شهدت مخيمات النازحين بمحافظة مأرب شمال شرق اليمن، منذ بداية العام الجاري، وقوع 66 حادثة حريق أدت إلى مقتل شخص واحد وإصابة 11 آخرين بجروح متفاوتة، إلى جانب تشريد عشرات الأسر النازحة، وفق ما وثقته الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في المحافظة.

وجاء في نداء استغاثة نشرته الوحدة على صفحتها الرسمية في "فيسبوك" يوم الاثنين، أن غالبية المصابين من النساء والأطفال وكبار السن، وأن الأضرار المادية كبيرة، لا سيما في مخيم التضامن بقطاع جو النسيم حيث احترقت مساكن خمس أسر نازحة بينها مأوى مدير المخيم، ولم يتلقوا حتى الآن أي دعم طارئ.

وحذرت الوحدة التنفيذية من أن غياب الاستجابة لتوفير مأوى آمن ومقاوم للحرائق وتقلبات الطقس سيزيد من معاناة النازحين ويعرض حياتهم لمخاطر أكبر خلال الفترة القادمة، داعية المنظمات الإنسانية والإغاثية إلى التدخل العاجل لتأمين المأوى والغذاء والدواء وتعزيز إجراءات السلامة في المخيمات.

تحذير دولي
في سياق متصل، حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) من تفاقم انتشار وانعدام الأمن الغذائي بين النازحين داخليًا في أربع محافظات يمنية ضمن نفوذ الحكومة المعترف بها دوليًا، تشمل عدن، لحج، مأرب وتعز، خلال الأشهر الأربعة المقبلة مع حلول موسم الجفاف.

وأشار تقرير المنظمة إلى أن حوالي 47% من الأسر النازحة في هذه المحافظات تعاني من استهلاك غذائي غير كاف، فيما يعاني 17.3% منها من حرمان غذائي شديد. وذكر التقرير أن نسبة الجوع بين النازحين في أبريل 2025 بلغت 25.3%، مع تفاوت واضح بين النازحين في المخيمات (23.9%) والمقيمين في المجتمعات المضيفة (8%).

وأظهرت البيانات أن النازحين في مأرب لديهم أدنى معدل للحرمان الغذائي الشديد مقارنة بنظرائهم في المحافظات الأخرى، بينما تتراوح نسبة استهلاك الغذاء غير الكافي بين النازحين في عدن، لحج وتعز بين 57% و67%.

وأكدت "الفاو" أن 98% من الأسر النازحة بحاجة إلى مساعدات إنسانية خلال الأشهر المقبلة، مع التركيز على الغذاء والنقد، فيما تلقت 30% فقط من الأسر مساعدات خلال مارس الماضي.

هذه الأوضاع الإنسانية الصعبة، بين حرائق مخيمات النازحين وتدهور الأمن الغذائي، تضيف تحديات كبيرة أمام النازحين في مأرب والمحافظات المجاورة، وتستدعي تحركًا عاجلاً من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتخفيف من معاناتهم.