الثلاثاء 19 مارس 2024
الرئيسية - أخبار اليمن - ميليشيا الحوثي تهدم أركان القطاع الصحي في مناطق سيطرتها
ميليشيا الحوثي تهدم أركان القطاع الصحي في مناطق سيطرتها
ميليشيا الحوثي تهدم أركان القطاع الصحي في مناطق سيطرتها
الساعة 03:03 مساءً (متابعات خاصة)

يواجه أكثر من 5 ملايين طفل يمني خطرًا متزايدًا للإصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد وأوبئة أخرى أخذت في الانتشار عقب تدمير الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران للبنية التحتية للقطاع الصحي في اليمن، وقيامها بتحويل المباني الصحية إلى ثكناتٍ عسكرية واستهدافها للمستشفيات والكادر الصحي وسرقة الأدوية وخلق سوقها السوداء لزيادة إيرادات قيادتها، فقد شهدت المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرتها انتشارًا خطيرًا للأوبئة، وانعكس ذلك على صحة المواطنين اليمنيين؛ فأصبحت تلك المناطق خطرًا يهدد حياتهم.

ليس من المستغرب أن تكشف منظمات محلية يمنية ودولية خلال الأشهر القليلة الماضية عن تلقيها بلاغات تؤكد ظهور إصابات جديدة وحالات وفاة نتيجة أمراض وأوبئة من بينها حمى الضنك، والكوليرا، والدفتيريا، والجدري، إلى جانب شلل الأطفال، و«كوفيد - 19»، والإسهال المائي الحاد، وانتشارها داخل المحافظات اليمنية الخاضعة لاحتلال الميليشيا الحوثية.



من جانبها كشفت منظمة الصحة العالمية عن إحصائية صادمة ذكرت بها أنه تم الإبلاغ في المحافظات الشمالية – الخاضعة لسيطرة الميليشيا- عن أكثر من 204 آلاف حالة إصابة، و291 حالة مشتبه بها، و53 حالة وفاة مرتبطة بوباء الكوليرا خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري.

لم يختلف الوضع فيما يتعلق بوباء الدفتيريا، فقد تم الإبلاغ من نفس المحافظات عن إجمالي 1147 حالة إصابة محتملة بالدفتيريا و80 حالة وفاة مرتبطة بها في الفترة ما بين 1 يناير إلى

الدمار الذي أحدثته الميليشيا في القطاع أدى إلى إصابة ما مجموعه 41 ألفا، و465 حالة مشتبه بإصابتها بحمى الضنك من المحافظات الشمالية، بالإضافة إلى 77 حالة وفاة.

تعمّدت الميليشيا الحوثية الإرهابية استهداف كافة المستشفيات الحكومية منذ انطلاقها، وطالت عمليات الاستهداف أكثر من 40 مستشفى خاص و250 مركزًا صحيًا حكوميًا وأهليًا والمئات من الصيدليات والمؤسسات الدوائية مما دفع أصحاب المنشآت الخاصة والصيدليات إلى إغلاق بعضها، وهو ما سيزيد من تدهور الخدمات الصحية ويتسبب بمضاعفة معاناة وزيادة نسب الوفيات وتفشي الأمراض والأوبئة.

 

كما صادرت المليشيات الحوثية عددًا من المستشفيات الخاصة مثل المستشفى الأهلي والعلوم والتكنولوجيا وسيبلاس، ووضعت أحد عناصرها للإشراف على المستشفى السعودي، وأغلقت نحو 6 مستشفيات وأكثر من 40 غرفة عناية مركزة.

وقد أغلقت حملات المليشيات المختلفة أكثر من 170 صيدلية و25 شركة دوائية و8 مخازن للأدوية في حجة، وفي إطار إحدى حملاتها – خلال فترة كورونا – تم اختطاف أكثر من 92 شخصا بينهم صيادلة وتجار ومستوردو أدوية ومنتجون ووكلاء بغضون يومين فقط، وتبيّن لاحقًا أن الميليشيا الحوثية اقتادتهم إلى سجونها السرية بشكلٍ تعسفي.

من جانبه، أدان مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة الجوف اليمنية الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً للقطاع الصحي في المحافظة، وحمّلها المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات، مشيراً إلى أن إغلاق المرافق الصحية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية يهدد حياة المدنيين لا سيما النساء والأطفال وكبار السن.

لم يتوقف الأمر عند حد الاستيلاء على المستشفيات والصيدليات والأدوات الطبية، بل عمدت الميليشيا إلى تضييق الخناق على الأطباء والعاملين بالقطاع الصحي، إذ فرضت رسوم جبايات مختلفة وفقًا لشهاداتهم الجامعية، وتزايدت أعمال العنف الحوثية تجاه الأطباء عقب إعلانهم عن "الاستهداف الحوثي للمنشآت الطبية في مناطقهم في هذا الظرف الصعب والحرج للغاية– جائحة كورونا-، كل ذلك سيؤثر سلبًا على القطاع الصحي المتهالك وسيزيد من تدهور الخدمات الصحية، وسيتسبب في مضاعفة معاناة المرضى، وزيادة نسبة الوفيات، وتفشي الأمراض والأوبئة في تلك المناطق.

على إثر الدمار الذي تلحقه الميليشيا بأركان القطاع الصحي المختلفة أشارت الأمم المتحدة في تقارير سابقة لها إلى انهيار كامل للقطاع الصحي، وإلى تعرض عدد كبير من المرافق الصحية للإغلاق، الأمر الذي تسبّب في تفشي الأمراض والأوبئة في مناطق سيطرتها، وأعلن المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في وقتٍ سابق أن "اليمن على الحافة الآن"، وتابع نقلًا عن منظمات الإغاثة بأن الوضع مقلقٌ بشدة.

وفي هذا السياق، ذكر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني بأن الميليشيا الحوثية الإرهابية أوصلت القطاع الصحي الحكومي إلى مرحلة العجز عن مواجهة تفشي الفيروسات والأوبئة، واستشهد بنهبها المساعدات الطبية وفرضها الضرائب الإضافية على المستشفيات والعيادات الخاصة وشركات ومخازن الأدوية بحجة المجهود الحربي، غير آبهةٍ بالأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين.

وأشار إلى أن ‏هذه الممارسات تؤكّد إمعان الحوثي في قتل اليمنيين وتدمير القطاع الصحي، والحيلولة دون قيامه بأداء دوره كخط دفاعي في مواجهة تفشي الأوبئة، خصوصًا بعدما أنشأت الميليشيات مستشفيات ومحاجر خاصة لقياداتها وعناصرها مزودة بأحدث التجهيزات الطبية والأدوية، تاركةً بقية اليمنيين يواجهون مصيرهم.


آخر الأخبار