دعت مجلة ناشيونال إنترست الأميركية إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى مراجعة جذرية لاستراتيجيتها العسكرية في اليمن، محذّرة من أن الاعتماد المستمر على حاملات الطائرات والغارات الجوية لم ينجح في كبح جماح الحوثيين، بل كشف عن ثغرات مقلقة في القوة البحرية الأميركية.

وفي مقال تحليلي للكاتب براندون ج. ويخرت، أشار إلى أن واشنطن تكرر الأساليب نفسها التي اعتمدتها إدارتا ترامب وبايدن دون جدوى، رغم تصاعد قدرات الحوثيين في استهداف حاملات الطائرات مباشرة، في تطور وصفه بـ"الخطير للغاية".

المقال أشار إلى تعرض حاملة الطائرات "هاري إس ترومان" لهجوم صاروخي حوثي في البحر الأحمر، اضطرها للقيام بمناورة حادة تفادياً للإصابة، ما أدى إلى سقوط طائرة F/A-18 Super Hornet في البحر. ونقل ويخرت عن مصادر خاصة أن الحادثة كشفت هشاشة الحاملات الأميركية أمام ضربات الحوثيين، محذرًا من أن إصابة واحدة مباشرة قد تشلّ حاملة طائرات لأشهر أو سنوات.

الأخطر، بحسب الكاتب، هو الاشتباه بتورط الصين في دعم الحوثيين ببيانات استهداف دقيقة عبر تقنياتها في الأقمار الصناعية، ما يمنح الجماعة قدرة نوعية على إصابة أهداف عالية القيمة بدقة متناهية.

وحذّر التقرير من أن استمرار الولايات المتحدة في إرسال حاملات الطائرات إلى البحر الأحمر لم يعد يُظهر قوة، بل عجزًا استراتيجياً، خاصة مع غياب أي تراجع في قدرات الحوثيين رغم الضربات المتواصلة.

وفي خاتمة مقاله، دعا ويخرت إلى التخلي عن ما سماه "الأصول العتيقة" في إشارة لحاملات الطائرات، مؤكدًا أن المواجهة الحالية تتطلب أدوات مرنة وتكتيكات حديثة لمجابهة خصم يتطوّر بسرعة ويملك دعمًا تقنيًا خارجيًا متقدماً.