السبت 4 مايو 2024
الرئيسية - منوعات - رصاصة مشاجرة تغتال شابة وتيتم رضيعتها
رصاصة مشاجرة تغتال شابة وتيتم رضيعتها
الساعة 05:37 مساءً (متابعات)

لم تكن تعلم العشرينية بيان بشكار من بلدة بسمة طبعون قضاء حيفا المحتلة، بأن خروجها من منزلها ليلة الثاني والعشرين من سبتمبر الجاري سيكون بلا عودة، واحتفالها مع عائلتها ومحبيها بحفل زفاف ابن عمتها سيكون الاحتفال الأخير، وكأن القدر جمعها بحفل وداع مع أحبتها وذويها دون تخطيط مسبق، وكأن الموت ينتظرها بعد لحظات من مغادرتها قاعة الأفراح.
ولم يكن زوجها يعلم بأن إحدى الرصاصات الطائشة التي تطايرت خلال مشاجرة عائلية نشبت بالقرية، تطور إلى حمل الأسلحة وإطلاق الرصاص من كل الجهات، ستخطئ هدفها وتخترق رأس زوجته دون استئذان، بعد أن اخترقت زجاج نافذة السيارة، بينما هي تداعب شعر رضيعتها، التي أنهت عامها الأول قبل نحو شهرين، لتنتزع روحها من جسدها وتفارق الحياة، تاركة خلفها وجعاً تقاسمه زوج كان يحلم بحياة أسرية دافئة، وأطفال يملؤون عليه حياته، وأم لا تقوى على الكلام بعد أن تجرعت حسرة فقدان ابنتها، وطفلة رضيعة لا تمتلك إلا البكاء والصراخ، كلما حنت لصدر أمها.

 



فوضى السلاح
بالكاد استطاعت مراسلة «البيان» انتزاع بعض الكلمات في اتصال هاتفي مع والدة الضحية، التي تجرعت الحسرة والألم على فقدان ابنتها وهي في ريعان شبابها وأوج عطائها، متمنية ألا يذيق الله طعم فاجعتها لأي أم، مبينة أن ابنتها راحت ضحية التهور وفوضى استخدام السلاح.
ووصفت أم محمد ابنتها بشابة محبة للحياة متفائلة صاحبة تصميم وإرادة قوية، طموحة، وذكية، آخر إنجازاتها في الحياة حصولها على رخصة قيادة قبل أسبوع من وفاتها، وسيارة أهداها إياها زوجها اخترق الرصاص زجاجها بالحادثة الأليمة.


وتمنت أن تنتهي ظاهرة العنف، وأن تُحل النزاعات العائلية بطرق سلمية بعيداً عن الأسلحة بكل أنواعها كي يعيش الجميع بأمان وسلام.
لم تكن بيان الضحية الوحيدة في تلك المشاجرة، فبعد وفاتها بساعات، أعلن عن وفاة الأربعيني إبراهيم السعدي الذي أصيب بنفس الحادثة، وعلى يد الأشخاص ذاتهم، الذين قتلوا بيان، أثناء تواجده على مقربة من المكان ذاته، والسعدي متزوج وأب لثلاثة بنات، كما خلف الشجار عدداً من المصابين ما زالوا يرقدون على أسرة الشفاء.

 

 68 قتيلاً
قبل مقتل بيان وإبراهيم بساعات عدة، قتل الشاب أديب ديراوي بإطلاق نارعلى مدخل بلدة كفر ياسيف، تلتها جريمة في قرية مصمص قتل فيها الشاب إياد حمزة بدير، وهو من سكان مدينة أم الفحم، وجميع البلدات المذكورة تقع ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، وتخضع أمنياً للسيطرة الإسرائيلية، وخلال أيام أضيف 4 قتلى من الوسط العربي إلى 64 قتيلاً عربياً منذ بداية العام الحالي.
وحمّل محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية أجهزة الأمن الإسرائيلية والمؤسسة الحاكمة، مسؤولية الارتفاع المتزايد في نسبة الجرائم في الوسط العربي، وطالبهم بالوقوف بجدية ومسؤولية أقوى والنظر في ملف الإجرام والقتل ومحاربة فوضى السلاح.
 


آخر الأخبار