الخميس 28 مارس 2024
الرئيسية - تقارير وحوارات - ماذا وراء طلب الإمارات تجريد الرئيس هادي من ألوية الحماية الرئاسية؟
ماذا وراء طلب الإمارات تجريد الرئيس هادي من ألوية الحماية الرئاسية؟
الرئيس هادي ومحمد بن زايد ومحمد بن سلمان
الساعة 08:27 مساءً
رغم تدخل المملكة العربية السعودية لنزع فتيل الأزمة بين قيادة الإمارات والحكومة الشرعية، فإن الإمارات تبدو ما زالت تصر على موقفها وتدخلاتها في عمل الحكومة الشرعية بعدن، بعد محاولات التمرد التي قادتها أبوظبي مؤخراً في عدن، وهذا ما ترجمه الطلب الغريب الذي تقدمت به الإمارات للسعودية، التي ترعى وساطة لاحتواء الأزمة المتصاعدة بين الطرفين.

حيث كشف مصدر مقرب من الدائرة الضيقة للرئيس هادي، مفضلا عدم نشر اسمه، أن أبوظبي تقدمت بطلب صريح ومعلن بـ«حل ألوية الحماية الرئاسية التي يقودها نجل هادي، العميد ناصر عبد ربه، وتقليصها قواتها إلى كتيبة واحدة تضطلع بحماية الرئيس هادي»

تعميق الهوة مع الشرعية

ورغم أن المسؤول الرئاسي لم يوضح أي تفاصيل عن طبيعة رد الرئاسة اليمنية، فإن مراقبين يرون أن هذا الطلب يصنف ضمن التدخلات في سلطات الحكومة الشرعية.



الخطير في طلب الإمارات - بحسب المصدر في تصريحات لـ«عربي 21» - أنه يعمق الهوة مع الشرعية، ويعزز «شكوى واعتراض الرئاسة اليمنية من تدخلاتهم في صلاحيات هادي والفريق الحكومي في مدينة عدن، التي اتخذها رئيس الجمهورية مقرا له».

ووفقا للمصدر، فإن «حل ألوية الحماية الرئاسية» بناء على طلب أبوظبي، يعكس المخاوف لدى الرئيس هادي والفريق الحكومي من النوايا التي تضمرها، وتناقض مشاركتها في عمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، دعما لشرعيته رئيسا.

فيما يرى آخرون أن هذا الطرح يبدو ردا لمسعى حكومة هادي لإحكام قبضتها على قوات الحزام الأمني التي توصف بـ«الذراع الأمنية والعسكرية» للسلطات الإماراتية في الجنوب اليمني.

صراع هادي وأبوظبي

وتتجه العلاقة بين الإمارات والرئيس هادي الذي يتواجد في السعودية نحو مزيد من التعقيد والتصعيد، رغم المساعي التي تبذلها الرياض لترميمها، بعد سلسلة من المواقف المثيرة للجدل، كان أهمها زيارة رئيس الجمهورية المخيبة للآمال نهاية فبراير (شباط) الماضي، للعاصمة أبوظبي، التي خلت من أي حفاوة أو حضور رسمي رفيع، بل كان في استقباله في مطارها مسؤول الاستخبارات الإماراتي، اللواء علي الشامسي.

وكانت مصادر كثيرة قد تحدثت عن صراع عميق بين قوات تابعة للرئيس هادي وقوات موالية لقوات الإمارات العربية المتحدة المتواجدة في عدن وبقية محافظات الجنوب، «والتي تعمل بشكل واضح ضد توجهات وأهداف قوات التحالف العربي، ربما لأجندة خاصة، تتكشف يوما بعد يوم».

وأرجعت أسباب تأخر عمليات الحسم في أغلب الجبهات في تعز وفي الساحل الغربي وفي محافظات شبوة ومأرب وغيرها لـ«قبضتها الحديدية» على القرار العسكري ورغبتها في إبقاء الأمور معلقة من دون حسم لأسباب غير معروفة، حسب هذه المصادر.

الانقلاب على الشرعية

وحذر مراقبون من أن الموقف الإماراتي في اليمن لم يعد يقتصر على مجرد رغبة ببسط نفوذ وسلطة خاصة في المناطق الجنوبية لهذا البلد، فقد اتخذت الإمارات خطوات لمواجهة رئيس الجمهورية «عبد ربه منصور هادي» بل تمادى بهم الأمر إلى دعم انقلاب عسكري ضده في العاصمة المؤقتة (عدن) عبر محسوبين لها.

وكان آخر الخطوات أحداث مطار عدن الدولي، والتي تمرد فيها قائد الحماية فيه على تنفيذ أمر الرئيس هادي بإقالته وتعيين بدلا منه، قبل أن تتدخل مروحيات عسكرية إماراتية ضد قوات الشرعية وتحبط أوامر الشرعية

وذكرت وسائل إعلام يمنية أنه منذ ذلك الحين، أخذت قوات الحزام الأمني والأجهزة الأمنية ومحافظ عدن عيدروس الزبيدي يهيئون الأجواء لحملة قمع منظمة ضد أنصار حزب التجمع اليمني للإصلاح، بعد أن اتهمهم الزبيدي بأنهم هم سبب عدم استقرار المدينة، وذلك في سياق شيطنتهم وتبرير قمعهم وإدخال المدينة مرحلة أخرى من عدم الاستقرار والفوضى.

يؤدي انكشاف نزاع قيادة الشرعية مع الإمارات إلى إضعاف هيبة الرئيس هادي وإظهار أبوظبي في صورة البلد الذي يستغل ظروف اليمن المتدهورة للسيطرة على مقدّراته وتسيير أجنداته السياسية، وهو ما يصب، بالضرورة، في طاحونة آلة دعاية صالح والحوثيين، ويساهم في إعطاء حلف الطغيان القديم مع أتباع إيران مصداقيّة لا يستحقها، ولكنّها قد تقنع جماهير أكثر من اليمنيين بأنهم استجاروا - كما يقول البيت الشعري الشهير - من الرمضاء بالنار، بحسب صحيفة «القدس العربي» اللندنية.


آخر الأخبار