه خلال الشهر الماضي تم توثيق استهداف البلدة بـ127 برميلاً متفجراً و30 غارة جوية.

وأكد الحوراني، لمراسلة "الخليج أونلاين"، أن "النظام يتبع سياسة الأرض المحروقة لتدمير الحجر والبشر والشجر، فعندما تتعرض بلدة كنعيمة لـ17 برميلاً متفجراً وحاوية متفجرة تزن نصف طن، وعشرات القذائف والصواريخ والقنابل العنقودية في ساعة واحدة، فالهدف حتماً هو سياسة الأرض المحروقة ولا شيء آخر".

ولفت إلى أن نسبة الدمار في منازل البلدة وصلت إلى 60%، في حين وصلت نسبة المنازل غير الصالحة للسكن إلى 85%، كما "وصل عدد شهداء البلدة إلى 203 شهداء، وهو عدد كبير بالنسبة لبلدة يبلغ عدد سكانها 11 ألف نسمة، أما الجرحى من أبناء البلدة فهم بالمئات"، وفقاً للناشط الإعلامي.

وأشار الحوراني إلى أن الوضع الإنساني في بلدة النعيمة "سيىء للغاية"؛ إذ نزح معظم سكانها إلى القرى والبلدات المجاورة، ممّا دفع الأهالي إلى تجميع عدد كبير من العائلات في بيت واحد، في حين لا يزال قسم قليل من المدنيين في البلدة لعدم وجود مأوى لهم خارج البلدة، "وهذا ما يفسر سقوط شهداء من الأطفال والنساء يومياً"، لافتاً إلى أن المشفى الميداني الوحيد في البلدة تعرض لقصف ودمار كبيرين؛ ممّا أنتج عدم قدرته على تغطية احتياجات الأهالي في البلدة.

- عتمان البوابة الشمالية

إلى الشمال من مدينة درعا تقع بلدة عتمان، التي تتعرض لقصف بشتى أنواع الأسلحة يومياً منذ أكثر من 3 سنوات، يقول الإعلامي حسين المصري: "تنبع الأهمية الاستراتيجية لبلدة عتمان من وقوعها على الاتستراد القديمة (دمشق- درعا)، وبذلك تشكل البوابة الشمالية للمدينة، بالإضافة إلى إشرافها على أهم مراكز قوات النظام؛ مثل "ثكنة البانوراما" وكتيبة المدفعية والقاعدة الصاروخية في تل الخضر شمالي المدينة".

وبين المصري، في تصريح لـ"الخليج أونلاين"، أن "نسبة الدمار في البلدة وصلت إلى 70%؛ ما أجبر الأهالي على النزوح إلى المدن والقرى المجاورة، حيث تم تدمير البنية التحتية بشكل شبه تام وخاصة شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات منذ عامين، في حين يقدم المشفى خدمات بسيطة لضعف الإمكانيات والعناصر الطبية، كما يتم نقل الجرحى إلى المشافي في المدن والبلدات الأكثر أمناً".

- أحياء الطوق الجنوبية

مهد الثورة "درعا البلد"، بالإضافة إلى حيي طريق السد ومخيم درعا، تنال القسم الأكبر من حمم القصف من قبل قوات الأسد.

يقول أحمد زريقات، المنسق العام لفرقة 18 آذار التابعة للجيش الحر: "لا يمكن فصل الهجمة الحالية المستمرة منذ نحو الشهر عن سابقاتها؛ فهي استمرار لسلسلة مترابطة ومتواصلة بشكل ممنهج، بدأت قبل نحو ثلاث سنوات ونصف السنة بقذائف الهاون، فكان الدمار جزئياً وبسيطاً"، على حد تعبيره.

وأضاف زريقات، في حديثه لـ"الخليج أونلاين": أنه "مع بداية معارك التحرير في مدينة درعا لجأ النظام بعد خسائره المتلاحقة إلى القصف العشوائي ببراميل الموت المتفجرة والحاويات المدمرة من الطائرات المروحية الحديثة، والصواريخ الفراغية من المقاتلات الحربية، ومؤخراً صواريخ الفيل الثقيلة".

وأوضح القيادي أن "نسبة الدمار في الأحياء المحررة وصلت إلى 100%، حيث لا يكاد يخلو بيت في تلك الأحياء من الدمار وبنسب متفاوتة من الدمار الكلي، مروراً بعدم صلاحيته لسكن، والقلة منها دمرت بشكل جزئي، ومع ذلك ما يزال أصحابها يسكنون فيها على الرغم من المخاطر المحدقة بهم في أي لحظة"، مشيراً إلى أن أهالي الأحياء المحررة يعيشون أوضاعاً إنسانية مأساوية، حيث دمرت البنية التحية وأخرجت المرافق الخدمية العامة من الخدمة.

وأضاف قائلاً: "تتمتع الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة من مدينة درعا بأهمية استراتيجية كبيرة؛ لكونها تشكل طوقاً خانقاً للنظام حول مركز المدينة الأهم في محافظة درعا، بالإضافة إلى عزل قوات الأسد من الجهة الجنوبية من خلال السيطرة على الشريط الحدودي لمسافة تتجاوز الـ60كم مع الدول المجاورة، كذلك لاحتوائها على الحاضنة الشعبية للجيش السوري الحر في المدينة".

وبين زريقات أن قوات الأسد "تهدف من خلال هجمتها الشرسة على الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام إلى تأخير عملية تحرير باقي مناطق مدينة درعا، والتأثير على الجيش الحر من خلال ضرب حاضنته الشعبية، وخلق شرخ بينهما، ودب الرعب بين صفوف الأهالي والمقاتلين، وإشباع غريزة القتل والتدمير الطائفية لدى قوات الأسد"

المصدر الخليج


آخر الأخبار