بقلم: هند الارياني
رمضان له ذكريات جميلة في مخيلتنا، فوازير رمضان، مسلسلات، برامج جميلة، هذه السنة قررت متابعة المسلسلات الكوميدية فقط، فاخترت مسلسل سيلفي السعودي و مسلسل مصري اسمه "لهفه"، ولأن الحدث الأهم في أيامنا هذه هو "داعش" فكان لابد أن يكون هناك مسلسل يتحدث عنه، والجميل أن الحديث عن داعش كان في إطار مسلسل كوميدي خليجي وهو مسلسل سيلفي.
يقال أن الفكاهة أو السخرية هي أفضل سلاح ضد التطرف بحسب كلام باسم يوسف عميد الفكاهة السياسية الساخرة من وجهة نظري، مسلسل سيلفي استخدم السخرية في إظهار موضوع الزواج والسبايا في حياة الدواعش، وأبرز شخصية فكاهية وهي شخصية شاب كان يتعاطى مخدرات وهارب من العدالة ووجد في داعش الحماية وفي نفس الوقت المتعة التي كان يبحث عنها متمثلة في تملك السبايا، جميل أن مسلسل سيلفي أنهى الحلقة بطريقة مؤثره وتعاطف الجميع مع الأب الذي قتل على يد إبنه، ورغم أن الواقع أسوأ بكثير من المسلسل ولكن الفن تأثيره أقوى بسبب ارتباطنا بالشخصيات وكأننا نعرفهم، وكأنهم اقربائنا.
داعش فكره قد توجد بدرجات معينة، من الممكن أن تقابل داعشي على تويتر بدون سلاح ولكن كل ما غردت يهاجمك بفكره المتطرف، هو لا ذنب له هو تبرجم بهذا الفكر، ربما في المدرسة ربما الأهل، ربما الإعلام ربما شيخ الجامع. لذلك من الممكن أن تقابل داعشي في أي مكان لأنه فكر منتشر، الفكر لا يمكن ان يموت بقتل أصحابه بالعكس ممكن أن يصبح أكثر قوة، ولكنه يموت إذا أظهرت حقيقته ورآه الناس بشكل مختلف فنفروا منه. هذه الطريقة تجعله أضعف وهنا ينتهي تدريجياً.
دائماً مانقول وكررناها مرات عديدة مسبقاً وكتبت أنا عن تجربتي الشخصية في مقال سميته باسم" كيف لم أصبح إرهابية" ووضحت أن أي واحد منا من الممكن أن يصبح متطرفاً بسبب المنهج التعليمي، لذلك يجب أن يكون التركيز على المناهج التعليمية، على الإعلام، على خطب المساجد.. هذه المنابر أهم من مئات الطائرات الحربية التي تحارب داعش. هذا رأيي.