آخر الأخبار


الأحد 20 ابريل 2025
وبعد عام من الغارات والقتال الميداني، وافقت جماعة الحوثي وحلفاؤها من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح على العودة مجددا إلى طاولة المحادثات في 18 أبريل، في خطوة سيسبق انطلاقها بأسبوع وقف لإطلاق النار.
وجاء ذلك بالتوازي مع إعلان التحالف عن أن العمليات الأساسية أوشكت على الانتهاء بحسب المتحدث باسمه العميد ركن أحمد عسيري. ورأى عسيري في حديث مع “فرانس براس” الأسبوع الماضي أن التحالف “حقق إنجازا كبيرا تجاه السلام في اليمن”.
وكان انقلاب الحوثيين على الشرعية في اليمن، والذي لم يكن لينجح لولا دعم علي عبدالله صالح، قد دقّ جرس إنذار للسعودية وكان مؤشّرا على خطورة المشروع الإيراني الذي يسعى إلى التواجد بقوة على امتداد مساحة الجار الجنوبي للمملكة، بعدما أشاع الفوضى الطائفية في العراق وسوريا وجمّد الحياة السياسية في لبنان.
وجاء القرار المفاجأة يوم 26 مارس 2015 حين أطلقت السعودية، على رأس تحالف عربي، عملية عاصفة الحزم لدعم الشرعية المتمثلة بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، من خلال غارات جوية استهدفت مواقع للحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، في خطوة قوبلت باعتراض إيران.
ومنذ انطلاق عمليات التحالف، بدءا بالغارات الجوية ولاحقا عبر الدعم الميداني المباشر، استعاد الموالون خمس محافظات جنوبية أبرزها عدن، التي كان الرئيس عبدربه منصور هادي أعلنها عاصمة مؤقّتة بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء.
الحكومة اليمنية تواجه تحديا لفرض سلطتها على المناطق التي استعادتها في ظل تنامي تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية
ويرى محللون أن الحوثيين تمكنوا منذ بدء الضربات الجوية، من المواجهة ونجحوا في تحقيق بعض التقدّم، لكن موافقتهم مؤخّرا على إعادة مفاوضات السلام، وخصوصا الالتزام بالقرار 2216 الذي ينص على خروج المسلحين الحوثيين وقوات عبدالله صالح من كافة المناطق التي يسيطرون عليها، وفي مقدمتها العاصمة صنعاء، تدلّ على فشلهم.
نجاح التحالف
يؤكّد هذا الإعلان أيضا صحة المسار الذي اتعبته الحكومة اليمنية الشرعية المدعومة من المملكة العربية السعودية، وقد كانت هذه الأخيرة من أبرز المحطات التي زارها المبعوث الأممي ولد الشيخ، ضمن محطات خليجية أخرى عقد فيها اجتماعات مكثفة في الأيام القليلة التي سبقت إعلان موافقة الحوثيين على وقف إطلاق النار في 10 أبريل القادم.
ووفق الخبير الاستراتيجي السعودي علي التواتي عملت الحرب التي قادتها الرياض في اليمن ضد الحوثيين على توحيد العالمين الإسلامي والعربي ضمن تحالفات عسكرية واقتصادية متناغمة، مؤكدا في الوقت ذاته أن الدول العربية أثبت قدرتها على حماية أمنها، والدفاع عن سيادتها وقطع الطريق أمام أي اختراقات إقليمية أو دولية.
وقال التواتي، وهو عميد ركن سابق في الجيش السعودي، “الحرب في اليمن كانت مصيرية وحتمية، لا سيما بعد استيلاء جماعة أنصار الله على صنعاء، ومحاولات تحويل البلاد إلى قاعدة إيرانية، عبر فتح جسر جوي للإمدادات العسكرية والتموينية من طهران إلى صنعاء، وتزويد الحوثيين بمنظومة صواريخ إيرانية لنشرها بمحاذاة الأراضي السعودية”.
ويؤيد مراقبون وخبراء رأي علي الخبير السعودي، بأن الحرب نجحت في إزالة الخطر العسكري المباشر عن دول الخليج العربي، بعد أن سيطرت الحكومة الشرعية حاليا على أكثر من 80 بالمئة من البلاد.
ومن أهداف الحرب التي تحققت أيضا، وفق التواتي، “نأي جماعة أنصار الله بنفسها عن إيران بعد تعرضها لخيبة أمل كبيرة، حيث كانت تتوقع أن تساندها طهران في حرب مفتوحة ومباشرة ضد السعودية، ولكن هذا لم يحدث، مما جعل بعض القادة في الجماعة يعلنون براءتهم من إيران، لا سيما بعد تأكيد دول الخليج على اعتبار الجماعة مكونا أساسيا من مكونات الشعب اليمني”.
|
وعدم استكمال طهران لدعم الحوثيين يرجع التواتي سببه إلى أن “إيران لا تدخل في حرب مباشرة بعد تجربتها في الحرب العراقية، إضافة إلى أن موقف السعودية أقوى الآن، والتصعيد المباشر ستكون أبعاده غير محمودة، لذلك فإن حسابات طهران ارتأت التضحية بالحوثيين، خاصة أنهم ليسوا أكثرية في اليمن فنسبتهم لا تزيد عن 5 بالمئة”.
الحرب ضد الجهاديين
لا يخفي الخبراء في نفس الوقت أن الصراع كشف عن نقاط ضعف الحكومة التي تعاني من صعوبة في فرض سلطتها على المناطق التي استعادتها بدعم من التحالف، في ظل تنامي تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، وسيكون هذا التحديث القادم للحكومة. ونفذت الجماعات الجهادية سلسلة من الهجمات والتفجيرات وعمليات اغتيالات طالت مسؤولين سياسيين وعسكريين، إضافة إلى مقرات عسكرية للتحالف.
ويرى جوردان بيري، الباحث الرئيسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “فريسك مايبلكروفت”، أن قوات عبدربه منصور هادي والتحالف “جعلت القتال ضد الحوثيين من أوكد أولوياتها بما أثر على متابعة مكاسب الجماعات المتطرفة التي واصلت التفشي في ظل الفراغ الأمني”.
وللمرة الأولى منذ مارس 2015، تدخل طيران التحالف هذا الشهر ضد الجهاديين في عدن. وهذه الخطوة يعتبرها خبراء بداية جيدة تنبئ بأن اليمن وكما قال العميد ركن أحمد عسيري تحول “من دولة فاشلة إلى حكومة قادرة على أن تدير البلاد (..) وتهزم أي مجموعات إرهابية”.
والمهم أن يلتزم الحوثيون بعهدهم هذه المرة، وكما قال الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن تشارلز، بأن التهدئة المعلن عنها تمنح “بعضا من الأمل لاتفاق أكثر ديمومة”، مضيفا، “أن على الحوثيين سحب قواتهم والتخلي عن الإيرانيين وإظهار تقدير للهواجس الأمنية السعودية“. إلا أن جوردان بيري يستبعد انسحاب الحوثيين من المدن، خصوصا العاصمة صنعاء. وهناك دائما مجال للشكّ وعدم الثقة، فقد أفشل الحوثيون محادثات سلام سابقة، بدءا من الحوار الوطني (2013-2014) الذي انقلبوا عليه عندما أفضى الحوار إلى مخرجات لا تلبي طموحاتهم، كما عرقلوا مسار مؤتمر جنيف1، حيث لم ينتظم وفد المتمردين الحوثيين في مشاورات تفضي إلى تطبيق قرار مجلس اﻷمن رقم 2216.
وجدير بالإشارة أن الرغبة في وضع نهاية للحرب باليمن لدى الحكومة اليمنية لا تقتصر فقط على الدول التي شكّلت تحالفا عربيا لمساندة شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، بل إن مختلف المنظمات الدولية ترى بضرورة إنهاء الصراع والدخول في مرحلة الإعمار وتأهيل الاقتصاد اليمني، كما تشترط وصول الأطراف اليمنية إلى الحل السياسي المنشود، وفي غياب ذلك سيبقى الصراع في اليمن متواصلا.
الوضع المعيشي... معركة بقاء في ظل القهر
من وضعهم هناك؟
تعز ، سنة عاشرة مقاومة
الأسئلة السبعة
عشر سنوات من مقاومة مليشيا الضلال