الاربعاء 24 ابريل 2024
الرئيسية - صحافة - إجلاء مئات المسلحين من آخر أحياء المعارضة في حمص
إجلاء مئات المسلحين من آخر أحياء المعارضة في حمص
الساعة 11:01 صباحاً

خرج المئات من مقاتلي المعارضة والمدنيين ظهر الأربعاء من حي الوعر، آخر نقاط سيطرة الفصائل المسلحة في مدينة حمص بوسط سورية، بموجب اتفاق توصلوا إليه مع ممثلين عن الحكومة بإشراف الأمم المتحدة يتضمن وقفاً لإطلاق النار وفك الحصار.

وانطلق ظهر الأربعاء ما لا يقل عن 15 باصاً من المدخل الشمالي الغربي لحي الوعر الذي حاصرته قوات النظام في شكل محكم منذ نحو ثلاثة اعوام. وأوضحت «فرانس برس» أن 10 باصات بيضاء أقلّت مدنيين، معظمهم من النساء والأطفال وبينهم عائلات المقاتلين، وسمح لكل منهم بأخذ حقيبة معه، بالإضافة إلى خمس حافلات أخرى خضراء أقلّت العشرات من المقاتلين الذين احتفظ عدد منهم بسلاحه الخفيف والمتوسط. وأشارت إلى أن من بين الركاب 15 جريحاً على الأقل نقلتهم سيارات إسعاف إلى داخل الباصات. ولم يسمح للصحافيين بالاقتراب من الباصات أو التحدث إلى ركابها. وواكبت الحافلات لدى انطلاقها عشر سيارات إسعاف تابعة للهلال الاحمر السوري وعشر سيارات رباعية الدفع تابعة للامم المتحدة، بالإضافة إلى آليات تابعة للجيش السوري، وفق مراسل فرانس برس. وقال محافظ حمص طلال البرازي في تصريحات إلى الصحافيين «يقدر عدد المسلحين الخارجين اليوم بـ 300 مسلح» بالاضافة إلى «مئة عائلة أي بحدود 400 امراة وطفل وبعض المدنيين». وأوضح البرازي انه «بعد وقف إطلاق النار الناجح حتى الآن وخروج الدفعة الاولى من المسلحين (...) نحن الآن في صدد تنفيذ المرحلة الاولى التي ستنتهي في نهاية الأسبوع المقبل». وينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه بإشراف الامم المتحدة بين مقاتلي المعارضة والنظام السوري في الأول من كانون الاول (ديسمبر) على رحيل الفي مقاتل ومدني من حي الوعر، مقابل فك الحصار وإدخال المساعدات الغذائية والاغاثية، بالاضافة إلى تسوية أوضاع المقاتلين الراغبين بتسليم سلاحهم، في اشارة إلى المقاتلين المحليين من أبناء الحي. وتسيطر قوات النظام منذ بداية ايار (مايو) 2014 على مجمل مدينة حمص بعد انسحاب حوالى الفي عنصر من مقاتلي الفصائل من احياء حمص القديمة بموجب تسوية مع السلطات إثر عامين من حصار خانق فرضته قوات النظام وتسبب بوفيات ونقص كبير في الاغذية والادوية. وانكفأ المقاتلون الباقون إلى حي الوعر إلى جانب آلاف المدنيين. ويقيم في الحي حالياً وفق البرازي، حوالى 75 الف شخص مقابل 300 الف قبل بدء النزاع في سورية في آذار (مارس) العام 2011. ووفق محافظ حمص، تضمنت الدفعة الاولى من المقاتلين الذين تم إجلاؤهم «جميع المسلحين من الفئات التي لم توافق على الاتفاق الذي تم مع المجتمع المحلي في حي الوعر ومع بعض الجماعات المسلحة». وأشار البرازي إلى انه «بعد هذه المرحلة، ستبدأ الجهات المعنية بقبول تسوية أوضاع من يرغب بتسوية وضعه»، مضيفاً «في نهاية المطاف سنكون امام ثلاث حالات، المسلحون الذين خرجوا في الدفعة الأولى والذين ستسوى أوضاعهم، والحالات المتبقية هم من لا يمكن تسوية أوضاعهم وسيخرجون في نهاية مراحل تنفيذ الاتفاق». وفي شريط فيديو نشرته لجان التنسيق المحلية بعنوان «خروج المقاتلين الرافضين للتفاوض مع النظام وعدد من الجرحى مع عائلاتهم»، قال أحد المقاتلين الملتحين قبل صعوده إلى الحافلة «أنا من حلب ونحن لا نتفاوض مع النظام، رغبنا بالخروج لنقاتل في الخارج»، مضيفاً «في الوعر هناك مجاهدون وهم (قدّها وقدود) بإذن الله». ووفق المرصد السوري لحقوق الانسان، فإن مقاتلين ينضمون إلى 45 فصيلاً غير متجانسة كانوا موجودين في الوعر، أبرزها حركة أحرار الشام وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية)، بالاضافة إلى مقاتلين محليين. ومن المقرر توجه المقاتلين من حي الوعر إلى «الجهة الشمالية» من سورية، وفق البرازي. ووفق مدير المرصد رامي عبدالرحمن، ستتوجه الباصات إلى مدينة حمص ومنها إلى قلعة المضيق في محافظة حماة (وسط)، ثم باتجاه محافظة ادلب التي تسيطر عليها فصائل جيش الفتح وأبرزها جبهة النصرة منذ الصيف الماضي. وقد يستغرق تنفيذ الاتفاق مدة تصل إلى شهرين، وفق السلطات. وجاءت عملية إجلاء المعارضين من الوعر أمس في ظل تقارير عن اتفاق بين تنظيم «داعش» في مخيم اليرموك والحجر الأسود (جنوب دمشق) ومسؤولين فلسطينيين يقضي بنقل 150 من عناصر التنظيم أو مؤيديه إلى الرقة. في غضون ذلك، أشار المرصد السوري إلى اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وبين الفصائل الاسلامية والمقاتلة في منطقة المرج والطريق الواصلة بين بلدتي البلالية ومرج السلطان في المنطقة «وسط تقدم جديد للنظام في الطريق الواصل بين البلدتين وسيطرته على أجزاء منها». لكن موقع «الدرر الشامية» الإخباري نقل عن المكتب الإعلامي لـ «جيش الإسلام» إن عناصره نصبوا مكمناً لقوات النظام على جبهة أوتوستراد دمشق - حمص في الغوطة الشرقية وقتلوا 15 جندياً. وفي موسكو (رويترز)، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع إن سلاح الجو الروسي نفذ 28 طلعة ضد 204 أهداف في سورية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وأضافت الوزارة أن الضربات نفذت على أهداف في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة وحمص. وكانت السلطات الروسية قالت إن غواصة انضمت للتو إلى القطع البحرية المرابطة أمام الساحل السوري نفّذت مساء الإثنين ضربات بصواريخ «كاليبر» ضد أهداف لـ «إرهابيين» على الأراضي السورية.

آخر الأخبار