الثلاثاء 19 مارس 2024
مارب: مشعل الحرية والمعين الذي لاينضب
الساعة 07:03 مساءً
سليم بن عبدالعزيز سليم بن عبدالعزيز

* تعمل الحوثية على اسقاط مارب من داخلها وصولا للضغط عليها من خارجها،اذ تمثل مارب بالنسبة للحوثية مرتكزا لقوتها الإستراتيجية واختبارا لقدرتها ؛ حيث تشكل مارب فائضا للقوة التي على ضوئها تقاس مدى قوة وقدرة الحوثية ككل.

- ليس لما تكنتزه مارب من ثروة نفطية وغازية وعتادا حربيا وذخرا استراتيجيا ماديا وبشريا تبعا لموقعها الجغرافي وتضاريس المكانة التي تنهل منها مارب كشلال ونبع حضاري واتجاه وطني وعظمة مختزلة بالمكان والزمان وعلاقة ذلك بإنسانها الذي ما فتئ منكسا لكل توجه لا وطني.

فتاريخيا كانت ولاتزال مارب من حواضر اليمن ذات الأهمية الإستراتيجية التي وقفت عقبة كأداء امام الإمامة البائدة كما هي اليوم سدا منيعا امام الإماميون الجدد"=الحوثية"، فضلا عن كونها رأس حربة في مشروع التحرر الوطني برمته، سواء لجهة مكانتها كرئة ومتنفس لكل حاملي المشروع الوطني ، اولجهة مكانتها الجغرافية التي تهدد صنعاء المحتلة من قبل الحوثية ، او تبعا لعلاقة ذلك الموقع الجغرافي وما تمثله في رفع راية التحرر شرقا"شبوة وحضرموت " او وسطا وشمالا الجوف وصعدة ، او وسطا البيضاء وما ترميه من ثقل بجهاتها شمالا وجنوبا شرقا ووسطا .

وما حادثة الخلية الحوثية الإرهابية التي تزعهما المدعو"سبيعيان" وفي قلب وادي عبيدة ، والتي كانت تهدف إلى تفجير مارب من داخلها ، عبر ضرب النسق والمكون الإجتماعي الحامل للقضية الوطنية الأهم، وما طريقة التعامل مع هكذا خلية ارهابية من قبل المجتمع الأهلي هناك وتبرأهم من سبيعيان ذاته وهو ابن القبيلة نفسها ووقوف ابناء عبيدة مشايخا وعقالا بالضد منها واخمادها في المهد الا يبعث الفخر والإعتزاز ؛ حيث افشل ذلك المخطط المراد من الخلية اهداف الحوثية ومراميهم التي عملت وستعمل على خلق انقسام اجتماعي مثلما هي سياستها في كل منطقة ومحافظة وبالتالي التحكم والسيطرة ونفوذ تلك الإستراتيجية الحوثية إلى قلب تلكم الأنساق الوطنية وضرب لحمتها وتهديد المشروع الوطني ، فالحوثية تبتغي اهم مرتكزات القوة لدى المجتمع عبر خلق الإنقسام من داخله وفيه، وبالتالي يسهل السيطرة والتحكم والنفاذ إلى رأس السلطة المحلية ، الأمر الذي يعزز من قوة الحوثية ومقدرتها على الإختراق وتهديد واصابة المشروع الوطني بثوابته العظيمة الجمهورية والوحدة في مقتل، وصولا إلى تحويل مارب من حاملة للمشروع الوطني وسدا منيعا -في حال نجحوا وهو مستبعد حتى الآن ونبتغيه محالا- وصلبا امام تحركات الحوثية واجنداتها المدمرة إلى بؤرة للخراب والدمار وتضييق الخناق على الوطن والوطنية وحامليها ككل، اضافة إلى سلطة الدولة وانحسارها وحصارها من ثم، وبالتالي ضرب الثقة بالذات وبالدولة ، واغتيال الأمل وخلق واقع الحوثية المدمر كما تراه وتبتغي ان تكونه مارب وكل محافظات اليمن العظيم.

- لقد كان لتوحد الذاتي والموضوعي ، الإجتماعي والسياسي والأهلي في مارب الدور الحاسم والأساس الصلب في ضرب استراتيجية الحوثية تلك، ناهيك عن امنيات الإنتقالي الذي يعاضد الحوثية اعلاميا ويقاسمها الأماني نفسها، فمارب في عنفوانها الوطني وخطها الإستراتيجي الذي اجترحته تمثل الحصن الوطني الأول والقلعة التي ستنتصر لليمن التاريخ والحضارة والمشروع والسياسة والديمقراطية والمستقبل؛اذ ان ما تشكله مارب اليوم وكانته سابقا وتبتغيه مستقبلا هو تغيير هذا الواقع المادي الذي انبرت الحوثية والإنتقالي له وتريده كيانا وواقعا بالحرب وميليشياتها المتعفنة؛ تغييرا سياسيا وعسكريا وماديا وامنيا..فعظمة مارب المكان والزمان نابعةمن عظمة ابنائها والمشروع الوطني الذي يسطرونه بدمائهم قبل حبات عرقهم وجهدهم، لذا مارب لا تقاوم وتقف بشموخ فحسب، بل تسطر تاريخا كتبه عظماؤها الأولين في جبين الدهر فعلا ابيضا وطيبا ومباركا نحو المستقبل الذي اختطه وأراده كل ابناء اليمن بجهاتهم وعلاقاتهم وإرادتهم وكينونة ذواتهم الحضارية برمتها..دامت مارب ودام اهلها مشعلا في درب التحرر والحرية ومعينا لاينضب.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار