الثلاثاء 23 ابريل 2024
الرئيسية - صحافة - العالم يحب اللاجئين... فقط عندما يكونون في البرازيل.. ما السبب!
العالم يحب اللاجئين... فقط عندما يكونون في البرازيل.. ما السبب!
الساعة 08:25 مساءً
تطرّق رودجر كوهين، الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إلى مفارقة اهتمام العالم الواسع باللاجئين الذين يشاركون في الألعاب الأولمبية، مذكراً بأنّ اللاجئين استقبِلوا بحفاوة بالغة في تلك الألعاب، كاتباً أيضاً عن أهم تعليقات السياسيين على قوّة هؤلاء وتصميمهم. وقال إن بان كي مون يشع ابتسامات حين يشاهد أداءهم، بينما يغرّد أوباما لأولئك الرياضيين العشرة الذين "برهنوا أنّه بإمكانك النجاح بغضّ النظر عن المكان الذي تأتي منه". وأضاف أنّ سامانتا باور، سفيرة أمريكا في الأمم المتحدة، قامت بتحميل شريط فيديو على صفحتها عبر فايس بوك تتحدّث فيه عن 65 مليون نازح حول العالم – الأرقام الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية. "متأثر بفريق اللاجئين.. لا باللاجئين" ويقول كوهين إن هؤلاء اللاجئين أشخاص شجعان. لقد هربوا من الألم لا ليبحثوا عن حياة أفضل، بل للبحث "عن الحياة نفسها". ويتابع أنّ الإنسان عموماً لا يختار أن يصبح لاجئاً لأنّ لديه الخيار، إنّما لأن لا خيار لديه. يُسرى مارديني، اللاجئة السورية التي تبلغ من العمر 18 عاماً، وصلت إلى ألمانيا بعد أن أوشك القارب على الغرق حين كان ينقلها من تركيا إلى اليونان. فهي وشقيقتها ساره، سبحتا في المياه لأكثر من ثلاث ساعات دافعتين الزورق حتى الوصول إلى جزيرة ليسبوس. ويضيف الكاتب أنّ يسرى لم تستطع الوصول إلى التصفيات المتقدمة في البطولة على الرغم من تحقيقها "إنجازاً ملحوظاً" في سباق سباحة 100 متر فراشة. ويضيف كوهين: "نعم العالم متأثّر بفريق اللاجئين. ومع ذلك، هو غير متأثّر باللاجئين". أسوار تنتصب بوجههم ويتابع الصحافي معدّداً المعاناة الشنيعة لللاجئين. فهم يموتون في البحر. ويموتون في الجزء الخلفي من شاحنة. ويموتون ميتات مجهولة. ويشير أيضاً إلى أنّ الأسوار تنتصب بوجههم، والملصقات تهينهم. فهم يمثّلون "خطراً وتهديداً بالتعطيل". ويكتب عن توق أحزاب اليمين إلى التضحية بهم، فلا أحد يريد لاجئين، إذ "يمكن أن يكونوا إرهابيين أو مغتصبين". وكتب كوهين عن نيّة أمريكا استقبال عشرة آلاف لاجئ سوري في السنة المالية الحالية. وفي السنوات الأربع الماضية، قبلت حوالي 1900 شخص، و"هذه حصة ضئيلة. أكثر من 4.8 ملايين سوري تركوا البلاد منذ بداية الحرب". يحبون أنيس.. ويتركون مدينته تقصف وأشاد الصحافي بألمانيا، الدولة الغربية الوحيدة التي أظهرت "شجاعة سياسية متناسبة مع التحدي" فاتحة أبوابها أمامهم. وأعاد التأكيد على أنّ العالم يحب فريق اللاجئين – السباحين من سوريا، لاعبَي الجودو من جمهورية كونغو الديموقراطية، الماراتوني من أثيويا، العدّائين الخمسة من جنوب السودان. وأضاف أنّ هذا العالم مبهور برامي أنيس، السباح السوري الذي يعيش الآن في بلجيكا، بعدما هجر مدينته حلب التي "تُركت بجبن من الغرب تتلقى القصف من القوات الروسية". وتابع كوهين يشير إلى دخول روسيا في الحرب السورية حين علمت أنّ الولايات المتحدة لن تمنعها من ذلك. يريدون "علماً لوطن" على الرغم من كل ذلك، يكتب كوهين عن ضرورة تشجيع فريق اللاجئين في ريو، الأول من نوعه، "لكن ليس بكلمات فارغة وليس من أجل تهدئة ضمائرنا السورية". فاللاجئون يسيرون الآن تحت العلم الأولمبي ولكنّهم أيضاً "يريدون علماً لوطن". وذكر عن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ قوله: "نريد توجيه رسالة أمل لجميع اللاجئين في عالمنا". هنا، يعود كوهين ليجيب بسؤال آخر: "بعد الجلبة، هل سيتذكّر أحد (ذلك)؟" قوّتان تمزقان العالم عالم اليوم، بحسب الصحافي، يتمّ جذبه إلى اتجاهين مختلفين، في وقت واحد، بسبب قوّتين: قوة العولمة وتعاكسها قوة القوميّة اللتين تشكلان "توازناً ضاغطاً". ويخبر أنه عاش في البرازيل لسنوات عدّة، "إنها دولة كريمة. ربّما لا تملك أي دولة أخرى تنوعاً خلاسياً كهذا، عادات مختلفة متأصلة كهذه. هو شعور صحيح أنّ هذا الامتداد لفريق اللاجئين وجب أن يحصل في ريو، مدينة اختلاط الأجناس والإنفتاح". تعايش التمجيد والتشهير ويخلص كوهين: "التمجيد بفريق اللاجئين والتشهير باللاجئين يتعايشان. كيف يمكنهما ذلك؟ إنّه المبدأ القديم: ليس في فنائي". ويستعيد ما كتبه الروائي بول أوستر في نيويورك تايمز قائلاً: "نحن نزداد تحسناً ونزداد سوءاً في الوقت نفسه وبالسرعة نفسها". ويستذكر كوهين ما قاله صديقه الذي توفّاه الله هذه السنة، المؤرخ فريتز شتيرن: "هشاشة الحرية هي أبسط وأعمق درس (تعلّمته) في حياتي وعملي".

لمتابعة أخبار "بوابتي" أول باول إشترك عبر قناة بوابتي تليجرام اضغط ( هنــــا )


آخر الأخبار