آخر الأخبار


الأحد 20 ابريل 2025
لم تكتفِ مليشيا الحوثي والمخلوع صالح بتدمير اليمن وقتل أبنائه، فبعد إهدارها للاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية والحصول على عائدات خيالية من السوق السوداء للمشتقات النفطية، سطت على ضرائب الاتصالات وسيطرت على موارد الصناديق الإيرادية، وفق ما تكشف لـ"الخليج أونلاين".
حيث كشف مصدر يمني رفيع، طالباً عدم الكشف عن هويته لـ"الخليج أونلاين" أن مليشيا الانقلاب صادرت الضرائب التي دفعتها شركات الاتصالات الخاصة في البلاد، المقدرة بنحو مائة مليار ريال- ما يعادل نحو 400 مليون دولار أميركي- كان من المفترض توريدها للبنك المركزي.
- تأمين مستقبل المليشيا
المحلل الاقتصادي حسين البكري استبعد أن يكون هذا المبلغ الكبير للاستخدام الحربي، حيث قال لـ"الخليج أونلاين" إن "عدم توريد ضرائب شركات الاتصالات للعام 2015 من قبل مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية بادرة خطيرة، تعطي مؤشرات بأن الجماعة بدأت بترتيب مصادر مالية لتأمين مستقبلها المالي، وهو ما يعني أن قيادة المليشيا أدركت أنها في الفصل الأخير من الانقلاب".
وجيّر الحوثيون مؤسسات الدولة وأموالها وإيراداتها لتمويل حروبهم على المحافظات اليمنية، كما أنها تفرض الجبايات، بما يعرف شعبياً بالمجهود الحربي، على رجال الأعمال والتجار، الذين لا يستطيعون الافصاح عن ذلك خوفاً من انتقام المليشيا، التي طال عبثها حتى الشركات التجارية والخاصة، منذ سيطرتها على صنعاء بقوة السلاح بالتحالف مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في سبتمبر/ أيلول من العام 2014.
تلك الأعمال تسببت في هجرة رؤوس الأموال والاستثمارات ورجال الأعمال اليمنيين والأجانب إلى الخارج بنسبة 70%، وفقاً لتقارير اقتصادية، فبالإضافة إلى مغادرة نحو 35 شركة نفطية، توقفت العديد من المصالح والمراكز الاستثمارية والوكالات التجارية الأجنبية والمحلية.
كما سطت المليشيا على ميزانية وزارة الدفاع ورواتب الأفراد الوهميين في الجيش، وخصمت أقساطاً شهرية على موظفي الدولة، الذين حرموا في ظل حكمها من علاواتهم وبدلاتهم الشهرية والسنوية، فضلاً عن فارق أسعار المشتقات النفطية والغاز الذي يحصدونه من خلال السوق السوداء، بعدما عطلوا دور وزارة النفط ومهامها.
- مساس بودائع البنوك
الجريمة الحوثية الجديدة بحق الاقتصاد اليمني تزامنت مع إيقاف شركات محلية الاستثمار في "أوذن الخزانة" لدى البنك المركزي اليمني، التي يستفيد منها البنك في توفير السيولة النقدية لتغطية العجز المالي لمؤسسات الدولة، حيث تهدف هذه الشركات إلى الضغط على البنك لرفع سعر الفائدة بحسب مصدر في البنك.
خطوة يراها البكري تشكل أعباء إضافية على موازنة الدولة، المتمثلة في ارتفاع فاتورة الدين العام، خصوصاً الدين العام المحلي الذي وصل إلى أكثر من ثلاثة تريليون وستمائة مليار ريال، أي نحو 17 مليار دولار أميركي.
ويمثل إجمالي الدين العام على اليمن نحو 65% من الناتج العام، حيث يبلغ 24 مليار دولار، منها سبعة مليارات دين عام خارجي، وهو ما سينعكس سلبياً على القطاعات الانتاجية وعلى التنمية في البلاد.
ووفقاً لحديث مصدر مسؤول في البنك المركزي لـ"الخليج أونلاين" فإن المليشيا بدأت بصرف أموال من ودائع البنوك المحلية، التي أودعتها في البنك المركزي كتأمين على أنشطتها، بعد أسابيع قليلة من حديث وسائل إعلامية عن أخذ جزء من أموال شركة التأمينات الحكومية المقدر رأس مالها بنحو 6 مليار دولار.
- مسلسل عبثي
ولم يتوقف مسلسل العبث الحوثي بالمال العام اليمني عند هذا الحد، بل وصل إلى التلاعب بأموال الصناديق الإيرادية مثل مؤسسة المياه وصندوق النشء والشباب، الذي تتمثل عائداته في ضرائب على منتجات معينة.
ويتوقع خبراء ماليون انخفاض موارد إيرادات الدولة التي انكمشت بنسبة 53%؛ بسبب توقف صادرات النفط والغاز والركود الاقتصادي.
كما أن الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية تراجع في عهد الحوثيين من 4.2 مليار دولار أميركي إلى نحو 1.5 مليار، تشمل وديعة للمملكة العربية السعودية بقيمة مليار دولار.
سعر العملة الوطنية "الريال" أمام الدولار الأمريكي هو الآخر سجل مؤخراً انهياراً قياسياً، حيث أصبح الدولار يعادل 273 ريال في السوق السوداء، بعدما كان يعادل 215 ريال قبل نحو عام.
وهو ما دفع البنك المركزي لتعديل السعر الرسمي للدولار إلى 251 ريال، بعدما فشلت كل إجراءاته للحفاظ على العملة الوطنية من الانهيار.
الوضع المعيشي... معركة بقاء في ظل القهر
من وضعهم هناك؟
تعز ، سنة عاشرة مقاومة
الأسئلة السبعة
عشر سنوات من مقاومة مليشيا الضلال