الخميس 28 مارس 2024
الرئيسية - طب وصحة - «كورونا» يتمدد... ومخاوف من تحوّله «وباءً عالمياً»
«كورونا» يتمدد... ومخاوف من تحوّله «وباءً عالمياً»
الساعة 03:11 صباحاً (متابعات)

أثار تمدد الإصابات بفيروس كورونا الجديد، المعروف رسمياً باسم «كوفيد - 19»، مخاوف من تحوله إلى وباء عالمي، مع تجاوز عدد الإصابات في إيطاليا عتبة المائة، وتسجيل إيران 8 حالات وفاة، ورفع كوريا الجنوبية مستوى التأهب بعد تضاعف الحالات المؤكدة إلى أكثر من 600.

 



واعتبر الرئيس الصيني، شي جينبينغ، الوباء الذي ظهر في بلاده، «أخطر حالة طوارئ صحية في الصين منذ تأسيس النظام الشيوعي عام 1949»، معترفاً بوجود «ثغرات» في حملة مكافحة الفيروس.

 

وفي إيران، ارتفعت حصيلة الوفيات إلى ثمانية، أمس، وهي أعلى حصيلة خارج الصين، ما دفع الدول المجاورة إلى إغلاق حدودها مع البلاد لاحتواء الوباء.

 

من جهتها، أعلنت السلطات في لومبارديا، شمال إيطاليا، أمس، عن ثالث وفاة بالفيروس في هذا البلد الأكثر تأثراً بالوباء في أوروبا. ويرزح الشمال الإيطالي تحت هاجس «كوفيد - 19» الذي أصاب ما يزيد عن 130 شخصاً حتى الآن، ودفع بالسلطات إلى وضع 11 بلدة تحت الحجر الصحّي الإلزامي، وإقفال المدارس والجامعات والمباني الرسمية إلى أجل غير مسمّى.

الرئيس الصيني يعتبر «كوفيد 19» أخطر حالة طوارئ صحية منذ 1949

صرح الرئيس الصيني شي جينبينغ، أمس، أن فيروس كورونا الجديد يشكل أخطر حالة طوارئ صحية في الصين منذ تأسيس النظام الشيوعي عام 1949. معترفاً بوجود «ثغرات» في حملة مكافحة الفيروس.

 

وقال شي جينبينغ، وفق تصريحات نقلها التلفزيون الوطني: «يجب استخلاص العبر من الثغرات الواضحة التي ظهرت خلال الاستجابة إلى الوباء». واعتبر الرئيس أن الالتهاب الرئوي الفيروسي الذي أصاب نحو 77 ألف شخص في الصين، توفي منهم أكثر من 2400 «هو أزمة ومحنة كبيرة بالنسبة إلينا». كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.

 

في الأسابيع الأخيرة، واجه النظام الشيوعي موجة استياء غير اعتيادية لتأخره في الاستجابة لظهور الفيروس الجديد في ديسمبر (كانون الأول). وسبق أن كانت الصين في 2002 - 2003 منشأ لوباء سارس (متلازمة التهاب الجهاز التنفسي الحاد) الذي أودى بحياة نحو 650 شخصاً في البلاد، بما في ذلك هونغ كونغ.

 

وقال الرئيس إنه بالمقارنة مع «سارس»، يبدو أن «وباء (كوفيد 19) تصعب الوقاية منه والسيطرة عليه».

 

وفي محاولة لمنع تفشي الفيروس، فرضت الحكومة الصينية منذ شهر الحجر الصحي على مدينة ووهان، منشأ الفيروس، وسكانها البالغ عددهم 11 مليون نسمة. وأقرّ شي جينبينغ بأن الوباء سيكون له «حتماً تأثير قوي على الاقتصاد والمجتمع»، إلا أنه أكد أن عواقب الفيروس ستكون «على المدى القصير» ويمكن التحكم بها.

 

وتعاني كل من كوريا الجنوبية واليابان من أزمة تفشي الوباء، إذ أعلنت سيول عن حالة طوارئ وطنية بعد تسجيل أكثر من 600 إصابة بـ«كوفيد 19»، واعتذر وزير الصحة الياباني عن سوء إدارة أزمة السفينة السياحية «دايموند برينسيس».

 

ورفعت كوريا الجنوبية مستوى التأهب للتصدّي لفيروس كورونا الجديد إلى أقصى درجة، بعد التزايد المقلق في عدد الحالات المُسجّلة خلال الأيام الماضية، ولا سيّما ضمن إحدى الطوائف المسيحية في البلاد.

 

وارتفع عدد الإصابات في البلاد أمس نحو 169 حالة، ليصل إلى 602. فيما توفي 3 أشخاص، ما يرفع عدد ضحايا الفيروس إلى 5، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وتعدّ كوريا الجنوبية ثاني أكبر بلد يضمّ مصابين بكورونا الجديد، بعد الصين التي انتشر منها الوباء في العالم.

 

وقال الرئيس مون جاي - إن، أمس، في أعقاب اجتماع حكومي، إن «وباء (كوفيد 19) يمرّ في نقطة تحوّل، بحيث ستكون الأيام القليلة المقبلة حاسمة». وأضاف: «سترفع الحكومة مستوى التأهب إلى أعلى مستوياته، وفقاً لتوصيات الخبراء، من أجل تعزيز التدابير التي تهدف إلى التصدّي لهذا الوباء». ودعا الرئيس السلطات لاتخاذ «إجراءات غير مسبوقة» لاحتواء الوباء.

 

وبين 169 حالة جديدة، هناك 95 من أتباع كنيسة يسوع في مدينة دايغو، وفقاً للمركز الكوري لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والتي وصل عدد المصابين ضمنها إلى نحو 300 شخص. وقد انتقلت العدوى من امرأة تبلغ 61 عاماً، كانت مصابة بالحمّى في 10 فبراير (شباط)، وحضرت 4 قداديس في دايغو، قبل تشخيص إصابتها بالكورونا.

 

وتمّ وضع نحو 9300 عضو من أتباع هذه الكنيسة في الحجر الصحّي أو ألزموا بالبقاء في منازلهم، وفق ما أعلن رئيس المركز الكوري لمكافحة الأمراض والوقاية منها، جونغ أون كيونغ، مشيراً إلى أن نحو 1240 شخصاً منهم تظهر عليهم علامات الإصابة بهذا الوباء.

 

وصرّح كون يونغ جين، رئيس بلدية دايغو، التي تعدّ رابع أكبر بلدية في البلاد، أن أكثر من 90 حالة جديدة تم اكتشافها أمس، وهو ما يرفع عدد الإصابات بكورونا في المدينة إلى 247. إلى ذلك، سجّلت وفاة في مستشفى تشونغدو (جنوب شرقي البلاد)؛ حيث أصيب أكثر من 100 شخص بين المرضى والطاقم الطبي والعاملين فيها، علماً بأنها تعدّ ثاني مصدر للإصابات في البلاد، وتقع على بعد 40 كيلومتراً من دايغو، التي يبلغ عدد سكّانها نحو 2.5 مليون نسمة.

 

ووصف الرئيس الكوري الجنوبي الوضع في دايغو في ولاية غيونغسانغ الشمالية بـ«الأزمة الوطنية»، مشدّداً على أن المدن ستحصل على «الدعم الكامل»؛ خصوصاً فيما يتعلّق بتزويدها بالمعدّات الطبية والطاقم اللازم. وقد أعلنت السلطات الكورية الجنوبية، الجمعة، أن دايغو وتشونغدو هما «مناطق إدارة خاصة». ودعا رئيس بلدية دايغو أتباع الطائفة المسيحية الذين تظهر عليهم عوارض الفيروس التقدّم للخضوع للاختبارات الطبية اللازمة.

 

وفي فيديو نُشر أمس، اعتذرت الكنسية عن «إثارة المخاوف» وقالت إنها ستتعاون مع مسؤولي الصحّة «لمعالجة الموقف بسرعة». فيما رفض المتحدّث باسمها اتهام الكنيسة بالمسؤولية عن زيادة عدد الإصابات، مذكّراً بأن الفيروس ظهر في الصين، وأن «أتباع كنيسة يسوع يسجّلون العدد الأكبر من ضحايا (كوفيد 19)».

 

من ضمن الحالات الجديدة، يبرز 18 شخصاً كانوا في رحلة إلى إسرائيل، وفقاً للمركز الكوري لمكافحة الأمراض والوقاية منها. وفي حين لم تُعرف بعد كيفية إصابتهم بالوباء، هناك شخص واحد كان يحمل الإصابة قبل السفر إلى إسرائيل.

 

من جهتها، رفعت وزارة الخارجية الأميركية مستوى التحذيرات للمسافرين إلى كوريا الجنوبية، إسوة بكثير من الدول؛ خصوصاً بعد الزيادة الأخيرة في عدد الحالات المسجّلة فيها. في الوقت نفسه، دعت مراكز مراقبة الأمراض والوقاية الأميركية «الأشخاص المسنين والذين يعانون من أمراض مزمنة إلى تأجيل سفراتهم غير الضرورية». ونصحت بريطانيا رعاياها بـ«عدم الذهاب إلى دايغو وتشونغدو، إلا لأسباب ضرورية».

من جهة أخرى، توفي شخص ثالث في سفينة سياحية خاضعة للحجر الصحي بسبب فيروس كورونا قبالة اليابان، بحسب ما أفادت وزارة الصحة أمس، تزامناً مع ظهور إصابات جديدة بين ركاب السفينة. وواجهت اليابان انتقادات بعد ظهور أدلة متزايدة بأن الحجر المفروض على السفينة «دايموند برنسيس» لم يساعد كثيراً في وقف انتشار الفيروس. وتأكدت إصابة أكثر من 20 أجنبياً على الأقل تم إجلاؤهم من السفينة بعد عودتهم إلى بلدانهم أمس، وأقرت السلطات بتأكد إصابة راكب ياباني تم السماح له بمغادرة السفينة بعد الإعلان أنه غير مصاب بالفيروس.

 

وتوفي ياباني في الثمانينات من العمر بعد إصابته عقب خروجه من السفينة، بحسب ما أفادت وزارة الصحة الأحد. وكان راكبان مسنان توفيا الخميس بعد إصابتهما بالفيروس. وسُمح لنحو 1000 راكب بمغادرة السفينة هذا الأسبوع بعد ثبوت عدم إصابتهم بالمرض، لكنه تسود حالياً مخاوف شديدة بشأن حالتهم الصحية.

 

وبين هؤلاء امرأة في الستينات عادت إلى بلدها في مقاطعة توشيغي شمال طوكيو بالقطار بعد نزولها من السفينة الأربعاء. وبعد ذلك أصيبت بالحمى وثبتت إصابتها بالفيروس السبت، بحسب ما صرح مسؤول محلي لوكالة الصحافة الفرنسية. وأقر وزير الصحة كاتسونوبو كاتو السبت الإفراج عن 23 راكباً من الحجر الصحي دون فحص إصابتهم بالفيروس خلال فترة الحجر. وسجلت اليابان في المجمل 4 وفيات بالفيروس الذي أصاب أكثر من 130 شخصاً على أراضيها، إضافة إلى ركاب سفينة «دايموند برنسيس».

 

المصدر: الشرق الأوسط


آخر الأخبار