الجمعة 29 مارس 2024
العدالة الغربية وضعف دولتنا
الساعة 03:05 مساءً
إفتخار عبده إفتخار عبده

تعاني بلادنا من شحة شديدة في العدالة والمساواة، قد تجد بعضا من العدل لكنه يكاد يكون شبه منعدم بها تماما على كل المستويات بما فيها المستوى السياسي وبين السياسين الذين هم القدوة لبقية الشعب، الذين ينظر لهم الشعب على أنهم هم العقلاء والقادة والساسة وعلى أيديهم سيتغير مسار البلاد إلى الأفضل.

نحن الآن بجلنا بعقولنا بديننا بقوتنا نطلب العدالة من الدول الغربية ونتعشم بها الخير في الخروج من هذا الكوخ المظلم الذي أتعبنا كثيراً وما يزال، ترى كيف ستكون العدالة الغربية التي ستطبق على أبناء الأراضي اليمنية؟ ما لونها؟ ما طعمها؟ لماذا يجري الكل وراءها وبهذا الشغف الكبير؟

هذا يرى فيها أمرا لست تعلمه.. وذاك يحسب حسابا لست تلقاه

يقول أحمد مطر: "العدالة الغربية تقف دائمًا إلى جانب الدول الضعيفة بشرط أن يكون لديها ما يكفي من النفط"؛ فهل لبلادنا نفط كاف لكي تقف العدالة الغربية إلى جانبها؟ وكيف سيكون عدلها يا ترى؟!

لم ترَ بلادنا تعاوناً من الغرب يوما أفادها إفادة تستحق الذكر كلا، ولن ترى مهما حصل من دخول للوفود الأجنبية إلى بلادنا وخروج منها، فكل ذلك سيناريو معروف لدينا منذ الأزل لكننا لا نعقل ونظل كما نحن نلدغ من جهة ونوجه للعدو الجهة الأخرى كي يتمكن من لغدها مرة أخرى وبطريقة أسهل له من ذي قبل.

لذا نظل نحن الضحية في كل أمر نقبل عليه، نوايانا سليمة كما أن قلوبنا سليمة من الحقد، فترانا كلما حاولت الدول الغربية أن تقدم لنا يد العون المزعوم نصدق ذلك ونفرح كثيرا فتجد هذا يغرد فرحا وذاك يطرح الآراء والمقترحات التي لن يعمل بها بتابا وقلما تجد من ينظر بعين المعرفة والتحليل لما يجري وقد تجد رأي من ينظر بيعين الصواب مدحورا بين نفايات الأفكار لا يرجع أحد إليه إلا بعد أن تحصل قاصمة ظهر أخرى أكبر من سابقاتها، وأكثر تأثيرا على الشعب المغلوب..

ما الفائدة التي جناها الشعب اليمني من الحوار الوطني الذي أزعجنا العالم ونحن تزيده كل يوم تعظيما وتكبيرا من السبب في انتهائه. وتفكيك قوى التحاور وأواصر القربى بين المتحاورين؟

ما الفائدة التي جناها الشعب اليمني من الحوارات التي أقيمت بعد ذلك؟ ومن السبب في ذلك يا ترى، بل لماذا أقيمت المؤتمرات والحوارات في الآونة الأخيرة هل هذه هي العدالة الغربية التي تحاول أن تقف إلى جانب دولتنا الضعيفة، التى تملك النفط في جوفها؟ أليس من الأفضل لنا أن نبقى هكذا بدون عدل أو رحمة منها، كفانا شفقة منها، أخبروها أننا شبعنا تعاونا منها ووقفا إلى جوارنا، فكل ما نريده الآن هو أن نقف نحن إلى جوار ذواتنا ونستشعر المسؤولية تجاه أرضنا وهذه التربة التي حملتنا بأوجاعنا وأحزاننا وبلايانا.

كل ما نريده الآن هو أن ننظر لواقعنا بعين العقل وننظر للشعب بعين الرحمة فقد مل شعبنا التعب مل الجوع والأمراض مل الموت الذي أصبح زاده اليومي الوحيد إلى جانب الخوف والقلق.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار