الثلاثاء 19 مارس 2024
النظام واضعاف القبيلة أمام الحوثي "18"
الساعة 08:54 مساءً
محمد عبدالله القادري محمد عبدالله القادري

 

محمد عبدالله القادري

 

 ليست المشكلة في نوعية نظام الحكم ، ولكن المشكلة في نوعية الاداء داخل أي نظام .

اذا كان الاداء الاداري قوياً سيكون ناجحاً على المستوى الاقتصادي والأمني وبقية المستويات مما يحقق تطلعات الشعب وفي هذه الحالة لا يجب السعي نحو التغيير للسلطة كون ذلك يعتبر من باب الانقلاب على النعمة.

واذا كان الاداء ضعيفاً سيفشل في تحقيق النماء والازدهار للوطن والمواطن وغير قادر على حل مشاكل الشعب لأن هذا الاداء هو المشكلة بحد ذاتها ، وهنا يصبح التغيير ضرورة .

لا يهم ان كان النظام ملكي أو جمهوري او فيدرالي او برلماني أو رئاسي أو سلطنة أو غير ذلك ، ولكن ما يهم هو تحقيق النماء والرخاء والأمن والاستقرار والنهضة المواكبة للتقدم في جميع المجالات.

 

بعد قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة وانتقال اليمن لعهد الجمهورية ، كان هناك مسار حرف الانظار عن جوهر المشكلة في عهد الامامة وولد نظرة نحو النظام ، إذ ان الثورة قامت ضد النظام الملكي وهدفها ايجاد نظام جمهوري فقط ، أي ان مشكلة الامامة واليمن كانت في طبيعة النظام ، وهذا خطأ فالمشكلة كانت في اداء الامامة الفاشل الذي كان سبب لوجود الظلم والفقر والتخلف والمعاناة.

ولو كانت الامامة ناجحة في تقديم الرخاء والازدهار والمساواة والعدالة لما قامت ثورة .

 

 المواطن لا يهمه ان كان جمهوري أو ملكي ، ولكن يهمه توفير لقمة عيش ورخص اسعار وتواجد خدمات وعدل واستقرار.

اذا توفرت سبل الحياة الكريمة اشاد بالسلطة واذا غابت كره السلطة بل وكره الوطن .

كان الحديث عن انجازات الجمهورية بالتعددية السياسية والانتخابات كدليل على غيابها في عهد الامامة أمر غير مقنع لاستدلال بافضلية عهد ما بعد الثورة في ظل تجاهل التطرق  لمأساة العيش في عهد الامام.

وهذا ما خلق نظرة سلبية لدى المجتمع اليمني كانت سبباً في حرف النظرة العامة لجوهر المشكلة.

 

 توجيه النظرة في عهد الجمهورية على ان مشكلة اليمن كانت في نظام الحكم الملكي ، في حين توجد انظمة حكم ملكية لدول بجوار اليمن حققت الرخاء والازدهار والتقدم لشعوبها ، هنا سيقارن المواطن اليمني وسيحصل على تصور خاطئ نحو النظام الجمهوري والثورة ويعتقد انه مشكلة ولو استمر النظام الملكي ولم تقم ثورة عليه لكانت اليمن في مرتبة الدول المجاورة اقتصادياً وتنموياً .

 

أيضاً كان توجيه النظرة لدى نظام الحكم الجمهوري والجمهورية بمثابة غرس مفهوم بقاء الجمهورية كنظام دون بقاء دولة ذات مؤسسات ، وهذا ما جعل ابناء المجتمع اليمني ينخدعون بالحوثي الذي رفع شعار جمهورية من قرح يقرح ، ليقفوا معه من باب انهم وجدوه ليس صاحب طابع نظام ملكي يحارب النظام الجمهوري وتجاهلوا مفهوم الحفاظ على الدولة التي انقلب عليها الحوثي لأنهم لم يتم توجيه نظرتهم في عهد الجمهورية نحو أهمية بقاء الدولة وانما أهمية بقاء نوعية النظام وبقاء اليمن كجمهورية في المسمى.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار