اقتحمت عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي، يوم السبت، منزل الدكتور يحيى صلح، السياسي المعروف ومدير مكتب الخدمة المدنية بمحافظة المحويت، وقامت بنهب جميع محتوياته من أثاث وكتب ووثائق، في خطوة وُصفت بأنها جزء من حملة ممنهجة تستهدف المعارضين للمشروع الحوثي الطائفي.

وأفادت مصادر محلية أن الاقتحام وقع في مدينة الرجم بمحافظة المحويت، حيث داهم المسلحون المنزل تحت غطاء ديني وشعارات مضللة، أبرزها حملة "دعم غزة" التي يقودها زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي. وأشارت المصادر إلى أن الحادثة تأتي في ظل تصاعد انتهاكات الجماعة بحق مناهضيها في الداخل.

السلطة المحلية بمحافظة المحويت أصدرت بياناً شديد اللهجة أدانت فيه الجريمة، ووصفتها بأنها "اعتداء مسلح غادر وانتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق". كما حمّلت مليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة وتبعاتها القانونية والإنسانية.

وأكد البيان أن هذا الاعتداء يشكل حلقة جديدة في سلسلة الاستهداف الممنهج للكفاءات الوطنية والإدارية، مشيراً إلى أن الدكتور يحيى صلح سبق أن تعرّض للتهجير القسري، ويُعد من الكوادر المشهود لها بالنزاهة والكفاءة. وهو والد الشهيد محمد يحيى صلح، الذي قُتل أثناء مشاركته في معارك جبهة نهم ضد الحوثيين.

ورأى البيان أن الجريمة تعبّر عن نزعة انتقامية حاقدة تستهدف الأسر الوطنية الصامدة، داعياً كافة القوى الوطنية والاجتماعية إلى التكاتف لمواجهة هذا النهج القمعي. كما طالب المنظمات الحقوقية الدولية، وعلى رأسها المفوضية السامية لحقوق الإنسان، بسرعة التحرك لتوثيق هذه الجريمة وفضح انتهاكات الجماعة في المحافل الدولية.

وختمت السلطة المحلية بيانها بتأكيد استمرار أبناء المحويت في الدفاع عن الجمهورية، مشددة على أن مثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، وستبقى شاهداً على مرحلة مظلمة من القمع والانتهاك المنظم الذي تمارسه المليشيا الحوثية.