الخميس 15 مايو 2025
الرئيسية - أخبار الخليج - قتلتهم غدرًا ورمت جثثهم في العراء.. اليمنيّون يتذكّرون جريمة الحوثيين بحق مشائخ آل عمر
قتلتهم غدرًا ورمت جثثهم في العراء.. اليمنيّون يتذكّرون جريمة الحوثيين بحق مشائخ آل عمر
مسلحون حوثيون
الساعة 07:27 مساءً (بوابتي - خاص)

كل يوم تعيشه ميليشيا الحوثي الإرهابية وهي تحكم أجزاء من البلاد تحفر في ذاكرة اليمنيين جراحًا عميقة لما تقترفه من جرائم وحشيّة بحقّهم لا يمكن للسنين أن تمحيها، ولا يمكن لمرتكبيها الإفلات من غضب أسر الضحايا.

وفي حين يراهن مرتزقة إيران في اليمن على أن كل جريمة يقترفونها بحق اليمنيين ستمحو سابقاتها، ها هم اليمنيّون يحيون اليوم الذكرى الرابعة لجريمة ميليشيا الحوثي البشعة بحق أربعة من مشائخ آل عمر بمحافظة البيضاء الذين استدرجتهم وقتلتهم غدراً ظهر الأحد ٣١ يوليو ٢٠١٦.



وبالتزامن مع الذكرى الرابعة لهذه الجريمة، أطلق ناشطون وحقوقيون ومثقفون يمنيون حملة إلكترونية للتذكير بهذه الجريمة البشعة التي طالت أربعة من كبار مشائخ قبائل آل عمر في مديرية ذي ناعم التابعة لمحافظة البيضاء.

واستذكر العديد من الناشطين والصحفيين والإعلاميين وأبناء محافظة البيضاء تلك اللحظات التي وصفوها بـ"المؤلمة" و"الرهيبة"، لحظة غدر الميليشيا الحوثية المدعومة إيرانيًا بهؤلاء المشائخ، وقيامها بتصفيتهم ميدانياً وهم عزّل بعد أن خدعتهم واستدرجتهم إلى منطقة خالية من السكّان بذريعة مقابلة قيادات عليا في الميليشيا.

وهؤلاء المشائخ هم: الشيخ محمد أحمد محمد العمري (٥٠ عامًا)، وهو الابن الأكبر لشيخ ضمان قبيلة آل عمر، وأب لـ ٦ أولاد ذكور و٤ إناث، والشيخ أحمد صالح أحمد العمري (٥٠ عامًا) أب لـ ٨ أولاد ذكور و٢ إناث، والشيخ صالح أحمد صالح العمري (٢٥ عامًا)، والشيخ صالح سالم العمري (٥٠ عامًا) أب لـ ٧ أولاد ذكور و٥ إناث.

وقال الناشط السياسي، عبدالله الحميقاني، في تغريدة بصفحته على تويتر، إن "جريمة الغدر التي راح ضحيتها أربعه من مشايخ آل عمر دونما ذنب اقترفوه... جريمة من جرائم عدة ارتكبت في حق أبناء البيضاء لن تسقط بالتقادم".

وأكد الناشط الحميقاني، وهو عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام، أن المشائخ المغدورين كانوا حينها "مجردين من الأسلحة، وتم اقتيادهم من قبل متنفّذين حوثيين وتنفيذ الإعدام بهم".

وفي مقال نشره الناشط يحيى حمران، بصفحته على الفيس بوك، استذكر فيها تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الضحايا، مؤكداً أنه "لولم يكن للحوثيين، ذراع إيران في اليمن، غير جريمتهم المنكرة بحق مشائخ ذي ناعم لكانت كافية لتحذير اليمنيين والعرب قاطبة من مغبّة الدخول معهم في حوار أو معاهدة، بعد فعلتهم..".

وأضاف "لم تكن مذبحة ذي ناعم إلا امتداداً للغدر القبيح الذي انتهجه الهالك الرسي وأحفاده من بعده في حق أبناء اليمن، والذي لولا وفائهم واحترامهم للاتفاقات والعهود ما تمكن أحفاد الكهنة من الغدر بهم".

مضيفاً: "إنها النازية الحوثية الإمامية، تكشفت في أبشع صورها، حيث لم يشهد العالم لها مثيلاً منذ بداية الخليقة على امتداد العصور والأزمنة الغابرة".

ومن جانبه، خاطب مدير عام الإعلام والعلاقات العامة بمحافظة البيضاء، عارف العمري، قبائل البيضاء، بقوله: إن من "دواعي توحّدكم ضد المشروع الإمامي الحوثي كثيرة، وأهمها تلك الجريمة البشعة التي ارتكبتها الميليشيا الحوثية بحق مشايخ آل عمر، وقتلهم بتلك الطريقة الوحشية والمؤلمة".

‏‏‏‏‏‏‏‏وحول النهاية الدراماتيكية لهذه الجريمة، أوضح يحيى حمران أن أبناء القبائل حينها "هبّت غاضبة" فور سماعها الخبر إلى مشرفي الميليشيا الحوثية الإرهابية بمديرية ذي ناعم، وهم "أبو زيد، وأبو مشاكل، وأبو عنتر، ومعهم مجموعة آخرين" والذين بدورهم اعترفوا "بحذر"، وقاموا بسجن 7 من المتهمين من أصل "17 متمهماً "ليس لتحقيق العدالة، وإنما خوفًا من ردة الفعل الغاضبة لرجال القبائل" قبل أن تطلق سراح ٥ منهم "بينهم أشخاص محكومين من محاكمهم بالإعدام".

وأضاف حمران، "ليس ذلك غريبًا على عصابة هي القاتل، وهي السجان، وهي القاضي والحكم، وما زال القتلة هاربين من وجه العدالة للعام الرابع وحتى اللحظة..".

وتشنُّ ميليشيا الحوثي الإرهابية حملات ابتزاز ضد رموز القبيلة اليمنية والوجاهات الاجتماعية تصل حدَّ التصفية الجسدية، ولم تستثن أحدًا، فقد طالت جرائمها الذين ساندوها في الانقلاب على الدولة، ووفقاً لمراقبين فإن هذه الأساليب تنتهجها الميليشيا بهدف إرهاب المجتمع اليمني، ومحاولة إخضاعه لسلطتها، واستغلاله في حروبها التوسّعية.

ورصد تقرير لموقع "الثورة نت" الحكومي، قيام ميليشيا الحوثي بتصفية واختطاف ومداهمة وتدمير منازل 22 من مشائخ القبائل خلال 2019، موزعة على 12 جريمة تصفية، وخمس عمليات اختطاف، وتفجير ثلاثة منازل، ومداهمة منزلين.

ويشير المراقبون إلى أن هذه الوحشية التي تنتهجها الميليشيا الحوثية كغيرها من الأدوات الإيرانية في المنطقة، سيكون لها انعكاسات مؤلمة على قيادات وأتباع الميليشيا، فانتقام أسر الضحايا سيكون قاسياً، ولن يوقفهم شيء خصوصاً مع تباطؤ عملية استعادة مؤسسات الدولة، وتزايد أعداد ضحايا الانتهاكات الحوثية.


آخر الأخبار