آخر الأخبار


الاثنين 28 ابريل 2025
في أول 100 يوم من عودته إلى البيت الأبيض، أحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اضطرابًا غير مسبوقًا في النظام العالمي، بتوجهات صدامية تحت شعار "أمريكا أولاً". شنّ حربًا تجارية عالمية، خفض المساعدات الخارجية، تحدى التحالفات التقليدية كحلف الناتو، وتبنى مواقف تثير الجدل حيال قضايا حساسة كالحرب في أوكرانيا وضم أراضٍ أجنبية مثل جرينلاند وقناة بنما.
مسؤولون وخبراء دوليون أكدوا أن ترامب، الذي بات أكثر تطرفًا مما كان عليه في ولايته الأولى، أضعف مصداقية الولايات المتحدة، ودفع حلفاءها إلى إعادة التفكير في تحالفاتهم، وسط تحركات أوروبية لتعزيز الصناعات الدفاعية، وتزايد الحديث عن توثيق العلاقات مع الصين كبديل محتمل.
"ترامب الآن أكثر تطرفًا بكثير مما كان عليه قبل ثماني سنوات"، هكذا وصف إليوت أبرامز، السياسي المخضرم، التحول العميق في توجهات الرئيس، مضيفًا: "لقد فوجئت".
وعلى وقع هذا التحول، بدأت الحكومات في أنحاء العالم تعيد النظر في علاقتها مع واشنطن. ففي أوروبا، ظهرت دعوات لتعزيز الصناعات الدفاعية لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، بينما تتزايد التكهنات بشأن تقارب اقتصادي أوثق مع الصين.
وحذّر دينيس روس، المفاوض الأمريكي السابق، من خطورة الوضع بقوله: "ما نشهده هو اضطراب هائل في الشؤون العالمية. لا أحد يعلم في هذه المرحلة كيف يكوّن رأيًا حيال ما يحدث أو ما سيأتي لاحقًا."
رغم محاولات البيت الأبيض التأكيد أن تحركات ترامب تهدف "لإصلاح القيادة المتهورة" لإدارة بايدن، يرى مراقبون أن الضرر الذي لحق بالنظام العالمي قد يكون طويل الأمد. آرون ديفيد ميلر، الدبلوماسي الأمريكي السابق، أوضح أن "ما يحدث لم يتجاوز بعد نقطة اللاعودة، لكن حجم الضرر الذي يلحق الآن بعلاقاتنا مع الأصدقاء ومدى استفادة الخصوم منه أمر لا يمكن حصره على الأرجح."
على الصعيد الداخلي، واجه ترامب اتهامات بتقويض الديمقراطية من خلال هجماته على القضاء والجامعات، واتباع سياسات هجرة أكثر قسوة.
رغم أن بعض الأضرار قابلة للإصلاح، يحذر محللون من أن استمرار ترامب في سياساته قد يؤدي إلى إعادة تشكيل دائم للعلاقات الدولية، ويثير تساؤلات جوهرية حول مستقبل القيادة الأمريكية للعالم.
في المقابل، يدافع البيت الأبيض عن سياسات ترامب بوصفها تصحيحًا لفشل القيادة السابقة، مؤكدًا أن الرئيس يسعى لحماية العمال الأمريكيين وفرض ضغوط على الصين وإيران.
في هذا المشهد المضطرب، تبقى الأنظار معلقة على سؤال مصيري: هل يشهد العالم مع ترامب ولادة نظام دولي جديد على أنقاض النظام القائم منذ الحرب العالمية الثانية؟
ما هو الخسران المبين؟
الموت جوعا
صنعاء تناديكم.. لا تنتظروا أحدًا
الحسّابة بتحسب يا مجلسنا...
شعب وجلاد