آخر الأخبار


الثلاثاء 13 مايو 2025
أفادت صحيفة نيويورك تايمز أن إدارة دونالد ترامب أعلنت عن وقف لإطلاق النار في اليمن الأسبوع الماضي، بعد استنزافها ذخائر باهظة الثمن دون أن تتمكن من تحقيق تفوق جوي على الحوثيين.
ونقلت الصحيفة في تقرير لها عن مسؤولين في واشنطن أن جماعة الحوثي أسقطت عددًا من الطائرات الأمريكية من طراز MQ-Reaper، واستهدفت سفنًا حربية في البحر الأحمر حتى لحظة التوصل إلى الهدنة.
وأعلن ترامب الأسبوع الماضي أن الحوثيين وافقوا على التوقف عن مهاجمة السفن مقابل توقف الولايات المتحدة عن تنفيذ ضربات جوية على اليمن – إلا أن الهجمات على السفن والأراضي الإسرائيلية ستستمر.
وكان الحوثيون قد استهدفوا، منذ نوفمبر 2023، ما وصفوه بالسفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، تضامنًا مع الفلسطينيين تحت العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي منتصف مارس، أطلق الرئيس الأمريكي عملية "رايدِر الخشِن" (Rough Rider)، وهي حملة قصف على اليمن، كان يأمل من خلالها إجبار الحوثيين على الخضوع.
لكن بعد مرور شهر على الحملة، تبيّن أن الحوثيين أسقطوا عدة طائرات مسيّرة من طراز MQ-Reaper، واستمروا في إطلاق النار على السفن في البحر الأحمر – بما في ذلك حاملة طائرات أمريكية.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن الطائرتين من طراز F/A-18 Super Hornet، وتبلغ قيمة كل منهما 67 مليون دولار، لم تُسقطا بواسطة الحوثيين كما أُشيع، بل سقطتا "عن طريق الخطأ" من على حاملة طائرات أمريكية إلى البحر، مما أدى إلى إصابة طيارين وعضو في طاقم سطح الطيران.
وأشار التقرير إلى أن الدفاعات الجوية للحوثيين كادت أن تصيب مقاتلات أمريكية من طراز F-16 وF-35، وهو ما كان سيؤدي إلى وقوع خسائر بشرية أمريكية.
وأضاف التقرير أنه بعد مرور شهر واحد فقط على الهجوم، كانت واشنطن قد استنزفت بالفعل أسلحة بقيمة مليار دولار.
وكان من المخطط أن تستمر الحملة لمدة تصل إلى عشرة أشهر، وتهدف أيضًا إلى استهداف قيادات حوثية، في استراتيجية مشابهة لحرب إسرائيل ضد حزب الله في لبنان، حسبما ذكرت الصحيفة.
وقد نفّذ الجيش الأمريكي أكثر من 1,100 غارة جوية، قال إنها قتلت مئات من مقاتلي الحوثي.
لكن يمنيين قالوا لموقع ميدل إيست آي في وقت سابق من هذا الشهر إن العديد من الغارات استهدفت مناطق لا وجود للحوثيين فيها، ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين.
إحدى الضربات استهدفت مركز احتجاز للمهاجرين في محافظة صعدة، شمال غرب اليمن، وقتلت 68 مهاجرًا إفريقيًا، وأصابت العشرات.
وجاء وقف إطلاق النار عقب محادثات بين ستيف ويتكوف، مبعوث واشنطن للشرق الأوسط، ومسؤولين عمانيين، بحسب نيويورك تايمز.
وبناء على ذلك، تلقى القيادة المركزية الأمريكية أمرًا في 5 مايو بـ"إيقاف" العمليات الهجومية.
وذكر مسؤولون أن ترامب كان مستعدًا لإنهاء الحملة، وسط مخاوف من أن استمرار القتال قد يستنزف الموارد المخصصة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وقد استُخدمت في الهجوم كمية كبيرة من الذخائر الدقيقة، مما أثار مخاوف بشأن جاهزية الولايات المتحدة في حال وقوع محاولة غزو صينية لتايوان.
ترامب "تعلّم الدرس"
قال القائد الميداني الحوثي في جبهة الجوف شمالي اليمن، والذي عرّف نفسه باسم "علي": "عندما بدأ ترامب الحملة الجوية، قال إنه سيُفني وجودنا." لكنه أضاف أنه بعد أكثر من شهر، "تعلّم ترامب الدرس".
وأضاف: "القتال ضد اليمن ليس مغامرة سهلة، ولم تكن واشنطن تتخيل مثل هذه الخسارة."
ويبدو أن ترامب نفسه أقر بمستوى المقاومة التي أبداها الحوثيون.
وقال الرئيس للصحفيين الأسبوع الماضي: "لقد ضربناهم بشدة، وكان لديهم قدرة كبيرة على الصمود"، وأضاف: "يمكن القول إن هناك شجاعة كبيرة لديهم."
ومنذ ذلك الحين، واصل الحوثيون هجماتهم على إسرائيل، حيث أطلقوا صاروخًا باليستيًا اعترضته الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب يوم الجمعة.
وقال القائد الميداني: "هجماتنا على إسرائيل ستستمر مهما كان، وغزة ستظل قضية جوهرية بالنسبة لليمن."
وقد أسفرت الحملة التي استمرت عامًا ونصف في البحر الأحمر، وشهدت أكثر من 250 هجومًا على سفن عسكرية وتجارية، عن أكبر اضطراب في حركة التجارة العالمية منذ جائحة كوفيد-19.
وبسبب الخوف من القصف، تجنّبت السفن القادمة من أوروبا إلى آسيا المرور عبر قناة السويس المؤدية إلى البحر الأحمر وخليج عدن.
وبدلاً من ذلك، سلكت طريقًا أطول وأكثر تكلفة عبر رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا. ونتيجة لذلك، انخفضت حركة المرور البحرية في خليج عدن بنسبة 70% خلال عامين.
فيروس الشهرة السريعة: نقد هادئ لعالم المشاهير الرقميين
ترمب... العودة الثانية للرياض
ماذا يمكن لحكومة بلا موارد أن تفعل؟
شكراً جبر ففي الدوحة جبرت قلوبنا
غزلان ليست هنا... إنها ربحة!