حذّرت منظمة الصحة العالمية من انتشار سلالات متحوّرة من فيروس شلل الأطفال في اليمن وعدد من دول إقليم شرق المتوسط، في تطور يُنذر بخطر جسيم على صحة الأطفال في هذه المناطق التي تعاني أصلًا من أزمات إنسانية وصراعات مستمرة.

وقال الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي للمنظمة، خلال الدورة الـ78 للجمعية العامة للصحة العالمية المنعقدة في جنيف، إن تفشي الفيروس المتحوّر يشمل دولاً مثل اليمن، جيبوتي، الأراضي الفلسطينية المحتلة، الصومال، والسودان.

وأضاف المنظري أن العالم يقف أمام "مفترق طرق حاسم" في معركته ضد شلل الأطفال، محذرًا من أن التقدم المحرز في هذا المجال قد يتعرض لانتكاسة حقيقية، في ظل توقعات بخفض ميزانية البرنامج العالمي للقضاء على شلل الأطفال بنسبة تصل إلى 40% خلال العام المقبل.

ودعا المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود والدعم المالي لمواصلة مكافحة المرض ومنع انتشاره، مؤكدًا أن أي تراجع في التمويل أو تأخير في الاستجابة سيؤدي إلى ارتفاع التكلفة على أنظمة الصحة العامة، وسيعرض حياة المزيد من الأطفال للخطر.

وتأتي هذه التحذيرات في وقت تعاني فيه بعض الدول المتضررة من شلل الأطفال، مثل اليمن والصومال، من انهيار في البنية الصحية وانتشار الأوبئة، مما يزيد من صعوبة السيطرة على الفيروس ويستدعي استجابة عاجلة ومتضافرة من المجتمع الدولي.