شهد المؤتمر الأول لشباب محافظة تعز اضطرابات تنظيمية انعكست في استقالات مفاجئة وتعليق لمشاركات بعض المكونات الشبابية، احتجاجًا على ما وُصف بمخالفات إجرائية وغموض في آليات العمل.

وأعلن رئيس اللجنة الفنية وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، ماهر العبسي، استقالته من منصبه، معبّرًا عن رفضه لما قال إنه "تجاوزات واضحة" تمّت دون علم أو موافقة اللجنة التحضيرية، مؤكداً أن المؤتمر انطلق بأجندة وترتيبات تختلف كليًا عما جرى التوافق عليه سابقًا.

وفي بيان نشره على صفحته الشخصية على "فيسبوك"، أشار العبسي إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تغييرات جوهرية في طريقة إدارة العمل، لافتًا إلى تغليب الطابع الفردي على آلية اتخاذ القرار، وتجاهل ما تم الاتفاق عليه في محاضر رسمية موثقة.

وأكد العبسي أنه حاول معالجة تلك الاختلالات من موقعه داخل اللجنة، واستجاب لنداءات عدد من الأعضاء الذين عبّروا عن استيائهم من طريقة إدارة المؤتمر، غير أن الجهود لم تنجح في احتواء الخلافات. وقال: "من منطلق المسؤولية الأخلاقية والمهنية، أجد نفسي مضطرًا لتقديم استقالتي حفاظًا على قناعاتي".

وفي سياق متصل، علّق ممثلو شباب فرع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري مشاركتهم في المؤتمر، في خطوة عكست تصاعد الخلافات الداخلية. كما أفادت مصادر بأن مكونات شبابية أخرى تدرس خيار تعليق مشاركتها خلال الساعات القادمة، احتجاجًا على ما وصفوه بـ"غياب آلية واضحة للعمل" ورفض الجهة المنظمة للمؤتمر إتاحة تلك الآلية أمام جميع المشاركين.

ويأتي هذا التطور في وقتٍ كان يُفترض فيه أن يمثل المؤتمر منصة جامعة لتعزيز مشاركة الشباب في الحياة العامة وصياغة رؤية موحدة لمستقبل المحافظة، إلا أن الخلافات التنظيمية تهدد بفقدان الزخم الشبابي الذي بُني عليه المشروع منذ انطلاقه.