دخلت محافظة مأرب مرحلة جديدة من أزمة الطاقة، بعدما أعلنت إدارة الكهرباء مساء الثلاثاء بدء برمجة انقطاعات التيار الكهربائي، نتيجة الضغط الكبير على الشبكة وتفاقم العجز في التوليد، في ظل استمرار التحديات الفنية والإجرائية التي تعرقل الصيانة الشاملة للمحطة الغازية.

وقالت إدارة كهرباء مأرب إن الأحمال المسحوبة من محطة مأرب الغازية بلغت 145 ميجاوات، في حين لا يعمل حاليًا سوى توربين واحد بطاقة لا تتجاوز 105 ميجاوات، ما دفع فرق التحكم إلى تنفيذ فصل تلقائي متكرر للقواطع، كإجراء اضطراري للحفاظ على استقرار التوربين ومنع انهيار المنظومة.

وفي بيان نشره مدير الكهرباء، المهندس عبدالهادي جابر، عبر صفحته على "فيسبوك"، انتقد بشدة ما وصفه بـ"السلوكيات السلبية" التي تُفاقم الأزمة، وفي مقدمتها الانتقال العشوائي للأحمال الصناعية والتجارية من المدينة إلى مديرية الوادي، دون تركيب عدادات، ما أدى إلى استنزاف غير منظم للطاقة.

وحمّل جابر المواطنين جزءاً من المسؤولية، مشيرًا إلى تفشي مظاهر الاستهلاك المفرط وغير الضروري، كتشغيل مضخات المياه وأجهزة التبريد والإنارة الخارجية دون توقف، حتى في الأوقات التي لا تستدعي ذلك، إضافة إلى الربط العشوائي والتعدي على الشبكة، وهو ما يؤدي إلى زيادة الفاقد الكهربائي وتدهور كفاءة الخدمة.

وأكدت إدارة الكهرباء أن فرقها الفنية في محطة مأرب الغازية وخطوط النقل ومحطات التوزيع تعمل في حالة استنفار دائم لمحاولة السيطرة على الأحمال وضمان استمرارية الخدمة، مشيرة إلى أن الجهود مستمرة لتشغيل توربين إضافي في أقرب وقت، لتقليص العجز وتحسين الإمدادات.

ودعت الإدارة جميع المواطنين إلى الترشيد الفوري في استهلاك الكهرباء، والتعاون في هذه المرحلة الحرجة لتفادي انهيار شامل في شبكة التوزيع، إلى حين تجاوز الأزمة الفنية.