سطّرت الشابة اليمنية حُسن تركي، القادمة من مدينة عدن، قصة نجاح استثنائية، بدأت من مقاعد الثانوية العامة في ظل أزمات معقدة تمر بها البلاد، وانتهت بتكريمها وتمثيل دفعتها في حفل التخرج السنوي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، بعد حصولها على درجة الشرف العليا.

رغم التحديات والظروف الصعبة، علمت حُسن نفسها اللغة الإنجليزية بجهود فردية، واضعة هدفاً واضحاً نصب عينيها: الحصول على منحة دراسية مرموقة، وهو ما تحقق بالفعل حين التحقت بالجامعة الأمريكية ضمن كوكبة من الطلبة الدوليين من مختلف أنحاء العالم.

لم تكتفِ حُسن بالتميز الأكاديمي، بل خاضت تجربة بحثية فريدة، حيث أجرت أول دراسة من نوعها في مصر حول "الميكروبيوم العصبي"، مستكشفة العلاقة بين صحة الأمعاء والحالة النفسية لدى المصابين باضطرابات مثل الفصام وثنائي القطب.

وفي إطار التزامها بالمسؤولية المجتمعية، تطوّعت خلال فترة دراستها مع منظمة لإعادة توطين اللاجئين في ولاية كولورادو الأميركية، حيث ساعدت العائلات القادمة حديثًا من مناطق النزاع من خلال الترجمة والمرافقة، لتسهيل اندماجهم في المجتمع المحلي.

هذا المسار الملهم culminated في تكريمها ضمن حفل التخرج، حيث اختيرت لتمثيل دفعتها وإلقاء الكلمة السنوية، في لحظة وُصفت بأنها "تتويج لمسيرة من الإصرار والتفوق والإيمان بالذات".

حُسن تركي اليوم تُعد رمزًا لفتيات اليمن الطموحات، ونموذجًا حيًا على أن العزيمة قادرة على تخطي حدود الواقع الجغرافي والسياسي، والوصول إلى أعلى مراتب التميز العلمي والإنساني.