في هجوم مباغت وصف بأنه الأكثر وجعًا لجماعة الحوثي منذ بدء التصعيد، دمّرت مقاتلات أميركية ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة، في عملية نوعية استهدفت ما وصفته واشنطن بالوريد المالي المغذي للميليشيا وحرمانها من أحد أهم مصادر التمويل غير المشروع.

وأكدت القيادة المركزية الأميركية في بيان رسمي، أن الغارات استهدفت تدمير البنية التحتية للميناء الخاضع لسيطرة الحوثيين، معتبرة أن المرفق كان "شرياناً مالياً غير مشروع" يمد الجماعة بالوقود والأرباح التي تُستخدم لتمويل الحرب وقمع الشعب اليمني.

وأضاف البيان أن العملية تهدف إلى "إضعاف مصدر القوة الاقتصادية للجماعة"، مع التشديد على أن الغارات لا تستهدف المدنيين اليمنيين، بل تسعى إلى كسر دائرة الاستغلال الحوثية لموارد الدولة.

ووفق وسائل إعلام حوثية، أسفرت الضربات عن مقتل 38 شخصاً وإصابة 102 آخرين، في واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ بدء الحملة العسكرية الأميركية ضد البنية التحتية للجماعة.

ومنذ عام 2016، ظل ميناء رأس عيسى نافذة استراتيجية للحوثيين، ليس فقط لاستيراد النفط الإيراني، بل لتوليد عائدات مالية هائلة قدرت تقارير محلية أنها تجاوزت 790 مليون دولار سنوياً من مبيعات الوقود فقط، إلى جانب فرض ضرائب باهظة أدت لارتفاع الأسعار بأكثر من 40٪ في مناطق سيطرتهم.

الميناء، الذي تحوّل إلى منصة تهريب وتغذية لعجلة الحرب الحوثية، استمر في العمل رغم قرار الحظر الأميركي على توريد الوقود عبر موانئ الحديدة في أبريل، ما دفع واشنطن لتوجيه ضربة مباشرة لمصدر التوريد وإخراجه عن الخدمة بالكامل.

ويرى محللون أن هذه الضربة قد تمثل نقطة تحول استراتيجية في تقويض نفوذ الجماعة اقتصادياً، بعد أن استغلت تجارة الوقود ليس فقط كمصدر تمويل، بل كأداة ابتزاز داخلي لتعزيز قبضتها على المناطق الخاضعة لها.