الاثنين 21 ابريل 2025
الرئيسية - تقارير وحوارات - الإنقلاب يترنح.. هل تكون "معركة صنعاء" مهمة أخيرة للجنرال الأحمر؟
الإنقلاب يترنح.. هل تكون "معركة صنعاء" مهمة أخيرة للجنرال الأحمر؟
الساعة 07:40 صباحاً
على غرار ما كان يوصف في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، عاد الفريق علي محسن الأحمر رجلاً ثانياً في اليمن مع توليه المنصب الأرفع عسكريا بعد منصب الرئيس، القائد الأعلى للقوات المسلحة. ولأن كان قرار الدفع بالجنرال الأحمر، إلى هرم قيادة الجيش اليمني، قد أعطى دفعة قوية للقوات الموالية للحكومة الشرعية وأسهم بشكل فعال في قلب موازين القوة على الأرض، فإن ظهوره يتوشح البزة العسكرية في بوابة صنعاء الشرقية، برفقة نائب قائد القوات الخاصة المشتركة للتحالف العربي الفريق الركن، فهد بن تركي، يفرض واقعاً عسكرياً وسياسياً صعباً على قطبي الانقلاب "صالح والحوثي". وتعول الحكومة اليمنية ودول التحالف العربي الذي تقوده السعودية، على قدرة الفريق الأحمر في حسم معركة استعادة الدولة اليمنية ضد "حلف الضرورة" قياساً بخبرته العسكرية المتراكمة لعقود، وأيضا لحيازته شبكة علاقات واسعة، مع زعامات قبلية في مناطق طوق العاصمة. ويُنظر إلى الأحمر على أنه شخصية عسكرية تتمتع بخبرة كبيرة في القيادة والحروب، حيث شارك في حروب صعدة الست التي بدأت عام 2004 ضد الحوثيين من خلال موقعه قائدا للفرقة الأولى مدرع (سابقا) والمنطقة العسكرية الشمالية والغربية. ومع أن عديد من التكهنات تذهب في قراءة دور الفريق محسن إلى ما بعد معركة صنعاء واستعادة العاصمة، سيما في مسائل ضبط الحكم وتثبيت أركان الدولة، كون الجنرال الأحمر يعد من القلائل في اليمن القادرين على ضمان تنفيذ أية تسوية سياسية في البلاد، إلا أن عودته إلى محافظة مأرب تشكل تطوراً لافتاً في مسار إدارة الصراع مع معسكر الانقلابيين. في هذا السياق رأى محللون عسكريون وسياسيون في اليمن أن عودة نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من الرياض إلى مأرب، لا تخلو من رسائل سياسية إلى بريد صالح وزعيم الحوثيين، ليس أقلها وطأة أن خيار الحسم العسكري بالبلاد ما زال الراجح حتى اللحظة على الأقل. ويعزز هذه الفرضية تدفق معلومات من دوائر عسكرية قريبة من الأحمر، تضع العودة إلى مدينة مأرب، في سياق الخطوات التحضيرية لمعركة كبرى ضد قوات صالح والحوثيين. وبالاستناد إلى معلومات موثوقة، فإن ترتيبات كثيفة تجري في معسكرات تم استحداثها أخيراً في بلدة تقع على تخوم الحدود الجنوبية للسعودية مع اليمن بإشراف مباشر من الفريق محسن، لجهة إطلاق معركة عسكرية حاسمة على اتجاهين، الأول من مأرب باتجاه العاصمة والثاني من حرض ولن تتوقف إلا باستعادة الساحل الغربي وصولاً إلى مدينة الحديدة. وبينما لم يخف الحوثيون انزعاجهم من الموقع المتقدم لأبرز خصومهم العسكريين، فإن توقيت عودته إلى مأرب سيفرض واقعاً عسكرياً صعباً على قوات صالح ومقاتلو الحوثيين، بموازاة تعزيز موقف معسكر الشرعية على طاولة أية محادثات سياسية مرتقبة. ولعل الحوثيون الذين يدركون حجم الرقم الذي يشكله الأحمر في معادلة الصراع بل والمعادلة السياسية والاجتماعية في اليمن بصورة عامة، قد شعروا لوهلة بتداعيات ظهوره في تخوم صنعاء محاطاً بجنرالات الجيش النظامي، وبالتالي انخرطوا في حالة من النعيق والصراخ البائس. وتزامن وصول نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى مقر قيادة أركان الجيش الوطني في مأرب، مع وجود قيادات من جماعة الحوثيين داخل الأراضي السعودية، لعقد لقاءات مع مسؤولين سعوديين لجهة التهدئة على الحدود. واعترفت جماعة “الحوثيين”، بشكل علني، بإجراء اتصالات مباشرة مع السعودية بحثا عن مخرج من ورطة انقلابها على السلطات الشرعية في اليمن، وذلك في ظلّ غياب يوصف بـ”المريب” لشريكها في الانقلاب، الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي يظل موقفه غامضا مما يجري، مثيرا المزيد من الشكوك بشأن تفكّك تحالفه مع الحوثيين بفعل ما مني به الطرفان من هزائم متلاحقة جعلت كلاّ منهما يبحث عن خلاصه الفردي. وكشف رئيس المجلس السياسي للحوثيين، صالح الصماد، عن وجود ما وصفها بـ”تفاهمات مبدئية” مع الجانب السعودي “قد تفضي إلى إيقاف الحرب”، وذلك في أول تعليق رسمي للجماعة، على المفاوضات التي أثمرت الأسبوع الماضي تهدئة على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية. بيد أن توقيت عودة الجنرال الأحمر حمل إشارات واضحة بعزم معسكر الشرعية ومن خلفه دول التحالف العربي، مواصلة المعركة ضد قوات الحوثيين والرئيس السابق حتى تحقيق النصر الكامل، ومن جهة عدت مؤشراً قويا على تطور الموقف العسكري ودخوله أفقا آخر، لا سيما مع تعرض قوات حلف الانقلاب لهزات كبيرة فقدت معها الكثير من السيطرة على الأرض. ومن شأن تواجد الجنرال الأحمر في مأرب التي تعد مركزاً لإدارة العملية العسكرية البرية ضد قوات علي صالح وميليشيا الحوثيين، أن يعطي دفعة قوية للتحركات الميدانية للجيش المساند للحكومة الشرعية، مع الإشارة إلى أن نائب القائد الأعلى للجيش بدء عملياً بالتواصل مع زعامات قبلية بارزة في قبائل طوق صنعاء، في إطار تهيئة طريق قوات الشرعية إلى العاصمة صنعاء. وعند هذه النقطة تحيداً يمكن استنتاج بديهية أن ملاح المهمة الأخيرة للجنرال الأحمر تبدت في غضون تعيينه نائباً للقائد الأعلى للجيش، وأيضاً في اللحظات التالية لوصوله مأرب، وهي مهمة لا تخرج عن سياق تخليص العاصمة صنعاء من قبضة ثنائي الحرب في الداخل. ولعل قوة الفريق محسن ترتكز على قاعدة تنوع التكوين، بحيث يتداخل فيها الجيش والقبيلة، وهما أهم أدوات السلطة وأساس رسوخ دعائمها في اليمن، ولا يزال الرجل يحظى بالقوة إضافة إلى أن كثيرون يرون في شخصيته مخلصا من كابوس الحوثية، رغم محاولة الحوثيين وصالح تحطيمه على مدى العام ونصف العام الماضية. لمتابعتنا اخبار “بوابتي” أول باول إشترك عبر قناة بوابتي تليجرام اضغط هنـــــا

آخر الأخبار