بقلم الشيخ يحيى محمد مقيت
منذُ الأيام الأولى لظهور الحركة الحوثية حتى اليوم وشلال الدم ينزف في صعدة حيث يعيش أبناءها واقعاً مخيفاً تطالهم الاعتقالات والاغتيالات والتصفيات وتفجير المنازل ونهب الممتلكات و قمع الحريات وتكميم الأفواه ومصادرة للحقوق وكل مقومات الحياة الكريمة, فلا توجد أسرة ولا قرية ولا عزلة ولا مديرية الا فقدت أباً أو ابناً على يد مليشيات الموت الحوثية.
صعده تلك الارض الطيبة التي منذ ظهور المليشيات لم تعد طيبة لأهلها بل استوطنها الحزن وعمّ في أرجائها ونواحيها الألم بسبب ممارسات وظلم وتعسف المليشيات الحوثية التي تعبث بأرواح المواطنين فهناك معتقلات سرية تحت الارض تمتلئ بالمئات من شباب صعدة منذ سنوات ولا أحد يعلم شيئا عن مصيرهم حتى اللحظة , كما تمارس مليشيات الموت الحوثية فيها اشنع اساليب التعذيب الممنهج بحق المواطنين حتى أن المواطن في صعده لا يستطيع تزويج ابنه او ابنته الا عن طريق افراد وعناصر هذه المليشيا وفي حالات عده قامت المليشيات بخطف الكثير من النساء في صعده في ظاهره تجاوزت كل الاخلاق والعادات والاعراف والشيم والقيم ناهيك عن الاتاوات التي تفرضها المليشيات على المواطنين وجباية اموالهم بطرق عديده وتحت مسميات الهيه لا يرون الخارج عنها الا كافراً مباح الدم والمال والعرض .
كما قامت المليشيات بتفجير المئات من منازل المواطنين ودمرت مزارعهم وتحويلها الى ثكنات ومقرات ومساكن لعناصرها , واختطفت مئات الاطفال بالقوة والزج بهم في معاركها وحروبها الطائشة والعدوانية .
في صعدة تمارس مليشيات الحوثي جرائم يندى لها جبين الانسانية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً ولا يتسع المجال لذكرها ولعل آخر هذه الاعمال الاجرامية قيام المليشيات بتفجير أحد السجون وبداخله (14) مختطفاً من شباب صعده قامت المليشيا باختطافهم بطريقةٍ وحشية مقيتة , ورغم كل ذلك فإن محافظة صعدة لا بواكي لها, فلم تتحرك أدنى مشاعر الانسانية لدى المنظمات الدولية التي أزعجتنا بحقوق الإنسان التي تتعمد تجاهل حجم المعاناة التي تعانيها محافظة بأسرها بدون ذنب.
ورغم كل ذلك فإن ثقتنا بالله تعالى قوية وسوف يأتي اليوم المشهود الذي سننتصر فيه لكرامتنا ونرفع الظلم فيه عن أهلنا في صعده .
ونقول للمليشيات الحوثية مهما فعلتم ومهما قتلتم فلن يزيدنا ذلك الا ثباتاً واصراراً وعزماً وقوة وارادة لتحرير صعده وايقاف مسلسل العنف والقتل والانتقام , وأن صمتنا لن يطول وغيابنا لن يستمر وسوف يأتيكم الرجال الافذاذ وراياتهم في سماء المجد ترفرف خفاقة في ايادي لا تنثني واقداماً لا تتزحزح يحملون مشروع الحق ودحر الباطل وسنصنع الفجر وندحر الظلام ونزلزل الارض من تحت اقدامكم ونجتث باطلكم ونخلص الارض والانسان من شروركم ونقتص لدماء ابناءنا واهلنا ونسحق عرشكم ونهدم السجون والمعتقلات التي تعذبون المواطنين فيها وسنجعل من تلك القيود التي وضعتموها على أعناق أهلنا سيوفاً نحصد بها رؤوسكم, وسنجعل من أنين المظلومين والمضطهدين لحناً يعزف انشودة المجد وموال الحرية على ايقاع بنادق الاحرار وصيحات المناضلين في ساح الوغى .
وإن غداً لناضره قريب.
