آخر الأخبار


الاثنين 21 ابريل 2025
يأتي عيد الأضحى المبارك واليمن على صفيح ساخن بفعل الحرب التي تشهدها البلاد لإعادة الشرعية من قبضة مليشيا الحوثي وعلي صالح منذ نحو ستة أشهر.
فما تخلفه الحرب من آثار على حياة المواطنين تجعل العيد يوماً من أيام السنة، فالناس تفكر بما يمكنها من العيش فقط، ويبقى العيد كما يقول المثل "العيد عيد العافية".
مظاهر العيد، وإن وجدت بشكل بسيط، لم تعد ذات أهمية إلا للأطفال فقط، فتفكير الكبار ينحصر في العيش بمكان آمن وتوفير ما تيسر من المأكل والمشرب، لا سيما لمن يعيشون في المدينة حيث أزمات المياه والكهرباء والغذاء والوقود، بعكس الأرياف التي يستطيع فيها الإنسان العيش بأقل تكلفة.
وفي ظل سيطرة مليشيا الحوثي وصالح على عدد من مفاصل الدولة بصنعاء، تدهورت الحالة الإنسانية والمعيشية لليمنيين، فأصبحوا يعانون من أزمات حادة في الوقود والماء والغذاء، في حين تغيب الكهرباء بشكل تام عن صنعاء لأكثر من شهر، بعد أن كانت خلال الأشهر الماضية تعود لساعات بين يوم وآخر.
- نزوح إلى الريف
فؤاد الجديعي شاب في العشرينيات من عمره دفعته البطالة إلى الذهاب نحو الريف برفقة ابنه وزوجته، التي ستضع له خلال الأيام المقبلة طفله الثاني، يوضح أن إقامته في الريف ستوفر عليه نفقات الإيجار، بالإضافة إلى سهولة الحصول على المياه مجاناً.
وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين"، لا يخفي فؤاد أن ما يتردد حول اقتراب معركة الحسم في صنعاء، بالإضافة إلى الضربات الجوية لقوات التحالف العربي ضد معاقل الحوثيين وصالح، ساهم بشكل كبير في التعجيل بالعودة إلى الريف.
في زمن السلم فضلاً عن الحرب، يفضل جزء كبير من سكان العاصمة صنعاء الذين يتجاوزون مليوني نسمة تقريباً، قضاء إجازة العيد لدى أقاربهم في الأرياف.
- تسوق محدود
في جانب آخر، أشارت الصحفية وفاء صالح إلى أن الإقبال على شراء حاجيات العيد ضعيف؛ بسبب ضعف القدرة الشرائية لدى المواطن وارتفاع أسعار السلع والملابس، وهو ما انعكس بشكل واضح على حركة الأسواق.
وفاء قالت لـ"الخليج أونلاين": إن "الظروف التي يعيشها اليمنيون استثنائية، ولذا فتحضيرهم الضعيف للعيد أمر متوقع، بالنظر إلى المستوى الاقتصادي القاسي الذي يتكبدونه في ظل حضور خجول جداً للجهود الإغاثية والمساعدات الإنسانية، وغياب العمل الخيري المنظم بسبب الوضع الأمني والسياسي الذي تمر به البلاد".
- ارتفاع أسعار الأضاحي
وبات المواطن اليمني هذا العام أكثر عجزاً عن شراء الأضحية؛ فبالإضافة إلى ضعف القدرة الشرائية هناك ارتفاع في أسعار المواشي، حيث تتراوح قيمة الضأن بين (18000-40000) ريال يمني ما يعادل (85-180) دولاراً أمريكياً، مقارنة بـ(12000-30000) ريال تقريباً العام الماضي.
ارتفاع أسعار المواشي رغم قلة الطلب له أكثر من سبب، لكن أبرز الأسباب تتمثل في غياب الاستيراد من الخارج هذا العام بسبب ظروف الحرب، حيث كان اليمن يستورد نحو 40% من احتياجاته من اللحوم من دول القرن الأفريقي وعلى رأسها الصومال وأثيوبيا منذ نحو عشر سنوات.
- عادات مؤجلة والعودة الحميدة
المتابع لوسائل التواصل الاجتماعي في اليمن سيجد أن "عسب العيد"، وهي عبارة عن مبالغ نقدية يدفعها الرجال لأقاربهم من النساء والأطفال، باتت في ظل الأزمة الاقتصادية عبئاً وحرجاً يتسبب في عدم زيارة كل الأقارب، حيث انتشرت بعض الرسائل والمنشورات تحث على ضرورة زيارة الأرحام والتخلي عن عادة "العسب" بسبب الوضع المالي.
من جهة أخرى يمكن القول إن الاستثناء في عيد الأضحى هذا العام بالنسبة لمعظم اليمنيين هو عودة الرئيس الشرعي، عبد ربه منصور هادي، إلى مدينة عدن بعد ستة أشهر من الإقامة في العاصمة السعودية الرياض، حيث تمثل عودة هادي وقبله بحاح خطوات حاسمة لتعزيز انتصارات المقاومة الشعبية في طريق التحرير الكامل للأراضي اليمنية من سلطة المليشيا الانقلابية.
أما بالنسبة إلى محافظات مأرب شمال شرق البلاد، وتعز وسط البلاد، فعيد المواطنين هناك في جبهات القتال، حيث تدور معارك ضارية ضد مليشيا الحوثي وصالح، كما أن مدينة تعز تتعرض لقصف عشوائي وحصار اقتصادي خلف معاناة إنسانية متدهورة على المستوي المعيشي والصحي، حيث ينتشر وباء حمى الضنك القاتل، وهو ما يجعل الحديث عن العيد مجرد مزحة ليس أكثر.
الوضع المعيشي... معركة بقاء في ظل القهر
من وضعهم هناك؟
تعز ، سنة عاشرة مقاومة
الأسئلة السبعة
عشر سنوات من مقاومة مليشيا الضلال