الجمعة 19 ابريل 2024
الرئيسية - تقارير وحوارات - الإرهاب البحري يطل برأسه.. هل يتشبّه الحوثيّون بجماعة أبي سياف؟
الإرهاب البحري يطل برأسه.. هل يتشبّه الحوثيّون بجماعة أبي سياف؟
الإرهاب البحري
الساعة 10:56 مساءً
رأى الباحث الهندي في السياسات البحريّة أبهيجيت سينغ أنّ الإرهاب البحري أطلّ "برأسه البشع مجدداً"، وهذه المرة من جنوب شرق آسيا حيث تعرّضت سفينة شحن فيتنامية للهجوم من مجموعة أبي سياف الإرهابيّة. المسؤولون الفيليبينيون يحذرون الآن من وضع شبيه بالمشهد الصومالي على الشواطئ الجنوبية الشرقية لآسيا. وبعد أيام، تمّ قطع رأس يورغن كانتنر، ألماني ألقي القبض عليه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، من قبل المجموعة نفسها. سينغ، وفي مؤسسة الرأي الأسترالية ذا استراتيجيست كتب أنّ هذه الأحداث أتت بعد شهر على هجوم الميليشيات الحوثية، "فرقة خبيثة أخرى من المرتزقة المتطرفين" في اليمن، على فرقاطة سعودية ما أدّى إلى استشهاد شخصين من طاقم السفينة وجرح آخرين. الحوادث الأخيرة في مياه الفيليبين تبرز نمطاً آخر، فبحسب تقارير إعلامية، لم يهدف الهجوم إلى التسبب بالموت بل إلى احتجاز رهائن. وفي حين قُتل شخص واحد بالهجوم تمّ اختطاف ستة آخرين بطريقة شبيهة بهجمات أخرى شنّتها مجموعات مرتبطة بداعش في جنوب شرق آسيا. وكما برهن قطع رأس كانتنر، يسعى المنضوون في صفوف الميليشيات إلى استخدام الرهائن كوسيلة للتفاوض من أجل دفع الحكومات الإقليمية إلى التنازل. أعلى درجات الاستنفار سينغ لفت النظر إلى أنّ مجموعة أبي سياف هي واحدة من أبرز المنظمات الإرهابية في جنوب شرق آسيا التي أعلنت ولاءها لداعش. ويقال إنها تحتجز أكثر من 27 شخصاً بمن فيهم ماليزيون وإندونيسيون وفيتناميون. المسؤولون الفيليبينيون يحذرون الآن من وضع شبيه بالمشهد الصومالي على الشواطئ الجنوبية الشرقية لآسيا. ويبدي مراقبون هنود قلقهم من تكتيكات إرهابية في البحر شبيهة بهجمات 26 نوفمبر (تشرين الثاني) في مومباي 2008. والوكالات البحرية الهندية كانت في أعلى درجات الاستنفار بعد ورود مؤشرات على تسلل إرهابيين إلى المياه الإقليمية. ارتفاع مفاجئ في مراكب الصيد في أواخر الشهر الماضي، أشارت تقارير عن ارتفاع "مفاجئ" في عدد مراكب الصيد الباكستانية المتروكة في منطقة ران كوتش المحاذية الهندية والمحاذية لباكستان. وهذا ما دفع العديد من المراقبين إلى التكهّن باحتمال شنّ هجوم من مجموعات باكستانية متطرفة داخل الأراضي الهندية. وبعض هذه المجموعات هي على علاقة بداعش كما يقول محللون هنود، بحيث يؤكد سينغ أنّ عملية إرهابية بوحي داعشي ليست بعيدة عن الواقع. ماذا عن البنى التحتية البحرية؟ ويشير الباحث إلى أنّ مقاتلين ميليشيويين قد يستخدمون أساليب جديدة لضرب منشآت بحرية عسكرية. ومن بين الأهداف قد تكون البنى التحتية البحرية التي تضم مجمعات عملانية ومراكز لوجستية. وفي ديسمبر (كانون الأوّل) 2015، أوقفت الشرطة الأسترالية شابين في سيدني على خلفيّة تخطيطهما لهجوم على منشأة بحرية. وقيل إنّ هذين الشابين تحولا إلى التطرف وكانا يحاولان شن هجمات على أهداف متعددة في إحدى القواعد البحرية في سيدني. وقبل أيام، تمّ تفجير قنبلة في مسجد بالقرب من قاعدة بحرية في دكّا ببنغلادش حيث قُتل شخصان وجُرح آخرون. خطة شيطانية لكنّ معظم المخاوف الهندية تنصب على البحرية الباكستانية التي تبدو عرضة للإرهاب البحري ففي يوليو (تموز) 2015، تواطأت عناصر متطرفة منها مع إرهابيين من القاعدة للسيطرة على سفينتين حربيتين باكستانيتين في مرفأ كراتشي ضمن "خطة شيطانية". هذه الخطة التي أفشلت في اللحظات الأخيرة كانت تقضي باستخدام السفن لشنّ هجمات على البحرية الأمريكية والهندية. أمّا أبرز هجوم على منشأة بحرية باكستانية فكانت العملية التي استهدفت قاعدة مهران سنة 2011 في كراتشي حيث قُتل وجُرح كثر إضافة إلى أضرار حلّت بالمنشأة. ذئاب منفردة ... في البحر؟ وبحسب سينغ، يتخوّف المحللون من هجمات مستقبلية تشنها ذئاب منفردة مستغلة الحمولات الكبيرة لشنّ العمليّات الإرهابية عبرها، حيث يمكن لمتطرف أن يفجّر نفسه من داخلها. ويتخوّف الباحث من عدم إقدام القوات البحرية على تطوير وسائلها الدفاعية وعقيدتها الشاملة أو على الأقل وضع خطة مناسبة لإيقاف عمليّة إرهابية عبر البحر. "عوضاً عن ذلك، تمّت إضاعة الوقت في تطوير إجراءات إمّا مكلفة جداً كي تُطبَّق أو غير عملانية لوجستياً".

آخر الأخبار