بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، أطلقت نقابة الصحفيين اليمنيين تقريرًا صادماً وثّق 2014 انتهاكاً طالت الحريات الإعلامية في اليمن منذ اندلاع الحرب عام 2015 وحتى مطلع أبريل 2025، في صورة تعكس عقدًا من القمع الممنهج والتضييق على الصحافة الحرة.

وتنوعت الانتهاكات بين احتجاز وتعذيب وتهديد ومحاكمات وحجب مواقع إعلامية ومنع من التغطية ومصادرة مقتنيات، إضافة إلى 46 حالة قتل استهدفت صحفيين وصحفيات. كما سجل التقرير تدمير 165 وسيلة إعلام، و74 حالة تعذيب، و125 حالة قطع للرواتب، مما أسفر عن انهيار بيئة العمل الصحفي وتفاقم معاناة العاملين في هذا القطاع الحيوي.

وجاءت جماعة الحوثي في صدارة الجهات المنتهكة بـ1178 انتهاكًا، تلتها الحكومة المعترف بها دوليًا بـ376 انتهاكًا، ثم المجلس الانتقالي الجنوبي بـ113 حالة. كما أشار التقرير إلى استمرار احتجاز صحفيين أبرزهم وحيد الصوفي ونبيل السداوي ومحمد المياحي في سجون الحوثيين، بالإضافة إلى استمرار اعتقال الصحفي شاكر ناصح من قبل الانتقالي في عدن منذ نوفمبر 2023.

التقرير، الذي استند إلى استبيان شارك فيه 213 صحفيًا وصحفية من داخل اليمن وخارجه، دعا إلى تحقيقات مستقلة ومساءلة عاجلة، وإطلاق سراح المعتقلين، وإلغاء الأحكام التعسفية بحق الصحفيين، ووقف استخدام القضاء أداة لقمعهم، مع مطالبات بإنشاء صناديق دعم ودروع حماية مهنية ونفسية وتقنية للعاملين والعاملات في هذا المجال.

وأكدت النقابة ضرورة تفعيل آليات الدعم القانوني للصحفيات وتيسير تقديم الشكاوى بشأن العنف والتحرش والابتزاز الإلكتروني، مع دعوة المؤسسات الإعلامية إلى الالتزام الكامل بقوانين العمل وحماية الصحفيات من التهديدات الداخلية والخارجية، مشددة على أهمية دعم الصحافة المستقلة ونبذ الاستقطاب السياسي داخل الجسم الصحفي.