الأحد 20 ابريل 2025
الرئيسية - تقارير وحوارات - هل توقفت عجلة التحرير في تعز أم أبطأتها الحسابات؟!
هل توقفت عجلة التحرير في تعز أم أبطأتها الحسابات؟!
تعز
الساعة 04:52 مساءً

"تقرير"

أثار بطء سير العمليات العسكرية في تعز اليمنية وتأخر الدعم العسكري عنها وعودة الحصار، موجة من الانتقادات بعد تضحيات كبيرة قدمتها المقاومة الشعبية ومحافظة تعز كلها على مستوى المواطنين في حياتهم اليومية ومصادر رزقهم وفرص تلقيهم للعلاج.



فبعد أن استطاعت المقاومة، بتواضع قدراتها العسكرية، فك الحصار بشكل جزئي عن مدينة تعز وسط البلاد، وتحقيق انتصارات كبيرة في المنطقة الغربية، توقفت العمليات بشكل مفاجئ عند مناطق الضباب جنوباً عقب السيطرة على مقر اللواء 35، وسرعان ما عاودت مليشيا الحوثي الهجوم في محاولات فاشلة لاستعادة عدة مناطق فقدتها.

المقاومة في تعز عزت هذا التوقف إلى ضعف الإمكانات وشح الدعم العسكري المقدم من الحكومة الشرعية، ولم يساند المقاومين هناك سوى طيران التحالف الذي يشن بين الفينة والأخرى غارات عنيفة تستهدف مواقع المليشيا وعتادهم الذي كثيراً ما يتحرك على امتداد حزام المحافظة.

- الحاجة للمقاتلين

مصدر خاص أكد لـ"الخليج أونلاين" أن الشيخ حمود المخلافي، قائد المقاومة الشعبية في تعز، غادر المحافظة متوجهاً إلى مأرب – في رحلة تنتهي بالرياض- بحثاً عن الدعم العسكري الذي تحتاجه عملية تحرير المدينة، بعد تأخر الدعم من قبل الحكومة الشرعية.

المخلافي وفور وصوله مأرب أكد أن الدعم الحكومي تأخر كثيراً، مبيناً أن تعز وهي محاصرة تودع في اليوم الواحد ما بين 15 إلى 30 شهيداً ومئات الجرحى.

والتقى خلال زياراته بالقيادات القبلية والعسكرية ودعاهم لتقديم الدعم العسكري لتعز، وأشار إلى أن زيارته تهدف إلى شرح وتوضيح ما تعانيه تعز حيث توقف القتال نسبياً في مناطق ومحافظات عدة؛ ما سمح للحوثيين بحشد قواتهم وهو الأمر الذي أضاف عبئاً آخر على المقاومة.

- هل توقفت عجلة التحرير؟

مصدر رفيع في المقاومة أكد لـ"الخليج أونلاين" أن طلباً رسمياً قدم إلى قائد المقاومة للتنحي عن المشهد العسكري خلال إقامته في عدن لـ"إتاحة الفرصة للجيش الوطني وقياداته العسكريين"، وهو ما امتثل له المخلافي على مدى شهرين قبل أن يتم مطالباته بالعودة إلى قيادة المعركة في تعز؛ بعد أن شهدت جبهات القتال تراجعاً ملحوظاً لمصلحة الحوثيين.

ووجهت اتهامات لقادة عسكريين بمنع وصول ذخائر وعتاد كانت قيادة المقاومة اشترته بتمويل ذاتي وأخرى مقدمة من المقاومة الجنوبية، وهو ما أكده المصدر، مشيراً إلى أن أولئك القادة يطالبون بتوجيهات عليا للسماح بوصول العتاد إلى تعز.

- التحالف وملف تعز

يرى عسكريون أن استراتيجية التحالف في تعز واضحة جداً فهي تمثل ثقباً أسود يستنزف مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح، ويعتقدون أن دخول المساعدات الإغاثية دون مساعدات عسكرية يوضح أن الانتصارات الأخيرة التي شهدتها المدينة كانت بمبادرة من المقاومة، وتفتقر إلى التنسيق العسكري المسبق مع قوات الجيش الوطني والتحالف.

ونفى "المصدر في المقاومة"، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن يكون لدى التحالف العربي أي دور في تأجيل حسم معركة تعز، مضيفاً أن قيادة التحالف ليست لديها أي موانع من دعم مقاومة تعز وقيادتها، مستشهداً بالدور الذي لعبه الطيران في الانتصارات التي شهدتها المدينة؛ لكنه أشار إلى "التحفظ" على بعض فصائل المقاومة.

ونجحت عمليات التحالف العربي في العاصمة المؤقتة عدن من خلال تحريرها وتأمينها في منع وجود الانقلابيين، كما قدمت دعماً جوياً غير محدود مكّن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من تحرير محافظة مأرب ومعظم مديريات محافظة الجوف، وامتداداً إلى مديرية نهم في صنعاء.

كما ساعد الدعم الذي قدمه التحالف في تحرير الشريط الساحلي في حرض وميدي بمحافظة حجة، لكن الخبراء العسكريين فسروا تأخر الحسم في تعز بالاستشهاد بالمناطق المحررة التي تعد أقل وعورة في تضاريسها من تعز ومداخلها، خصوصاً تلك التي تحيطها من الشمال حيث يوجد الانقلابيون في الوقت الذي اعتبرها المخلوع صالح معركته الحقيقية.

- مؤشرات دعم عسكري

المصدر أكد أن مغادرة قائد المقاومة الأخيرة لتعز وتوجهه إلى الرياض جاء بناء على تنسيق مسبق مع قيادة الجيش الوطني والتحالف العربي، وأضاف أن هناك قناعات تبلورت لدى قيادة التحالف العربي والجيش الوطني بضرورة الدعم العاجل والفوري لملف تحرير تعز عبر قيادة المقاومة الشعبية، وتوقع المصدر أن تكون نتائج الزيارة حاسمة وقد تدفع بعجلة التحرير إلى الأمام.

وتتحكم الجغرافيا وسهولة التضاريس بمستقبل العمليات العسكرية في تعز، وعدم وجود الانقلابيين فيها بكثرة وغياب الحاضنة الشعبية لها في سرعة تحريرها، وقد ينعكس التقدم غير المدروس سلباً على المقاومة.

- أكبر من الحسابات

المحلل العسكري عبدالإله السياني أشار إلى أن تنقل التشكيلات التابعة للانقلابيين ووصولها إلى تعز بات أسرع وأكبر من وصول الدعم العسكري والقوة البشرية من الحكومة الشرعية منذ انطلاق عملية تحرير المحافظة.

وقال لـ"الخليج أونلاين" إن البطء الشديد في وصول الدعم يفقد المقاومة بعضاً من قوتها في الصمود أمام آلة الحرب المتقدمة التي يملكها الانقلابيون، مقارنة بالعتاد المتواضع لدى المقاومة، ويقوي صف العدو وهو ما ينتج عنه تأخير في الحسم، ومن ثم معاناة أكثر لدى المواطنين وتضحيات أكبر من قبل المقاومة.

وأضاف السياني: أن "التأخير واضح والدعم هو أكثر ما ينقص المقاومة التي تتقدم بعزيمتها في كثير من المواقع، لكن يصعب عليها الحفاظ على انتصاراتها لغياب السلاح الثقيل، ووجود الانقلابيين في كثير من المواقع العسكرية المهمة والمطلة على المدينة".

واستبعد في الوقت نفسه أي حسابات يمكن أن تكون وراء تأخير الحسم، وبحسب حديث السياني "فالتضحيات التي قدمتها تعز تتعدى كل الحسابات"، ومهما كانت أولويات الحكومة فيفترض أن تكون تعز على هرم الأولويات، حيث فيها أكبر تجمع سكاني وهي جغرافيا عسكرية ستنهي تمرد الانقلابيين في حال تحريرها.


آخر الأخبار