آخر الأخبار


الاثنين 21 ابريل 2025
عادت الأغنية العبرية «شالوم شالوم» (2:55 د)، لتحتل مؤخراً، وارتباطاً بتصاعد وتطور الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، موقعاً متقدماً بين منشورات المستوطنين الصهاينة على شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة «فايسبوك». «وداعاً وداعاً أرض العسل، ها نحن نغادرك، لم نجد فيك غير الحزن، لم نجد فيك سوى الموت». بهذه الكلمات اليائسة تبدأ الأغنية رواية انهيار الوهم الكبير الذي طالما روجت له الصهيونية عن «أرض الأحلام والعسل» وتتابع: «لا، لم نأت هنا كي نموت، بل جئنا من أجل أن نحيا، ونغادرك الآن كي نحيا، نقول لأرض العسل لسعتك تؤلمني، نغادرك لننجو، لأن الموت والدم يغمرانك». يكرّس الفيديو كليب المرافق للأغنية رموز حالة الهجرة: «الدموع، حقائب السفر، المطار، والطائرة التي تعبر فوق أرض محروقة نحو نجاة مرتقبة». إنّ المنطق العام الذي يحكم الأغنية لجهة كلماتها أو لحنها أو الفيديو كليب المرافق، لا يبتعد كثيراً عن طريقة العمل الصهيونية المعتادة حول «المظلومية اليهودية»، وبهذا المعنى تبدو الأغنية محاولة لاستنفار مشاعر الغرب والشعوب الغربية. يأتي ذلك ضمن جملة محاولات تستميت الصهيونية في تصديرها وترويجها لاستعادة السيطرة على الرأي العام الغربي الذي بدأ بالتفلت بشكل متصاعد ومتعاظم خلال السنوات القليلة الماضية. أي أن ما ينبغي الانتباه إليه في معالجة هذه الأغنية، وقبل كل شيء آخر، أنّها ليست «خروجاً حراً عن السياق» تحت ضغط ما لا يقل عن 10 سنوات من الحرب المستمرة التي تعيشها إسرائيل، مستترة حيناً وعلنية حيناً آخر. وإذا كانت هذه هي نقطة الانطلاق، فإنّها لا تنفي أن ضغط الواقع الراهن، وضغط الانتفاضة الفلسطينية التي لا تكف عن التطور والتوسع، هما الدافع الأساسي لعودة انتشار الأغنية بين المستوطنين الإسرائيليين انتشاراً واسعاً، لا بوصفه قراراً منظماً، بل بوصفه رأياً عاماً يتسع ويتعمق. يعكس انتشار الأغنية عودة مكثفة لفكرة «الترانسفير المعاكس»، والتي تطفو على السطح مع كل تجدد للنشاط المقاوم، ولكن ما يميز هذه الأغنية هو مباشرتها ووضوحها في ضرب جذور الدعاية الصهيونية حول «أرض الميعاد». كما أنّها تعكس في عمقها طريقة تعامل المستوطنين مع أرض فلسطين، فحتى جيل المستوطنين الجديد، الجيل الرابع منذ إعلان الاحتلال العام 1948، لا يزال عاجزاً عن التعامل مع إسرائيل بوصفها وطناً. «جئنا من أجل أن نحيا، ونغادرك من أجل أن نحيا»، وهذا كل ما في الأمر! تعيد هذه الأغنية إلى الأذهان، أغنية أخرى هي «صباح الخير يا لبنان» التي أنتجت خصيصاً للفيلم الإسرائيلي «فالس مع بشير» في العام 2008، والذي يعرض للاجتياح الصهيوني لبيروت العام 1982، ولمجازر صبرا وشاتيلا. إذ تسخر هذه الأغنية ضمن السياق السينمائي الذي وضعت فيه من وهم صنعته الآلة الإعلامية الصهيونية. وكان يتلبس الجنود الصهاينة ومجمل المستوطنين من أن دخول بيروت ليس إلا نزهة، ولا يظهر ذلك في كلمات الأغنية ولكن في الرصاصة التي توقف الأغنية بدخولها رأس جندي صهيوني فوق دبابته، بما يوحي باستشعار عميق للخطر القادم. إنّ ما تقدمه هاتان الأغنيتان ليس إلا جزءاً صغيراً من ثقافة «الترانسفير المعاكس» التي تنمو في رحم ثقافة «المظلومية اليهودية» وإن كانت تنمو باتجاه معاكس تماماً لغايات هذه الأخيرة؛ والأكيد أن هذه الثقافة تترسخ أكثر وأكثر وتتعمق مع كل فعل مقاوم جديد.
الوضع المعيشي... معركة بقاء في ظل القهر
من وضعهم هناك؟
تعز ، سنة عاشرة مقاومة
الأسئلة السبعة
عشر سنوات من مقاومة مليشيا الضلال