الخميس 28 مارس 2024
الرئيسية - أخبار بوابتي - أهداف التحالف في اليمن على المحك "الحديدة.. الامتحان المستعجل – المؤجّل"
أهداف التحالف في اليمن على المحك "الحديدة.. الامتحان المستعجل – المؤجّل"
الساعة 11:42 صباحاً (متابعات)

ينظر إلى الموقف الغامض والجمود الذي أصاب ملف الحديدة؛ تجميد استكمال عملية التحرير عسكرياً، وتجمد عملية السلام وفقاً لاتفاق السويد الذي رعته بريطانيا والأمم المتحدة، باعتباره من الامتحانات المفصلية المهمة يقاس عليها مدى تماسك وجدية التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية.

إنّ ترك الأوضاع كما هي عليه من الضبابية، والتمديد للوجود العسكري للمليشيات الانقلابية الحوثية، هو خيار غير عملي بالمرة ويخدم الطرف الآخر ويقوي شوكة حلفاء إيران؛ في الوقت الذي تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً متزايدة باتجاه طهران ووكلائها في المنطقة، واستخدمت إدارة الرئيس دونالد ترامب صلاحيات دستورية لنقض قرار الكونجرس بوقف دعم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.



لاحظ مراقبون ومسئولون في مراكز دراسات غربية تراجعاً في خطط وأهداف التحالف باتجاه الحديدة، لكن أيضاً لا يقتصر الانطباع على هذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية وموقعها من الصراع، وإنما يتعداها إلى همود وجمود طويل دخلته العمليات العسكرية في جبهات رئيسية كثيرة وكبيرة تغطي معظم نقاط ومحاور المواجهات.

يغامر التحالف السعودي كثيراً بإطالة أمد الأزمة والصراع في اليمن وتأخير الحسم في جبهات وجهات كثيرة. يقول مراقبون أمريكيون إن الدعم الذي توفره إدارة البيت الأبيض في عهد ترامب قد يدخل مرحلة مختلفة بالوصول إلى 2020 وأجواء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وما من شك إن الحرب في اليمن واحدة من أبرز وأهم قضايا الصراع الانتخابي.

مؤخراً قالت تيرا دال، نائبة رئيس هيئة الأركان لمجلس الأمن القومي الأمريكي: "في حال قررت الولايات المتحدة سحب دعمها للقوى الخليجية المنخرطة في الصراع اليمني، فإن المتمردين الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران يمكنهم حينها أن يسيطروا على واحد من أكثر طرق الملاحة ازدحاماً في العالم".

الإشارة واضحة إلى ممر ومضيق باب المندب وبالضرورة الأمر يعني الحديدة.

ومن دون حسم وتأمين ملف وموضوع الحديدة والميناء الاستراتيجي فإن وكلاء إيران يتمتعون بأفضلية نسبية، وتمنحهم السلطات الشرعية والحكومية والتحالف السعودي مساحات وخيارات مريحة للمناورة والمحافظة على ورقة ضغط وعامل قوة في مواجهة الضغوط المتزايدة على إيران.

بالنسبة إلى الأمريكيين، ومن زاوية حسبة اقتصادية وأمنية بحتة، فإن الصراع في اليمن يتجاوز من حيث الأهمية والخطورة معاً مسألة العلاقات الأمريكية السعودية لوحدها من أن تكون المحدد لطبيعة الموقف الأمريكي من الصراع وأطرافه. لكن يتحتم على التحالف أن يتصرف بطريقة أفضل وأكفأ من طريقة السلطات الشرعية التي تستضيفها الرياض لديها من أربعة أعوام.

وبحسب تيرا دال نفسها أيضاً: "يتحتم على الكونغرس حماية الأمن الاقتصادي والوطني للولايات المتحدة. ونأمل أن يدرس الكونغرس الأهمية الاستراتيجية الأكبر للصراع في اليمن، وليس فقط التركيز على المملكة العربية السعودية، ذلك لأن نتائج هذه الحرب يمكن أن يكون لها تداعيات هائلة على الولايات المتحدة والعالم أجمع".

وأردفت، في مقال لها نشرته مؤخراً فوكس نيوز، وأعاد ترجته ونشره نيوزيمن: "مع تصاعد حدة التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، فإن سيطرة طهران على الممرات المائية الدولية، بما في ذلك مضيق هرمز، أصبحت أكثر أهمية.

وتباعاً، سوف تستخدم إيران، بل حقيقة أنها تستخدم أدواتها الخبيثة ضد الولايات المتحدة، ولذا بات ضرورياً عدم منحها أي ميزات إضافية".

وأشارت إلى أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، حذر مطلع الأسبوع المنصرم، من العواقب المحتملة لقرار الإدارة الأمريكية بوقف إصدار إعفاءات للدول المستوردة للنفط الإيراني.

وقالت تيرا دال إن "الخطر الذي يمثله التوسع الإيراني والإجراءات الخبيثة الشاملة في المنطقة بات المعضلة الأعظم، حيث يهدف الإيرانيون إلى الوصول إلى البحر الأحمر والتحكم في الممرات المائية الاقتصادية الحيوية“.

واستطردت "هنا سؤال يطرح نفسه: لماذا نعطي إيران الفرصة لتزويد الحوثيين بالصواريخ والأسلحة الأخرى للسيطرة على نقطة نفط رئيسية أخرى في مضيق باب المندب؟".

ومع اقتراب إيران من تأمين ميناء اللاذقية في سوريا (ما يمنحها الوصول المباشر إلى البحر الأبيض المتوسط ​​والحدود الإسرائيلية)، يصبح النزاع في اليمن أكثر أهمية للولايات المتحدة وأوروبا.

وخلصت المسؤولة الأمريكية إلى القول "لذا كان ترامب صائباً عندما استخدم الفيتو مؤخراً ضد قرار الكونغرس لوقف دعم التحالف العربي باليمن، بل كانت خطوة ضرورية نحو مواجهة طموحات الهيمنة الإيرانية المزعزعة في المنطقة".

وإذا كانت التحركات والأجندة البريطانية، المتقاطعة مع الإيرانيين، قد أفلحت حتى الآن في تقييد حركة التحالف وتجميد خطط العمليات العسكرية وبالتالي تأخير الحسم، فإن الإحباط الذي توالد عن هكذا تدخلات وتداخلات سلبية، من أسف أن الشرعية والتحالف تجاوبا معها بطريقة من لا يمتلك حيلة أخرى، انسحب على الجبهات الأخرى وحصل الحوثيون الموالون لإيران على فرصة حقيقية ومجانية للتوسع وتعزيز مكاسبهم.


آخر الأخبار