آخر الأخبار


الأحد 20 ابريل 2025
تقرير:
أن يصب فنك في مجرى الحوثيين فقد ملكت مفاتيح أبواب المستقبل الفني، ذلك هو حال الفن باليمن في زمن الحوثيين، كما كان حاله في زمن علي عبد الله صالح.
الفنان بطبعه كثير التمرد على القوانين الوضعية والشروط والقرارات، كسار للقيود، بين البشر هو الأكثر بحثاً عن الحرية التي يجسدها دائماً عبر فنه، ذلك ما عُرف عن الفنانين.
في اليمن، ذلك البلد الغائر في الفن، لقدم حضارته ووجود شعبه، الفنانون من أبنائه لا تتوقف فنونهم عن النبض، والفن اليمني بسببهم لا يتوقف عطاءه، برغم كل القيود التي يعانيها الفن وأهله منذ عشرات السنين؛ فالحال لم تتغير كثيراً بعد الإطاحة بنظام الرئيس صالح في 2011، الذي حكم البلاد منذ 1978؛ ذلك أن الفنان يجب أن يخُضِع فنه لما يشتهيه الحوثيون، كما كان الأمر في عهد المخلوع صالح.
لكن ليس جميع الفنانين في اليمن يخضعون لقرارات الأنظمة والمليشيات التي تحكم بالسوط والنار والحديد، بل إن الغالبية العظمى من الفنانين يبعدون فنهم عن مجرى ما يشتهي الجاثمون على رقاب الشعب.
الحوثيون الذين فرضوا وجودهم في مؤسسات الدولة اليمنية، وسطوتهم على قراراتها، فرضوا كذلك، من خلال سيطرتهم على وزارة الثقافة، قراراتهم ووجودهم على الفنانين، الذين عرف عنهم رفضهم، بحسب طبيعتهم المبنية على الحس المرهف، أن يكون الجهل هو السائد والحاكم المستبد بقراره، وفق ما أعلنوه في مناسبات مختلفة.
الفنانون اليمنيون ومنذ أيام رفعوا أصواتهم ضد من يقفون حاجزاً أمام سير مركب الفن اليمني، وذلك تضامناً مع الفنان التشكيلي أيمن عثمان، الذي أحرق إحدى لوحاته الفنية، احتجاجاً على منع وزارة الثقافة اليمنية، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إقامة معرض فني له في العاصمة صنعاء.
وقال عثمان إنه فوجئ بمنعه من إقامة المعرض من قبل القائمين على الوزارة، من دون إبداء الأسباب أو حتى الاعتذار، مهدداً بإحراق لوحاته بشكل يومي ما لم تقم الوزارة بإعادة الاعتبار له، وافتتاح معرضه من جديد.
مواقع التواصل الاجتماعي أكدت من خلال تعليقات اليمنيين، تعرض واحد من أهم الفنانين اليمنيين الشباب للظلم.
وتناقل عديد من الناشطين والفنانين صور لوحات أيمن المحروقة، معتبرين ذلك إحدى علامات الانتكاسة للفن التشكيلي والحياة الفنية عموماً في اليمن في زمن الحوثيين.
التضامن مع الفنان اليمني أيمن عثمان تضمن عبارات وصوراً مختلفة، بينها قصائد شعرية تعظم ما فعله عثمان، تفيد بأن الفن يبقى والظالم إلى زوال.
ناشطون أكدوا أن لوحات الفنان أيمن عثمان لو كانت تهتم بقادة حوثيين أو صالح، لتم تعليقها في كل مكان بالبلاد، في إشارة إلى أن الفن الحقيقي ليس له نصيب في زمن يجثم فيه الحوثيون على رقاب الفنانين.
وكان الفنانون والمثقفون اليمنيون أصدروا بياناً، في 22 أغسطس/آب الجاري، أعربوا من خلاله عن استغرابهم ما تعرض له الفنان التشكيلي أيمن عثمان "الحاصل على جائزة الدولة للشباب من قبل إدارة الجاليري بوزارة الثقافة، التي نسقت معه منذ 8 أشهر على إقامة معرضه التشكيلي الأول، وقام هو بقضاء هذه الفترة عاكفاً على تجهيز لوحات المعرض".
وأدان البيان، الذي اطلع عليه "الخليج أونلاين"، ما تعرض له عثمان، واصفاً قرار وزارة الثقافة بـ"التصرف الأهوج الذي يمثل انتهاكاً وتعسفاً للمبدعين اليمنيين"، داعياً إلى "سرعة محاسبة المسؤولين والمعنيين في وزارة الثقافة التي خذلته (الفنان أيمن عثمان)، وانحرفت عن وظيفتها في رعاية الإبداع الثقافي عموماً".
لمتابعة أخبار "بوابتي" أول باول إشترك عبر قناة بوابتي تليجرام اضغط ( هنــــا )
الوضع المعيشي... معركة بقاء في ظل القهر
من وضعهم هناك؟
تعز ، سنة عاشرة مقاومة
الأسئلة السبعة
عشر سنوات من مقاومة مليشيا الضلال