رائد فضاء امريكي يعود للأرض بعد رحلة استغرقت 340 يوماً في المحطة الفضائية
2016/03/02
الساعة 07:47 مساءً
ينتظر الاميركي سكوت كيلي الذي امضى قرابة عام على متن محطة الفضاء الدولية بفارغ الصبر رحلة العودة الى كوكب الارض المقررة في الثاني من اذار، ويحلم بشكل خاص بالسباحة في حوض السباحة الخاص في منزله.
وقال رائد الفضاء في مؤتمر صحافي نقلته مباشرة الخميس المحطة التلفزيونية التابعة لوكالة الفضاء الاميركية ناسا من محطة الفضاء الدولية التي تسبح في مدار الارض «انا في وضع نفسي جيد، لكني انتظر بفارغ الصبر العودة الى المنزل».
واضاف «اول ما سأفعله حين اصل الى هيوستن (في ولاية تكساس) بعد المرور على المقر العام لرواد الفضاء للخضوع للاختبارات الطبية، هو الذهاب الى المنزل والقفز في حوض السباحة». ولا يمكن لرواد الفضاء ان يستحموا في محطة الفضاء، بسبب انعدام الجاذبية الذي يجعل المياه تنتشر في كل اتجاهات المركبة او تعلق على اجسامهم، ولذا فانهم ينظفون اجسامهم بمناديل مبللة.
ويقول الرواد ان المياه الجارية هي من اكثر الامور التي يشتاقون اليها. امضى سكوت كيلي البالغ من العمر 52 عاما 340 يوما في محطة الفضاء الدولية في مهمة جمعته مع زميله الروسي ميخائيل كورنينكو البالغ 55 عاما، تهدف الى دراسة الاثار الصحية والنفسية للاقامة الطويلة للبشر في الفضاء، وذلك في اطار الدراسات والابحاث الجارية استعدادا لارسال رحلات مأهولة الى المريخ في الثلاثينات من القرن الحالي.
ومن المقرر ان يعود الرائدان في الثاني من اذار الى الارض على متن مركبة روسية من طراز «سويوز» ينبغي ان تهبط بهما في سهوب كازاخستان. وقال سكوت كيلي انه يشعر انه «بصحة جيدة»، وهو يعاني فقط من اضطرابات بسيطة في البصر سببها انعدام الجاذبية الذي يؤدي الى زيادة افراز السائل النخاعي حول العصب البصري، مؤثرا على الرؤية. ويؤدي انعدام الجاذبية ايضا الى تقليص الكتلة العضلية وكثافة العظام، ولذا ينبغي على الرواد اجراء تمارين رياضية يومية في الفضاء .
رغم ذلك، اكد سكوت كيلي انه يحب كثيرا العيش والعمل في الفضاء، وقال «اكثر من السباحة في الفضاء وتأمل المشاهد، احب العمل الشاق الذي نقوم به يوميا والذي يتطلب الكثير من التركيز». وتوجه كيلي الى الشباب الراغبين في ان يكونوا رواد فضاء بالقول ان هذه المهنة تتطلب الى الثقافة العلمية القوية، القدرة على فعل كل شيء في الفضاء «هنا في المحطة نكون احيانا اطباء واحيانا تقنيي كهرباء او سباكين».
وقال انه اصبح اكثر انتباها الى قضايا البيئة بسبب اقامته في المحطة التي تعلو كوكب الارض من ارتفاع 370 مترا، والتي تدور حوله 16 مرة يوميا بسرعة 28 الف كيلومتر في الساعة. واضاف «كلما نظرت الى الارض اشعر اني مهتم بالبيئة» مشيرا الى انه كان يلاحظ سحب التلوث ويأسف للدور الذي يقوم به البشر في التغير المناخي.
لذا يأمل سكوت كيلي ان يضطلع بعد عودته بدور ما في الحفاظ على كوكب الارض. عمل سكوت كيلي مع زملائه في المحطة على تجارب علمية كثيرة، وهو اهتم خصوصا بتأثير الاشعاعات في الفضاء وانعدام الجاذبية على النظام الوراثي في جسم الانسان.
وتعد مهمة كيلي وكورنينكو اطول اقامة في محطة الفضاء الدولية منذ بدء العمل فيها عام 2000. الا ان الرقم القياسي لاطول اقامة في الفضاء ما زال من نصيب الروسي فاليري بولياكوف الذي امضى 14 شهرا في محطة مير الروسية عام 1995 التي خرجت بعد ذلك من الخدمة . وضرب كيلي الرقم القياسي في اطول مدة متراكمة يمضيها اميركي في الفضاء، متفوقا على زميله الاميركي مايك فينك. وشيدت محطة الفضاء الدولية في مدار الارض عام 1998، وهي بمساحة ملعب كرة قدم وتزن 400 طن.
وتتناوب على الاقامة فيها فرق من رواد الفضاء، قوام كل فريق ثلاثة، ويقيم فيها بشكل متزامن فريقان يجري تبديل كل منهما كل ستة اشهر