الرئيس الكارثة على الشمال والجنوب والخليج
2015/12/10
الساعة 11:23 مساءً
عباس الضالعي
ماحدث اليوم من تصرفات عنصرية بحق مواطنين شماليين في عدن والحوادث التي تطال ابناء الشمال في عدن وبعض المحافظات الجنوبية خلال السنتين الاخيرة لاتعبر عن اخلاق الاخوة الجنوبيين لكنها اصبحت تصرفات تتصدر المشهد ولم تلاقي رفضا من قبل ابناء الجنوب بشكل عام ، هذه التصرفات غريبة ودخيلة على ابناء الجنوب وتحديدا عدن مدينة السلام والاخاء ..
نعرف مدى الجرح الذي خلفه الحوثي خلال الفترة الاخيرة ومن قبله الظلم والتهميش الذي طال ابناء الجنوب من نظام علي صالح ، لكن مايجب ان يعرفه اخواننا في الجنوب ان المحافظات الشمالية ليست بعيدة عن هذا الظلم ولم تأمن من جرائم الحوثي ، حالة الحوثي وصالح هي حالة عامة تضررت منها كل محافظات اليمن بشماله وجنوبه بما في ذلك المركزالجغرافي للنفوذ الحاكم ..
اليمنيين خرجوا على هذا النظام وتمردوا عليه بثورة شعبية كاملة الاركان ، الا ان تلك الثورة فشلت في النتائج النهائية لتحقيق اهداف الثورة من خلال تسليم قوى الثورة السلطة لشخص مشلول ومريض وعنصري ومناطقي وضعيف هو عبدربه منصور هادي ، وخير وصف لهذا الكارثة هو ماورد على لسان احد السفراء الاوربيين حين شخص مشكلة اليمن الحالية بعد ثورة الشباب بقوله ( مشكلة اليمن تكمن في شخص شرير ووغد " صالح " وشخص ضعيف وحاقد " هادي " .. ) ..
اختيار هادي لتولي المرحلة الانتقالية من عامين كان اول بادرة لفشل ثورة الشباب ، محطات هادي كلها عبارة عن خليط من المؤامرة والفشل ، لم يستفيد من حجم الدعم والتأييد المحلي من كل اطياف الشعب ومكوناته المختلفة والدعم الاقليمي والدولي ، تحول هذا الشخص الى كارثة حقيقية على اليمن بشماله وجنوبه ، الكل تضرر منه بما في ذلك عبدربه منصور هادي الذي تآمر عليه عبدربه منصور ، ضعفه وفشله وغياب الرؤية لديه وتمحوره حول مصالحه الخاصة اضاعت الدولة ومؤسساتها واضاعت البلاد وحولتها الى ركام من الخراب والدمار ..
المعروف – على الاقل عربيا - ان أي حاكم يصعد الى السلطة يعمل على تثبيت اركان سلطته وان لا يسمح اطلاقا بالمساس بها ، على عكس هذا الكارثة الذي التزم بأمانة سلفه علي ضالح من خلال التزامه ببقاء سلفه حاكما فعليا ، هادي لايزال يعيش رعب رئيسه حتى في منامه ولم يقتنع الى اليوم انه رئيس مفوض ، هذا الرعب هو الذي يتحكم بتصرفات وقرارات هادي ومن يعتقد غير ذلك فعليه مراجعة مواقف هادي كلها من اول يوم تسلم السلطة الى اليوم ..
هادي سمح لمليشيا الحوثي بالتمدد من صعده نزولا عند رغبة علي صالح وتحقيق اهدافه واحقاده بالقضاء على قيادات وانصار ثورة الشباب الذي حولهم علي صالح الى خصوم بإعتبارهم دعموا الثورة عليه التي خلعته من الحكم ..
هادي هو من فرط بالدولة حين اتخذ قرار حياد الجيش بدءا من دماج ، والسماح لمليشيا الحوثي " اداة صالح بالانتقام " بتجاوز بوابة الجمهورية والدولة عمران التي تضم قبيلة حاشد صمام امان الجمهورية والدولة والحاكم ، ان سيطرة الحوثي ومن ورائهم صالح على عمران كانت بداية النهاية للنظام ومن بعد تلك السيطرة انهارت الدولة والنظام ، كان هادي شريكا بتلك المؤامرة القذرة التي استهدفت اهم قبيلة في اليمن واستهدفت اهم قوة عسكرية داخل مؤسسة الجيش ، القبائل فهموا الدرس وعرفوا ان هادي هو مجرد اداة بيد الرئيس السابق " حاكم هادي " وان أي مواجهة بعد التآمر على قبيلة خاشد ومشائخها آل الاحمر هي مواجهة خاسرة وكان لسان حال القبائل الاخرى والمشائخ يقول اذا كان هذا هو حال آل الاحمر وحاشد فما عسانا نعمل ، حدث ذلك رغم اعلان الشيخ ضادق الاحمر واخوانه بأنهم مع الدولة وان مواجهتهم لمليشيا الحوثي هو دفاعا عن النظام الجمهوري والدولة ورئيسها ..
كان تسليم عمران وحاشد للمليشيا التي اعلن هادي انه استعاد عمران الى سلطة الدولة ، استعادها من من ولمن ، ومتى كانت عمران خارج سلطة الدولة ، كان هادي منفذا امينا لمخططات علي صالح لا اقل ولا اكثر ، هادي هو من وضع يده المرتعشة في يد قادة عصابات الحوثي ومن ورائهم علي صالح وتحت حماية هادي وشرعيته هي التي رجعت الدولة الى حضن علي صالح وايران ..
لن ننسى ان هادي حول مكتب الرئاسة الى غرفة عمليات لخدمة مليشيا الحوثي وانه كان عبارة عن سكرتير صغير ينفذ لهم طلباتهم ويحقق اطماعهم لانجاز مهمة سيطرة ايران على رابع عاصمة عربية التي تحققت بقيادة هادي الفاشل ..
لم يستفيد هادي من الدروس ولم يستوعب المتغيرات ولا يزال يعمل بتلك العقلية العقيمة والتصرفات التآمرية وكل همه هو بقاءه اطول فترة ممكنه في السلطة ، للاستفادة وتحقيق المرابح المالية التي يكسبها من وراء ادخال اليمن في حروب وتخليه عن سيادة القرار لصالح اطراف اقليمية ..
من سلم عمران وصنعاء والشمال لايران عبر وكلائها الحوثي وصالح هو الذي يسلم الجنوب من خلال النسخة الاخرى لايادي ايران في الجنوب ، هادي ليس له تطلعات تتعلق بالزعامة وان تطلعاته محصورة في الكسب والمتاجرة بالقضية اليمنية لتحقيق اكبر قدر من المكاسب المالية والتي قد تحقق له الكثير من ذلك ..
هادي سيعمل كل ما بوسعه من اجل افشال أي حل يؤدي الى انهاء الصراع المسلح ، وسيقوم بإختلاق كل العقبات والعراقيل وسيستعين بالقاعدة وداعش مثله مثل رئيسه علي صالح ، لان أي حل توافقي يعرف انه سيستبعد من الرئاسة ، مايحدث الان في الجنوب هو عبارة عن استحضار صراع جديد بأدوات قديمة وبعناوين مختلفة ، لن يستقر الجنوب الذي اصبج محررا من مليشيا الحوثي ومن الشماليين ومن كل ماله علاقة بفترة علي صالح ، سيظل الدم يسيل كل يوم في الجنوب بذريعة القاعدة وداعش ، من اجل فرض حالة عدم اللا استقرار وتخويف الناس واثارة دول الاقليم والمجتمع الدولي من خلال بعبع القاعدة وداعش ، نحتاج الى نظرة متجردة من أي خلفيات واوهام وسنجد ان المستفيد من القاعدة وداعش في الجنوب هو هادي والدائرة المحيطة به ، وليس امامه أي حل سوى استحضار وتنمية هذا السيناريو الذي يعتبر اكثر السيناريوهات قناعة لدى دول الاقليم والمجتمع الدولي ، انه " أمينة " قولا وفعلا وقد نجح علي صالح حين اختاره " هادي " بذكاء لمعرفته بالشخص وتطلعاته وحجم تفكيره وقدراته القيادية ، هادي الان يقوم بلصق اسلوب علي صالح بإثارة مخاوف دول الاقليم والمجتمع الدولي كما كان يفعل علي صالح الذي نجح بإثارة مخاوفهم من القاعدة والحوثي وعمل على تنمية تواجدهم بهدف البقاء في السلطة والحصول على المساعدات ، الفارق الوخيد بين صالح و " امينته " هادي ان الاول ذكي ويجبد التلاعب والثاني غبي مفضوح مشلول مهزوم من الداخل ..
على دول التحالف ان تتهيأ لمرحلة حزم ثانية وثالثة ، ثانية لمواجهة القاعدة وداعش بجناحيها " صالح وهادي " وثالثة لمواجهة تيار ايران في الجنوب " فصائل الحراك الجنوبي النافذة " الذي له ارتباطات مع ايران من وقت مبكر ودول الخليج واجهزتها الاستخبارية تعرف مدى حجم الدعم والارتباط ، يعني وجود هادي هو بمثابة " فقاسة " لانتاج المشاكل والاخطار التي تلحق الضرر باليمن ودول الخليج ، هادي كارثة حقيقة كاملة الاركان ..
اعلن حياد الجيش في الشمال لتسهيل مهمة سيطرة الحوثيين على الدولة ، اليوم يكرر هذا الحياد في الجنوب امام القاعدة وداعش ، هادي له يد ومصلحة بدعم تواجد القاعدة وداعش حفاظا على بقائه في السلطة ، وسيظل هادي منتجا للمشاكل بصور مختلفة ..
هذا الكلام يعرفه الاخوة الاشقاء في المملكة العربية السعودية وهو مقيد لديهم بكل الوقائع وهم من عرضوا عليه عدد من الخدمات واعلنوا استعدادهم لتلبية طلبه من اجل تحرير اليمن من مليشيا الحوثي واستعادة الدولة ، هادي واولاده وحاشيته هم اكبر المتضررين من استعادة الدولة لان استعادتها بالنسبة لهم هو انهاء تواجدهم بسلطات الدولة الهاربة والهشة ، يعرف الاشقاء في المملكة انه لم يرد على طلباتهم وعروضهم ، ويعرفون انه هو الذي لم يتعاطى بجدية مع عرض الملك السابق عبدالله بن العزيز قبل سقوط " تسليم " الدولة الذي اعلن استعداد المملكة وضع كل امكانياتها العسكرية والمالية تحت تصرف عبدربه منصور هادي من اجل حماية الدولة من السقوط بيد ايران ، هذا العرض يعرف به كبار قادة الدولة ولكن هادي لم يعريه أي اهتمام ..
هادي يكرر تلك السياسة مع دول التحالف بعدم جديته بإستعادة الدولة لمصالح ذاتية خاصة به ولاجل ذلك قام بإرسال رجال صالح وجواسيسه الى غرفة عمليات التحالف لقيامهم بمهمة افشال الضربات الجوية وتحويل اهدفها وكلنا يعرف كيف تنجو مليشيا الحوثي وصالج من ضربات الطيران بل وصل الامر الى ان المليشيا تتلقى بلاغات مسبقة بالضربات الجوية والناس يعرفون بهذا من خلال مغادرة مجاميع المليشيا وقيادتها من الاماكن المحددة كأهداف لقصفها بالطيران ، وجميعنا يعرف ان الاهداف الهامة للمليشيا لاتزال آمنة ولم تضرب وخاصة معسكرات التدريب المنتشرة والاماكن البديلة لتخزين واخفاء الاسلحة والمعدات ..
هادي لم ولن يتغير ولن يقوم بأي اجراء يعمل على استعادة الدولة ، كل ما قام به هادي كمنجز لخدمة سياسته هو شراء الجانب الاعلامي والاصوات المؤثرة وتحويل مسارها لصالحها فأصبج يملك مملكة اعلامية ضخمة نجحت في تضليل الرأي العام وتضليل التحالف والنخبة الاعلامية المؤثرة في الخليج ..
هادي سينقل اليمن ودول التحالف من معركة الى اخرى وبعناوين متعددة ، وسيدخل المحافظات المحررة بمشاكل وصراعات جديدة وسيعمل مع صالح بنقل جماعات العنف والارهاب الى تلك المحافظات ، هادي كارثة بكل المقاييس على اليمن بشماله وجنوبه دون استثناء ، كارثة على الخليج والمنطقة ... ماحدث اليوم ليس تصرفا فرديا ومن يريد التأكد من هذا الكلام عليه مراجعة ماينشره ناطق الرئاسة المعين من جلال هادي وستجدون ان احداث اليوم تتم برسم وتوجيهات من الكارثة هادي .. اقرب الحلول لليمن والخليج هو ازاحة هذا الكارثة .. ودمتم ..