آخر الأخبار


الثلاثاء 22 ابريل 2025
قالت وكالة فرانس برس، إن حركة طالبان الافغانية تواصل تقدمها على الأرض بهدف الاستيلاء على مناطق جديدة والتسبب في انهيار الحكومة الأفغانية بعدما فرضت سيطرتها على مناطق في شمال شرق البلاد. ويأتي ذلك في وقت أشرفت فيه عملية انسحاب الجنود الأمريكيين من هذا البلد على نهايتها.
واضافت الوكالة ان حركة طالبان عادت لتفرض نفسها بقوة في أفغانستان مع نهاية عملية انسحاب القوات العسكرية الأمريكية من البلاد.
واكدت ان حركة طالبان اصبحت منتشرة في غالبية الأقاليم وهي تطوق العديد من المدن الكبرى كما كان الحال في التسعينيات. ومع تضاعف انتصاراتها العسكرية، أصبح احتمال وصولها إلى السلطة من جديد في الأشهر القليلة المقبلة واردا وليس من ضرب الخيال.
من جهتها، وأمام الخطر الذي تمثله طالبان، قررت الداخلية الأفغانية الثلاثاء الماضي إنشاء ما سمته بـ"قوة للرد السريع" التي تضم نحو4000 مقاتل ويقوم بتسييرها وتدريبها جنرالات متقاعدون. وستقوم هذه القوة بمواجهة طالبان عسكريا رفقة الجيش الأفغاني.
وتأتي هذه الاستعدادات العسكرية في وقت لم تفض فيه المحادثات التي جرت في قطر بين ممثلين من حركة طالبان والحكومة الأفغانية إلى نتائج ملموسة. ميدانيا، تجدد القتال بين الطرفين منذ شهر مايو/أيار السابق، ما أدى إلى سيطرة طالبان على جنوب البلاد باستثناء المدن الكبرى فضلا عن التقدم الذي أحرزته في شمال شرق البلاد على الحدود المتاخمة لطاجاكستان.
هذا، ويتوقع أن تنتهي عملية إجلاء جميع الجنود الأمريكيين المتواجدين في أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/أيلول المقبل وفق الروزنامة التي أعلن عنها الرئيس جو بايدن. لكن يبدو أن تاريخ نهاية هذا الإجلاء بات أقرب زمنيا حسب مسؤولين أمريكيين.
بدورها، أعلنت ألمانيا إنهاء عملية انسحاب قواتها العسكرية من أفغانستان، شأنها شأن إيطاليا التي أكدت أنها قامت بإعادة جنودها إلى أرض الوطن في إطار خطة انسحاب القوات العسكرية التابعة لمنظمة الحلف الأطلسي (الناتو).
ويرى الأستاذ في العلوم السياسية بجامعة "السوربون" بباريس جيل دورونسورو، الذي ألف كتابا عنوانه "الحكومة الأفغانية والهزيمة المتوقعة" (دار نشر كارثالا) أن انهيار النظام الأفغاني هو مسألة وقت فقط.
وأضاف : "تقوم حركة طالبان حاليا بامتحان القوات الدفاعية لنظام كابول. هدفها هو السيطرة على أكبر عدد من المقاطعات والأقاليم لتطويق المدن الكبرى.
ونجحت الحركة لغاية الآن في خطتها. والدليل على ذلك سيطرتها على حوالي 75 بالمئة من مساحة البلاد. فيما بسطت سيطرتها منذ بداية السنة على 70 مقاطعة من بين المقاطعات الـ370 المتواجدة في أفغانستان، وفق دورونسورو .
وتوقع دورونسورو، أن تقوم طالبان بكل ما في وسعها للاستيلاء على عواصم الأقاليم. والسيناريو المرجح يتمثل في عزل المدن والسيطرة على جميع وسائل الاتصال التي تربط هذه المدن فيما بينها لكي تفلت من السيطرة الحكومية. وفي حال تمكنت طالبان من الاستيلاء على هذه المدن، فهذا يمكن أن يقود إلى انهيار الحكومة.
والتطور الذي يمكن أن يحدث بعد ذلك، هو إما انهيار الحكومة الأفغانية كليا أو دخول طالبان في محادثات مع القوى السياسية الحكومية من أجل الذهاب نحو مرحلة انتقالية سلمية، الأمر الذي سيسمح لها بالسيطرة على أكبر المدن والعاصمة كابول دون أية مواجهة عسكرية، مع العلم أنه من الصعب جدا السيطرة على كابول لأسباب تقنية".
كيف يمكن أن نفسر التقدم المذهل لطالبان خلال الأشهر القليلة الماضية؟
"في الحقيقة، طالبان تعتمد على جهاز عسكري قديم لكنها تمتلك "فرقا قتالية قوية" متخصصة في الهجمات الخاطفة وقادرة على أن تتقدم إلى الأمام بسرعة وتسيطر على المواقع الهامة. زد على ذلك أن تواجدها في جميع مناطق البلاد يمنحها قوة إضافية ويسمح لها بتنفيذ عدة هجمات عسكرية يصعب للجيش الأفغاني التصدي لها.
في الجهة المقابلة، تبدو الحكومة الأفغانية منقسمة وضعيفة ومنقوصة الشرعية. لكن رغم ذلك، فحركة طالبان لا تركز كثيرا على نقاط الضعف هذه بقدر ما تواجه جيشا أفغانيا هشا ينخره الفساد ولا يتخذ مبادرات كثيرة على الميدان. وما زاد من ضعف الجيش الأفغاني هو فقدانه للدعم الأمريكي الذي كان يحظى به. ومؤخرا، نفذ ضربة بطائرة مسيرة لكن العملية هامشية لأن أفغانستان خالية من أية قاعدة عسكرية أمريكية. فلم يتبق في هذا البلد إلا بعض مئات من الجنود الأمريكيين الذين يقومون أساسا بحماية السفارة الأمريكية ومطار كابول".
هل أصبح انتصار طالبان مسألة وقت فقط؟
"كل شيء تطور بسرعة وطالبان نفسها لم تتوقع أن ينهار النظام الأفغاني بهذه السهولة. هناك إمكانية حقيقية أن تصل طالبان إلى السلطة في الأشهر القليلة المقبلة.
طبعا، من الممكن أن يتصدى النظام لطالبان لكن هذا سيقود إلى حرب أهلية جديدة، علما أن حكومة أشرف غني انتهت سياسيا ولا تحظى بدعم دولي جاد وحقيقي".
هل إمكانية وصول طالبان إلى السلطة قد يعيد النظر في مسألة انسحاب الجيش الأمريكي من البلاد؟
"لا يوجد أي سبب يدفع الأمريكيين إلى إعادة نشر قواتهم في أفغانستان لأن هذا قد يشكل "انتحارا سياسيا" لجو بايدن. كما تجدر الإشارة إلى أن الأمريكيين كانوا يدركون جيدا أن سحب قواتهم من أفغانستان سيؤدي إلى انهيار النظام الأفغاني. لكن قرارهم كان قرارا سياسيا".
هل طالبان اليوم مثل طالبان الأمس؟ وهل هناك مخاوف من ظهور نظام إسلامي قمعي كما كان ذلك بين 1996 و2001؟
"في حال وصلت طالبان إلى السلطة، سنشهد تراجعا لحقوق الإنسان بشكل عام. لكن من الممكن ألا تتجاوز بعض الخطوط الحمراء لكي لا تفجر غضب المجتمع الدولي كما كان الحال في التسعينيات. أما الدول الغربية، فأصبحت لا تملك الكثير من الأوراق للضغط عليها في الوقت الحاضر لأنها تحظى باعتراف دولي قوي".
شجرة الغريب .. حين يسقط قلب الأرض
شجرة الغريب… حين ينهار الجذر وينتحب الجذع
ترامب يخلق فراغ قوة عندنا … إن لم نملأه سوف يملؤه غيرنا … والوقت يضيع
المشاط يهدد والشعب يسخر.. وهزيمة الحوثي تقترب
الهروب من الواقع