آخر الأخبار


الاربعاء 23 ابريل 2025
وفي ظل الطفرة التقنية والتقدم التكنولوجي المستمر يحاول الإنسان مواكبة كل التطورات والإلمام بكل المستجدات، ولذلك بدا له أن إمكانياته الجسدية قاصرة عن ذلك ممّا دفعه إلى التفكير في اللجوء إلى زراعة الأعضاء، ولكن هذه المرة ليست زراعة عضو قاصر عن العمل أو تالف بل إضافة عضو للجسد السليم من العيوب والأمراض.
هذا العضو الإضافي كما أطلق عليه البعض يتمثل في زراعة شرائح إلكترونية في أجسام البشر من أجل تحسين قدراتهم الجسدية، مثل فتح الأبواب أو ترجمة الألوان ليتعرف عليها المخ.
هذه الزراعة نشطت بفضل ظهور شركات ومشروعات ناشئة، في السنوات الأخيرة، بهدف استخدام تكنولوجيا الإلكترونيات الدقيقة من أجل تحسين القدرات الجسدية والحواس للبشر.
وقد حاول العديد من الناس استخدام هذه التقنيات التكنولوجية الحديثة لتحقيق أغراضهم كزراعة البعض منهم قطعة صغيرة من المغناطيس في أيديهم بحيث يستطيعون رصد المجالات الكهربائية حولهم. والبعض الآخر يرتدي شريحة متناهية الصغر على جلده بحيث يمكنه فتح الأبواب أو غلق هاتفه الذكي عن بعد بمجرد التلويح بالذراع.
وأبدى عدد من الخبراء قلقهم إزاء الإقبال على هذا النوع من التكنولوجيا، بدعوة أن الهاكرز والقراصنة الناشطين في الجريمة الإلكترونية قد يستغلون زراعة البشر للشرائح الإلكترونية ليحكموا سيطرتهم عليهم.وقد ذهب بعض الباحثين في المجال التكنولوجي إلى أبعد من ذلك، حيث يرجحون أن تساهم هذه التقنيات الجديدة في خلق مجموعة من البشر مبرمجة إلكترونيا لتحقيق أغراض الهاكرز. وأوضح الباحثون أن القراصنة سيعمدون إلى الاستعانة بأيّ ثغرات أمنية بأنظمة الشرائح لخداع المستخدمين واستغلالهم وفق أهوائهم ليكونوا فريسة سهلة الانقياد لهم، لا سيما وأن عدد هؤلاء البشر الذين يماثلون شخصية الخيال العلمي الشهيرة “سايبورج” وهي مزيج من العناصر الحيوية والميكانيكية والإلكترونية، يتزايد، بسبب رغبة الناس في زيادة قدراتهم الجسدية أو حواسهم باستخدام التكنولوجيا.
ومن أشهر النماذج البشرية لهذا النوع الجديد من الناس شخص بريطاني يدعى نيل هاربسون وهو مصاب بعمى الألوان منذ مولده، وهو فنان ونجح في تطوير نفسه وأصبح يمتلك “عينا إلكترونية” مع هوائي لترجمة الألوان وتحويلها إلى موجات صوتية يتم نقلها مباشرة إلى المخ.
ومما يزيد من مخاوف الخبراء من استغلال الهاكرز لهذه الشرائح التي تزرع بالأجساد ما كان هاربسون قد صرح به “لدينا طلبات كثيرة من مختلف أنحاء العالم” للحصول على التقنية الجديدة، مضيفا أنه يؤمن بإمكانية استخدام التكنولوجيا من أجل توسيع نطاق حواس البشر “هذا ليس خيالا علميا إنه يجعلنا أقرب إلى الطبيعة”.
والجدير بالذكر، أنه في مدينة سياتل الأميركية هناك شخصية أخرى من الرواد في مجال هذه التقنيات هو “أمال جرافسترا” الذي نجح عام 2005 في زراعة شريحة متناهية الصغر في حجم حبة الأرز تحت الجلد بين الإبهام والسبابة وهذه الشريحة تحتوي على شفرة رقمية تقوم بفتح بابه.وأسس جرافسترا شركة باسم “دنجراس ثينجس″ (أشياء خطيرة) وتقول الشركة إنها باعت أكثر من 10 آلاف شريحة من هذا النوع منذ 2013 وهي بمثابة بطاقة هوية تعمل بموجات الراديو.
ومن ناحية أخرى تعتزم شركة أخرى شارك هاربسون في تأسيسها وهي شركة “سايبورج نست”، طرح بوصلة دقيقة يمكن زراعتها في جسم الإنسان وتعتمد على ذبذبات ضوئية تساعد الشخص المزروعة فيه على تحديد اتجاه القطب الشمالي.
كما تم تطوير شريحة جديدة باسم “نورث ستار” (النجم القطبي) وهي عبارة عن شريحة مزودة بخمسة صمامات ضوء ثنائي “إل. إي. دي” ويظهر الضوء من تحت الجلد. وقد أثارت شركة “جريند هاوس ويت وير” التي طوّرت هذه التقنية عاصفة من الجدل في مؤتمر “قرصنة الأجساد” السنوي المخصص لبحث موضوعات التكنولوجيا التي يتم زراعتها في جسم الإنسان في مدينة أوستن الأميركية.وأكدت “جريند هاوس ويت وير” بأنها زودت نورث ستار بأكثر التقنيات أمنا حماية للمستخدمين، وأنها حريصة على خصوصياتهم وأجسادهم.
ومع ذلك تظل إمكانيات اختراق الهاكرز لكل تقنية تكنولوجية جديدة أمرا واردا جدا رغم كل الاحتياطات التي يغطّي بها المصنعون أدواتهم.
قراصنة مأجورون
سعادة السفير و "الثمانية" و "التشاور والمصالحة" و "الأحزاب" … و "النقزة البرية"
حين أراد أستاذي تثقيف البروليتاريا الرثة
المكلا، وحديث ذو شجون
عن وطن غاب
الحوثي واحتكار اليمن!