الاثنين 21 ابريل 2025
الرئيسية - كتابات - لعم محمود .. داعشي آخر يرحل
لعم محمود .. داعشي آخر يرحل
اروي عثمان
الساعة 06:24 مساءً
بوابتي كتابات بقلم اروي عثمان لعم محمود .. داعشي آخر يرحل ..الحوض موحش بدونك أيها العم .. ** مات العم محمود ، بعد أن هُجر ونزح هو وعائلته من حوض الأشراف بتعز في حمأة الحرب( الحوث – فاشية ) على مدينة تعز وكل اليمن ..إلى القبيطة .. عم محمد انطفأت روحه مثلما انطفأت بوفيته ومطعمه الصغير المتواضع .. أجفيت أكواب الشاي والقهوة والسندويتشات في الصباح ، وبالمثل صحون العصيد والمرق والحلبة وقت الغداء.. كيف مات العم محمود .. كيف مات مئات الذين نعرفهم والذين لا نعرفهم الحكاية بلغة الحرب والذهول والقتل المستتب : جلس يفكر ويفكس ، ويتنهد ، ويتكظم حينا ، وتنقطع أنفاسه .. ثم توقف قلبه بذبحة صدرية .. سقط العم محمود مثلما يسقط أبناء اليمن من هوائل فجائع الحرب والموت المجاني ، وإنقطاع العيش ، وترك البيت الذي بناه حجرة حجرة بعرقه وسنيين عمره ، والدكان مصدر رزقه والشارع وطاولة الأنس .. سقط العم محمود الداعشي ابن الداعشي التكفيري ابن التكفيري .. مثلما يتساقط أهل اليمن تحت هذه المحرقة المجانية كل يوم من عدن ، وتعز ، والحديدة ، والضالع ، ومأرب ، وشبوة ,,الخ .. ولا يشيعهم الأصدقاء ورفاق العمر .. مات العم محمود .. قتل .. لا يهم ، المهم أن إنسان غاااااب عن الحوض الأشرف .. والمسجد والمحل ، والشارع والبوفية ، والضجيج ، وأنس صباح الخير ، ويسعد مساك بالخير والعافية .. سقط العم محمود من فجائع الهاون والأباتشي وجموع المليشيات تنحر وتمزق وتنهب وو..الخ سقط من هول إنسكاب القذائف تقذف من قلعة القاهرة على السكان ، ومن حي المحافظة ، والشماسي ، والروضة ، ..الخ .. مات العم محمود ، وعشرات الشقاة ينتظرون متى سيفتح مطعم العم محمود ليلتموا على صحن العصيد والمرق والحلبة ، والتحلية بالشاي بعد وجبة " خُلب الجنة " /العصيد .. ؟ الساعة الثانية عشرة ظهراً ، حيث موعد الغداء .. تتحجر لقم العصيد في الحلق ، وتتشغرر الدموع ، يبرد كل شيء .. مثلما برد حوض الحياة الأشرف .. وتدمرت عماراته وخلا إنسانه .. وعم محمود من قبره يصرخ بألم : أنا مُشهد الله عليكم .. أنا مُشهد الله عليكم ..
صورة ‏‎Arwa Abdo Othman‎‏.

آخر الأخبار