الخميس 28 مارس 2024
الرئيسية - منوعات - البتراء اصبحت مدينة أشباح.. والسبب «كورونا»
البتراء اصبحت مدينة أشباح.. والسبب «كورونا»
الساعة 07:35 مساءً (متابعات)

عند باب «الخزنة» أشهر معالم مدينة البتراء الأثرية في جنوب الأردن، يقف نايف هلالات، حارس الموقع وحيداً وحزيناً، ويقول «للمرة الأولى في حياتي، أرى المكان خالياً هكذا.

عادة هناك آلاف السياح».



وتعد البتراء المشهورة بعمارتها المنحوتة بالصخور، والتي تقع على بعد 225 كلم جنوب عمان، الوجهة المفضلة للسياح الأجانب في الأردن. وقد اختيرت عام 2007 كواحدة من عجائب الدنيا الجديدة. لكنها اليوم أشبه بمدينة أشباح.

وشيدت المدينة الوردية (نسبة لألوان صخورها) في العام 312 ق. م. كعاصمة لمملكة الأنباط العربية القديمة التي سقطت بيد الرومان في العام 106 ق. م.

ويقول هلالات (42 عاماً)، وهو أب لخمسة أطفال ويعمل في الموقع منذ عشرة أعوام، «في مثل هذا الوقت من كل عام، يعجّ المكان بآلاف السياح. كنا نضطر أحياناً لتنظيم صفوفهم وعملية إدخالهم كي لا يحصل تدافع... أما الآن فليس هناك غير أصوات العصافير».

في آخر ممر «السيق»، وهو طريق ضيق تتسلل أشعة الشمس بين حافتيه الشاهقتين، وكان يسلكه السياح المتوجهون إلى البتراء سيراً على الأقدام أو على ظهور الدواب أو العربات المجرورة بواسطة الدواب، يسير هلالات الذي اعتمر قبعة كاكية اللون يتوسطها علم الأردن، وحيداً ببطء جيئة وذهاباً أمام «الخزنة».

استراحة مغلقة

في أماكن الاستراحة المغلقة والخالية، يعلو الغبار الطاولات الخشبية، فيما تسمع من بعيد أصوات عمال يقومون بتعقيم الموقع. خارج محال بيع الهدايا التذكارية المغلقة، لا تزال القمصان القطنية التي تحمل صور الموقع معلّقة وقد بهتت ألوانها بسبب أشعة الشمس اللاهبة.

وغادر آخر السياح المملكة في 16 مارس قبل يوم من إقدام السلطات الأردنية على تعليق الرحلات الدولية وغلق المطارات حتى إشعار آخر.

ومنذ ذلك الوقت، أصبحت البتراء مهجورة، وأصبح نحو مئتي دليل سياحي و1500 من أصحاب الرواحل من خيل وحمير وجمال من سكان وادي موسى عاطلين عن العمل.

ويخشى أن تتأخر عودة السياح عاماً أو عامين، وأن «تكون إجراءات السفر المستقبلية منفرة» للسياح خصوصاً «أن أغلبهم من كبار السن والمتقاعدين».

ويقول مفوض سلطة البتراء التنموي والسياحي سليمان الفراجات، إن «نحو 80 بالمئة من سكان إقليم البتراء البالغ عددهم نحو 38 ألفاً يعتمدون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على السياحة كمصدر دخل لهم».

وأحد هؤلاء نائل نواس (41 عاماً)، وهو أب لثمانية أطفال ويملك حماراً كان يستخدمه في نقل السياح وخصوصاً كبار السن ويكسب ما بين 30 إلى 40 ديناراً (40 إلى 55 دولاراً) يومياً. وتوقف عمله منذ منتصف مارس، وهو يعمل مؤقتاً في بيع الماشية.

ويؤكد الفراجات إنه حزين لأن هذا الوباء جاء بعد أن «سجلت البتراء رقماً قياسياً بعدد السياح العام الماضي بلغ حوالي مليون و135 ألف سائح، منهم مليون سائح أجنبي».


آخر الأخبار