الثلاثاء 19 مارس 2024
أنا مع الانفصال
الساعة 07:29 مساءً
ناصر العشاري ناصر العشاري

 

 ناصر العشاري

 

نعم أنا مع الانفصال، وفك الارتباط في الحال، ومع أن ينفصل اليمن ألف شطر وليس شطرين فحسب؛ إن كان ذلك سيضمن كرامة الإنسان حيث كان، ويحافظ على عقيدته وعروبته ولن تغتصبها سلالة العلوج وعُبَّاد الفروج..

ولكن والله وتالله يا دعاة ورعاة الانفصال (اليوم) إن تمكن الحوثي من الشمال؛ لَجحفله ضدكم  -ولو بعد حين- تحت شعار استعادة الوحدة، وثارات الحسين ليذيقكم ما أذاق إخوانكم في الشمال، ولَعدتم بخفي خامنئي مستعبَدين إلى يوم الدين، ولن تكونوا أقربَ إلى الحوثي وأكثرَ تضحيةً معه من عفاش وجنوده..

 

أيها المسعورون المهووسون بشعارات فك الارتباط والشامتون بإخوانكم المقهورين في الشمال أجيبوني:

أليست حرب الحوثي حربًا عقائدية؟!

وهل تظنون أن حرب عمائم قم الفارسية المستعرة ضد العروبة وعقيدة التوحيد منذ ألف وأربعمائة عام، وأن مشروع إيران؛ سيتوقف عند اتفاقٍ سياسي، أو تحالفٍ مبَطَّنٍ، أو تقاسمِ مناطقٍ، ومصالح اقتصادية؛ وهل تعتقدون بأن الحوثي يلتزم بعهود أو اتفاقات؟!

 أولستم محسوبون عندهم نواصب ومن أهل السنة؟! أَوَتظنون أن مشروع الحوثي العقائدي الحاقد وثارات الحسين ستتوقف عند احتلال مناطق الشمال السنية والتنكيل بأهلها؟!

 

الحوثيون أدوات مبرمجة على القتل، ومشروعهم العدمي مشروع موت لا بقاء له مطلقًا بدون حروب ثأر وإبادة ضد العرب وإرهابٍ واستعلاء، فلا يمكن أن تنتهي حروب هذه المسوخ الهمجية القذرة التي تتغذى على الأشلاء والدماء ، وأي هدنة أو اتفاق مرحلي سيكون فقط فرصة (لإيرلو) والحرس الثوري لتحويل شعب بأطفاله وشبابه وشيوخه ونسائه ورجاله إلى شيعة شوارع، وجيش كهنوتي فارسي عنصري متعطش للقتل والدمار..

 

ولا يغرنكم ضغط صناع الإرهاب في العالم الغربي الفاشي ومؤسساتهم الدولية الدجَّالة بحكم المصالح والنفط لتهدئة مؤقتة بين الحوثيين والسعودية -مع أن بلاد الحرمين هي لا غير غاية مشروع إيران التي حولها تدندن-؛ فإن الغرب سيعتبر معركة الحوثي معكم معركة داخلية لا تخصهم، ولا تهدد مصالحهم، وعلى الخصوص لأنها ستكون ضد مسلمين موحدين وأهل السنة الذين لا بواكي لهم، وسوف تتحولون إلى متمردين ودواعش وميليشيات متمردة على السيد الحاكم بأمر بايدن وإيران، بل ربما تكونون ورقة أخرى يساومون بها إيران لتمكينهم في المنطقة، وعندها لن تنفعكم اتفاقات ولا ضمانات ولا شعارات الجنوب العربي، ولا ثورة ثورة يا جنوب، ولا من يَدُعُّونكم إلى نار المجوس دعًّا.

 

وهذا الكلام ينطبق على كل من ظن أن معركتنا مع الحوثيين معركةً سياسيةً أو حزبيةً، سواء في الشمال أو الجنوب، من أفرادٍ وجماعاتٍ وأحزابٍ، فمصيرهم جميعًا تقبيل ركبة السيد والموت قهرًا وفقرًا وذلًا إذا لم يموتوا في معارك الشرك والإرهاب والكهنوت ضد الكرامة الإنسانية وتوحيد الواحد الأحد، وسيدفعون ثمن نعراتهم وحماقاتهم وتفريطهم بدينهم ووحدة صفهم خزي الدنيا وعذاب الآخرة كما دفعها من سبقوهم ولم يعتبروا بهم..

 

والله إن لم يتحد اليمنيون اليوم صفًا واحدًا ليصبغنهم الحوثي جميعًا بلون واحد ولن يستثني أحدًا؛ إما بلون الدم أو لون العبودية، كما فعلها حين صبغ البشر والشجر والدواب أمام العالم في احتفاله بمولد كهنوت قم في مهد العرب قبل أن يستتب له الأمر، فكيف إذا استَتَب.

 

و الخلاصة هي أن معركتنا مع بني صفيون كمسلمين وعرب مهما اختلفنا وتلاعبنا بمسمياتها هي معركة عقيدة لا غير، ولا سلام ولا تعايش مع من يعتقد بأن وجوده وفوزه الأبدي يعتمد على استئصال المخالف له واستعباد التابع له من غير سلالته، والفطَر السليمة والعرف والدين تُجمِع بأن التفرق هو سبب الفشل، والهلاك، وأنه لا نجاة لأمة إلا باجتماها ووحدتها.

 

وختامًا فإن القول الفصل لله الخالق ومن شاء فليرده، والذي قال (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) وقال (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا).


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار