السبت 20 ابريل 2024
الرئيسية - منوعات - أطباء كوبا يطرقون أبواب «كورونا»
أطباء كوبا يطرقون أبواب «كورونا»
الساعة 08:08 مساءً (متابعات)

«كيف تشعرين؟... الآن أراكِ»، هكذا تسأل الطبيبة يوديليكيس رودريغز، سيدة تقف في شرفة تطل على مجموعة من طلاب الطب الذين يسيرون في شارع بضواحي هافانا.

وقد نشرت الحكومة الكوبية أكثر من 28 ألفاً من طلاب كلية الطب في أنحاء البلاد بالتعاون مع أطباء آخرين، يحاول الطلاب رصد الحالات المصابة بفيروس كورونا مبكراً للتأكد من عدم انتقال العدوى لآخرين. وتقول شيلا زالديفار، الطالبة في كلية طب الأسنان في السنة الرابعة «نسألهم ماذا يشعرون، ونرى إذا كانت لديهم أية أعراض».



تتلقى شيلا هي وطلاب آخرون في الكليات الطبية الـ25 في كوبا، التدريب حول أعراض الفيروس وعوامل الخطورة. ويمكن إرجاع نجاح كوبا في احتواء تفشي الفيروس حتى الآن للرصد المبكر للحالات، ونقل المرضى للمستشفيات، ووضع أي شخص مخالط للمصاب في الحجر الصحي بمراكز بجانب توفر قطاع قوي للتكنولوجيا الحيوية. ويقول ميجداليا، الذي يقف في ردهة مسكنه أثناء سؤال اثنين من طلاب الطب له حول ما إذ كان يعاني من أي حمى أو سعال أو أعراض لفيروس كورونا «دعوهم يأتون لمنزلك كل يوم. هذه هي الحياة في كوبا».

مراكز رعاية

وحوّل وباء «كورونا» الشوارع إلى قاعات محاضرات للطلاب الذين يتنقلون من منزل لآخر لرصد الإصابات. إذا لم يرد أحد، يأتون مجدداً، ويقرعون الجرس مجدداً. وتقول الطبيبة رودريغز بفخر إنها تعلم أن نحو 1200 مواطن في منطقة النهر يخضعون لرعاية المركز الذي يديره طبيبها.

وتقع مثل هذه المراكز الصغيرة للرعاية الصحية الأولية في كل حي بالبلاد. وهي من أسباب شعور المواطنين بالفخر بنظام الرعاية الصحية العامة في البلاد، الذي يعالج الجميع مجاناً.

وتضمن هذه المراكز تقديم الرعاية على مدار الساعة وفي حال وقوع حالات طوارئ، وتقول رودريغز التي تعيش فوق المركز «فيروس كورونا أضاف لضغوطنا اليومية، ولكننا لا نستطيع أن ندعه يخرج من تحت سيطرتنا».

وقد أمضت رودريغز (36 عاماً) ثلاثة أعوام من مسيرتها المهنية تعمل كطبيبة في مستشفى بمنطقة فقيرة للغاية في فنزويلا. وكان قد جرى إنشاء المراكز الطبية في كوبا عم 1984، ويمكنها الرصد وتقديم الرعاية لمصابي حمى الضنك والسكري والحوامل.

مساعدة الدول

وخلال فترة تفشي «كورونا»، أرسلت كوبا فرق أطباء لمساعدة 23 دولة للتعامل مع الفيروس، تشمل دولاً أوروبية مثل إيطاليا. وحتى مع إرسال أطباء للخارج، كان هناك عدد كاف من الأطباء في كوبا للحفاظ على قطاع الرعاية الصحية، الذي يضم أكثر من 90 ألفاً من العاملين في المجال الطبي.

وقالت رودريغز «كل يوم، نقوم بتحقيق نشط لجميع المنازل في المنطقة، نطرق كل الأبواب، وإذا لم يكن بالمنزل أحد نعود مجدداً، نبحث عن المرضى الذين ظهرت عليهم أعراض».

ويعتمد الأسلوب على الإجابة الصادقة من الشخص. ماذا لو كذب وأخفى أن لديه أعراضاً؟، تقول رودريغز «الأمر يعود لنية الشخص الجيدة، ولكن معظمهم يعلمون بمدى شراسة الفيروس ويثقون بنا». وأضافت، وهي توضح خطتها لليوم، حيث تقرر أي المنازل سوف تزورها هي وطلابها «الشخص الذين يصاب بالحمى أو يبدو مريضاً دائماً ما يظهر علامات يمكن للطبيب رصدها، من الصعب الكذب بشأن هذا الأمر»

وتعتبر وزارة الصحة الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم وكبار السن أو الذين يعانون من أمراض تنفسية مزمنة في حاجة لرعاية خاصة. ويقول خوسيه انجيل اكوينو، الطبيب المتدرب في السنة النهائية من كلية الطلب «الصعوبة تكمن في المرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض، الذين يصعب رصدهم، لأنهم لا تظهر عليهم أعراض».

تعقيم ومراقبة

وبمجرد اكتشاف حالة جديدة، يتم إرسال المريض للمستشفى، ويتم تعقيم المنزل، ويجري وضع كل من خالط المريض في الحجر الصحي. وفي المستشفى يجري اختبار تفاعل بوليميراز المتسلسل (أو مقايسة الجرعات المناعية الإنزيمية)، من أجل رصد جزيئات المادة الجينية للعامل المسبب للمرض.

وإذا جاءت نتيجة الاختبار إيجابية، يتم إحضار أي شخص خالط المريض للمستشفى، وفي حال جاءت سلبية، يتم مراقبة كل من خالط المريض لمدة 14 يوماً.

وقالت زالديفار وهي تسير مسرعة «من الطبيعي أن تقلق الأسرة، ولكنهم يعلمون أيضاً أن هذا عملنا، لذلك اخترنا دراسة الطب لمواجهة هذا النوع من المواقف». ورغم أن السحب تتشكل في السماء، مهددة بهطول الأمطار، ما زالت زالديفار تريد زيارة مزيد من المنازل.


آخر الأخبار