الجمعة 3 مايو 2024
الرئيسية - طب وصحة - هل حصلنا أخيرا على لقاح ضد فيروس كورونا ؟
هل حصلنا أخيرا على لقاح ضد فيروس كورونا ؟
الساعة 06:10 مساءً (متابعات)

شهد البحث عن لقاح فعال ضد فيروس ”كورونا“ المستجد خطوة مهمة إلى الأمام، مع الإعلان عن نتائج بارزة، كشفت عنها شركات أدوية عالمية قالت إنها حققت إنجازا مشهودا في سبيل التوصل للقاح ضد الفيروس.

وأعلنت شركتا ”فايزر“ الأمريكية و“بيونتيك“ الألمانية، التوصل إلى لقاح فعال ضد الفيروس، فيما وصف التقدم الحاصل بأنه ”انتصار كبير“ في المعركة ضد الوباء الذي أودى بحياة أكثر من مليون شخص ودمر الاقتصاد العالمي.



BBC graphic

وتعد شركة ”فايزر“ وشريكتها شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية ”بيونتيك“، أولى شركات الأدوية التي تنشر بيانات ناجحة عن تجربة سريرية واسعة النطاق، في مرحلتها الثالثة، للقاح لفيروس كورونا.

وتعتبر هذه المرحلة نقطة حاسمة في تطوير لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، إذ كانت بعض اللقاحات التجريبية عرضة للفشل.

وقال بيان الشركتين، إن التحليل وجد أن اللقاح كان فعالا بنسبة تزيد على 90% في الوقاية من المرض، بين متطوعي التجربة، الذين لم يكن لديهم دليل على إصابة سابقة بفيروس ”كورونا“.

Vaccine graphic

كيف يعمل اللقاح

يستخدم اللقاح نهجا تجريبيا بالكامل، يتضمن حقن جزء من الشفرة الجينية للفيروس في الأشخاص، من أجل تدريب جهاز المناعة، حيث تم إعطاء اللقاح لنحو 43000 شخص، دون أن يثير ذلك أي مخاوف تتعلق بالسلامة.

ويأخذ العلماء جزءا من الشفرة الوراثية للفيروس التي تعطي تعليمات للخلايا بما يجب أن تفرزه وتغلفه بمادة دهنية حتى تتمكن من دخول خلايا الجسم، ثم يتم حقن المريض بها، ليدخل اللقاح في الخلايا ويحثها على إنتاج كورونا فيروس.

وبحسب تقرير أوردته ”بي بي سي“ البريطانية، فإن ذلك يدفع الجهاز المناعي إلى إنتاج الأجسام المضادة والخلايا التائية النشطة لتدمير الخلايا المصابة، وإذا أصيب المريض بفيروس كورونا، يتم تحفيز الأجسام المضادة والخلايا التائية لمحاربة الفيروس.

Coronavirus: Our COVID-19 vaccine is 90% effective, says Pfizer | Euronews

متى سيصبح اللقاح متاحا؟

تعتقد شركة ”فايزر“ أنها ستكون قادرة على توفير 50 ​​مليون جرعة من اللقاح بحلول نهاية هذا العام، ونحو 1.3 مليار بحلول نهاية عام 2021.

وتأمل المملكة المتحدة في الحصول على 10 ملايين جرعة بحلول نهاية عام 2020، مع طلب 30 مليون جرعة أخرى بالفعل.

وبحسب ”بي بي سي“، ستعتمد أولوية تحديد من سيتم تحصينه أولا عندما يصبح اللقاح متاحا، على المكان الذي ينتشر فيه فيروس ”كورونا“ المستجد، وفي أي المجموعات يكون أكثر فاعلية.

وبشكل عام، سيكون الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاما، وكذلك المقيمون في دور الرعاية والعاملون في مجال الصحة أو الرعاية على صدارة القائمة، إذ يعد العمر أكبر عامل خطر لكورونا، لذلك كلما كبرت في السن، كان من المرجح أن يتم تطعيمك.

ويعتقد معظم الخبراء أن اللقاح لن يكون متاحا على نطاق واسع حتى منتصف عام 2021.

How the development of the Covid-19 vaccine is being fast-tracked

ما هي اللقاحات الأخرى التي يتم تطويرها؟

يعمل المزيد من الفرق على لقاحات أخرى ومن المتوقع أن يتم نشر النتائج في الأسابيع والأشهر المقبلة، إذ هناك 10 لقاحات أخرى في المرحلة النهائية من الاختبار.

والمتنافسون الرئيسون: (جامعة أكسفورد واسترازينيكا في المملكة المتحدة، شركة مودرنا في الولايات المتحدة، شركة كانسينو ومعهد بكين للتكنولوجيا الحيوية في الصين، معهد غامالي لبحوث الأوبئة والأحياء الدقيقة في روسيا، شركة يانسن التابعة لمجموعة جونسون أند جونسون، معهد بكين للمنتجات البيولوجية وسينوفارم في الصين، شركة سينوفاتش ومعهد بوتانتان في البرازيل، معهد ووهان للمنتجات البيولوجية وسينوفارم في الصين، شركة نوفافاكس في الولايات المتحدة).

يذكر أن هناك 4 من الفيروسات التاجية التي تنتشر بين البشر، والتي تسبب أعراض نزلات البرد الشائعة وليس لدينا لقاحات لأي منها.

Covid-19 Vaccine Trials Now Open To Volunteers In U.S.

هل هناك أنواع مختلفة من اللقاح؟

الهدف من اللقاح هو إظهار أجزاء من الفيروس بشكل غير ضار للجهاز المناعي حتى يتعرف عليه كدخيل ويتعلم كيفية محاربته، ولكن هناك العديد من الطرق لتحقيق ذلك، ويقوم الباحثون باستخدام أساليب مختلفة.

وتعتمد كل من لقاحات شركة فايزر ومودرنا على حقن قطعة من الشفرة الوراثية للفيروس التاجي، وبمجرد دخولها الجسم، يؤدي ذلك إلى صنع البروتينات الفيروسية لتدريب الجسم، وهي تقنية جديدة تماما.

وتأخذ اللقاحات في أكسفورد وروسيا فيروسا غير ضار يصيب الشمبانزي، وتعدّله وراثيا ليشبه الفيروس التاجي، على أمل إثارته على الاستجابة.

ويستخدم اثنان من اللقاحات الصينية الرئيسة الفيروس الأصلي بعد تعطيله، ولذلك لا يمكن أن يسبب العدوى.

ومن شأن فهم الطريقة التي تؤدي إلى أفضل النتائج، وإمكانية أن تساعد تجارب التحدي التي يصاب فيها الناس عمدا، في الإجابة عن هذه الأسئلة.

ما الذي يتوجب فعله أكثر من ذلك؟

ترى شبكة ”بي بي سي“ في تقريرها، أن المطلوب زيادة على ما تحقق، أن يتم تطوير طريقة لإنتاج اللقاح على نطاق واسع لمليارات الجرعات المحتملة، كما يجب على الجهات التنظيمية الموافقة على اللقاح قبل توزيعه، وأخيرا، التغلب على التحدي اللوجستي الهائل المتمثل في تحصين معظم سكان العالم.

كم عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى التطعيم؟

يعتمد ذلك التقدير على فاعلية اللقاح، ويعتقد أن 60-70٪ من سكان العالم بحاجة إلى التحصين لوقف انتشاره بسهولة، وهو ما يعرف باسم مناعة القطيع، أي المليارات من الناس حتى لو كان اللقاح يعمل على المتلقين كافة.

لماذا نحتاج إلى لقاح؟

يعتبر اللقاح أساسيا لعودة الحياة إلى طبيعتها، فحتى الآن، لا تزال الغالبية العظمى من الناس عرضة للإصابة بعدوى الفيروس التاجي، والقيود المفروضة على حياتنا هي التي تمنع وفاة المزيد من الناس، في حين تعلم اللقاحات أجسامنا بأمان مكافحة العدوى.

وهذا يمكن أن يحمينا من الإصابة بفيروس كورونا في المقام الأول أو على الأقل جعل الفيروس أقل فتكا، حيث يعتقد الخبراء أن توفير اللقاح إلى جانب علاجات أفضل، هو أفضل إستراتيجية للخروج من الوباء.

هل سيحمي اللقاح الجميع؟

لا يستجيب الجميع للتطعيم، وفي حين سيراقب الناس النتائج في كبار السن عن كثب، لأنهم الأكثر عرضة للخطر من الفيروس، إلا أن التاريخ يشير -أيضا- إلى أن أي لقاح يمكن أن يكون أقل نجاحا في كبار السن؛ لأن الجهاز المناعي للمسنين لا يستجيب للتطعيم بالقوة ذاتها، وهو ما نراه كل عام مع لقاح الإنفلونزا السنوي.
ويمكن التغلب على هذا إما بإعطاء الأفراد جرعات متعددة وإما مادة كيميائية مساعدة تحفز الجهاز المناعي.


آخر الأخبار